الم يحن الوقت بعد؟

لاشك إن اي شعب كان يعاني من الاضطهاد والتسلط حاول بشتى الطرق التخلص من ذلك القمع و التطرف والإستبداد ،مهما كان نوعه وشكله و اسلوبه، وهنالك تجارب وأمثلة دامغة في هذا الخصوص.
لو اخذنا من هذه الأمثلة لكي لا نذهب بعيداً عن الموضوع، إن الثورات الربيع العربي التي حدثت خلال السنتين الماضيين، إبتداءا من الشرارة الثورة التونسية مرورا بدول عربية اخرى، أختارت المضي قدماً للتخلص من الاستبداد والعبودية والفوقية وأنظمتها البائدة، لذا استمرت هذه الثورات بإسقاط المستبدين الذين عاثوا في البلاد والعباد فساداً ودماراً بغية الإستمرار بتفرد الحكم وتحقيق مأربهم الشخصية الضيقة.
عندما تحركت الشعوب ضد حكامها في اكثر من دولة عربية، لم تخطط لها نخب سياسية أو ثقافية ولا قيادات و ما شابهها، كما هي العادة، وإنما اشعل شرارتها شخصا لم يفكر إن ما سيفعله سيشكل ثورة لا مثيل لها مستقبلاً، شاب متعلم وعاطل عن العمل،اغلقت كل الابواب في وجهه، فآثر أن يحرق نفسه احتجاجا على الوضع المادي الذي عايشه فأشعل ثورة الياسمين في تونس.
نعم ما اقدم عليه محمد البوعزيزي من مدينة سيدي بو زيد، كان عمله بمثابة الشرارة الأولى التي اندلعت وتلتها المظاهرات الشعبية، وبالرغم من عفوية الحادثة، لكنها انتشرت كالنار في الهشيم، وخلال فترة لا تتجاوز الشهر سقطت حكومة الرئيس التونسي السابق، زين العابدين بن علي وهروبه الى السعودية.
إلا إن الثورة السورية لم يكتب لها النجاح حتى الان، وان الشعب السوري لم يتخلص من الإستبداد والحكم المنفرد، من قبل بشار وعملاءه الذين استطاعوا خلال 40 عام من حكم الشعب السوري البطل بقبضة من حديد، حيث 80 بالمائة من ميزانية الشعب السوري تذهب للأمن وجهاز المخابرات، ناهيك عن الفساد الحكومي المتزايد، وبسبب هذه المآسي التي عانا منها الشعب بات اليوم نظام بشار الى حفة الهاوية، وايامه معدودة حسب المتابعين والمحللين.
بالطبع إن للثورة السورية ميزات كثيرة حيث ان الثورة المعلوماتية، التقنية والاتصالات، التي ترجمت على ارض الواقع، من خلال توثيق كل المجريات التي حدثت ولاتزال مستمرة لحد هذه اللحظة، لكن الفرق بين الثورات العربية بداية من تونس، ليبيا، ومصر تختلف عن الثورة السورية، الاختلاف هو إن وقوف اكثر من دولة اجنبية مع نظام بشار الإستبدادي، ساهمن بحد كبير بصمود نظام ال اسد الى اكثر من 17 شهر، ونرى الآن إن النظام السوري بات يتهاوى بسبب الانشقاقات المتتالية شملت رئيس الوزراء وانباء عن انشقاق نائب الرئيس السوري فاروق الشرع وأصبح نظاما هشا،وزمن المقاومة والممانعة والشعارات الرانانة كانت شماعة من قبل هذا النظام البائد وجاء دور الشعب ليصنع تاريخاً و مستقبلاً زاهراً.
وبالطبع ان الشعوب تتأثر إذ ما من ثورة اتت بعدها إلا وتأثرت وهكذا نحن أمام ثورات في عصر جديد، سوف تغير العالم ولا نستبعد من الشعب العربي الأحوازي كونه لا يختلف عن الشعوب العربية والإسلامية، لكن الاختلاف فقط إن ارضه محتلة من دولة اجنبية، وعانى الأمرين الإحتلال والاضطهاد طيلة ثمانية عقود ونيف، بكافة انواعه واليوم عليه ان يحسم أمره بيده ،لا للاحتلال والاستبداد والحكم المطلق بعد اليوم، الشعب بدأ يتحرك للتخلص من الوجود الفارسي على اراضيه وطرده نهائياً، ومهما كلفه ذلك من الثمن والتضحيات، آن الاوان للشعب الأحوازي أن يعيد حريته وكرامته في هذه البقعة من الأرض ويريد أن يعيش فيها حراُ مستقلاً التي وهبها الله إياها بكل أشيائها من ثروات وخيرات لا تعد ولا تحصى.
إن المؤشرات تدل بأن شعبنا بات يعرف تماما انه مقبل على انتفاضة وهذه الانتفاضة ستليها ثورة مستمرة للتخلص من الاحتلال الفارسي، كما قال سيدنا عمر ابن الخطاب (اللهم اجعل بيننا وبينهم جبلا من نار) شعبنا بات يعرف إن الاحتلال سيزول وأن المحتل سوق يطرد إلى مكانه خلف جبال زاغروس.
اصبحت هذه الحكومة المتغلغلة تقوم بحملات هيستيرية واعتقالات تعسفية ضد المواطنين الأحوازيين، ووفقا للمؤشرات الواردة من الشباب الفاعلين على الساحة توحي بأن الشعب العربي الأحوازي وصل إلى مرحلة تقترب من إندلاع ثورة كبيرة ضد دولة الإحتلال الفارسي المارقة التي دمرت كل ما يمت للعروبة بصلة وقامت وتقوم بإعدام الشباب الأحوازي والإعتقالات العشوائية المستمرة ودفن جثامين الشهداء بعيدة عن انظار ذويهم في اراض متروكة حتى لا تصبح مراسم التشييع مراسم وطنية.
ألم يحن الوقت أن يتحرك الشعب العربي الأحوازي للتخلص من الإحتلال والإستبداد؟ وهل سيغيرون أبناء الأحواز المعادلة بتحرير وطنهم وقطع يد التدخل الفارسي في المستقبل القريب؟ بعد ما تتكلل الثورة السورية بإزالة بشار الاسد ورميه بمزبلة التاريخ. سوف ننتظر والأيام تمر بأسرع وقت وهل تكون الدولة الفارسية مرشحة بعد سقوط حكومة آل اسد ويأتي دور الشعب العربي الأحوازي والشعوب الغير فارسية الاخرى!!
المتتبع بات يعرف بأن الشعوب العربية تتأثر بالثورات الربيع العربي وشعب الأحوازي ليس بعيدا عن الثورات العربية، عندما تخرج مظاهرة ترفع الاعلام واليافطات لمساندة الثورة السورية في الأحواز وخارجها وكان واضحا إن المناضلين يرفعون شعارات وعلم الاستقلال السوري والعكس ذلك في سوريا رفع علم الأحواز اكثر من مدينة اضافة إلى تشكيل لواء الأحواز في دير الزور لذلك علينا كـ احوازيين نتعلم وتكون انطلاقتنا بعقيدة راسخة وايمان صادق حتى نحقق المستحيل و ندفع بعجلة النصر إلى الأمام و نتخلص من هذا المحتل الغاشم بشكل محسوم و نهائي.