الثورة العربية كلٌ واحدٌ … وإن تعددت ميادينها وتنوعت توقيتاتها

لقد إبتلى شعبنا العربي في التاريخ المعاصربنمطين من الطغيان، أحدهما ناجم عن الاِحتلال الأجنبي: أوروبي، أو صهيوني، أو فارسي، ووسيلته السحق والمطاردة والقتل بذرائع محاربة القوى الحاكمة، والآخر جرّاء سيطرة القوى المستبدة التي رأت الوطن كله وما عليه وبجميع ما فيه ملكاً خاصاً لها، تفعل به ما تشاء عبر أجهزة المخابرات وأساليب قمعية موغلة في نزعاتها الإجرامية ومتفردة في أساليبها الفاشية، بحجة مقاومة الدولة القائمة في حين أنها تقصد مقاومة السلطة الباغية .
وخلال العقود الأخيرة، وفي أعقاب وصول سلطة الملالي للحكم فيما تسمى بـ"ايران" جرى تلوين القمع السياسي بألوان أيديولوجية طائفية في محاولة لتمييع الحدود بين المفاهيم العلمية وإعطاء أوراق مضافة بيد سلطات الإحتلال القمعية اللامحدود والأجهزة الأمنية، حتى غدونا نحن الأحوازيون ضحايا لمفاهيم سياسية قذرة، من بينها: محاربة الله، والتوجهات الطائفية المذهبية، وصار الطائفي حليف الطائفي، وجرى التنسيق بين أدوات القمع على حساب المفاهيم الوطنية والقومية، وقد رأينا تجسد ذلك في الساحات العربية، وخصوصاً البحرين واليمن والعراق وسورياً، والأحواز العربية طبعاً .
إنَّ تصاعد عمليات القمع في الأحواز وتوالي صدور أحكام الإعدام وتنفيذها ضد المواطنين الأحوازيين يتناسب طرداً مع إزدياد إطلاق النيران عشوائياً في الساحة السورية، ومع تصاعد الفعل الشعبي الثوري المسلح في الساحة السورية وعجز السلطة عن القمع الشامل، تدخلت أداة القمع الفارسية في الشأن السوري لإنقاذ شقيقتها في تنفيذ حلقات سياسات الإعدام ضد الشعب السوري وثواره الابطال، فأرسلت مجموعات خاصة من عناصرها القمعية الطائفية وفرق خاصة ومدربة في الحرس الثوري الايراني لتسحب قسماتها على أبناء العرب السوريين من دون أي شعور سامٍ بالبعد القومي العربي النبيل، تحركها الغريزة الفارسية الصفوية، والمضحك في الأمر هو مزاعم السلطة الإيرانية بأنَّ أؤلئك المأسورين مجرّد زوّار [!]، فهل مراسيم الزيارة لأي مقام ديني، خاصة بعمرٍ معين وجنسٍ محدد، فلم يعثر أحدٌ على طفل بينهم أو إمرأة أو شيخ مسن ؟ ! .
إنَّ تزامن الأسر للمجاميع القمعية الطائفية الفارسية، مع صدور الأحكام الجائرة القاضية بإعدام ستة من المواطنين الأحوازيين مؤخراً، تجعلنا نرسل مناشدة وطنية مفعمة بالطموح القومي العربي والمستند إلى البعد الحضاري العربي الإسلامي البعيد عن أي منحىً طائفي، قوامها الحقيقة القائلة، إنَّ الثورة العربية كلٌ واحدٌ وإنْ تعددتْ ميادينها القطرية وتنوعتْ توقيتاتها الزمانية، لذا ضرورة الإلتفات إلى هذه الحقيقة وربط خيوط النسيج الوطني والقومي والديني بعضه إلى البعض الواحد، وطرح شروط المقايضة السياسية بين أسرى الساحتين الأحوازية والسورية، لتقوية عناصر النضال المشترك بين التوجهين ضد الطغيان الأجنبي والداخلي، وتنمية الروح الجهادية عند كل ذوي التوجهات العاملة في سبيل المستقبل العربي المشرق والمشترك.
لذا نتوجه إلى إخواننا العاملين في القوى الوطنية السورية وإلى كل الشخصيات الدينية والوطنية المؤثرة في نطاقها والعاملة في إطارها الكفاحي، بضرورة إيلاء هذا الجانب التحريضي والتعبوي المهم في سبيل التوجهات السياسية التي تؤشر على صدقية التوجه السياسي المستقل النابع من خصائص المنطقة العربية الإسلامية وشمائلها التضامنية الحرّة .