رسالة الخبث والإرهاب الإيرانية للكويت!
في
تاريخ العلاقات الدولية والإقليمية الحديث, لم تكن دولة الكويت بعيدة عن اهتمامات
النظام الإيراني السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية, وحتى الاجتماعية ,
فالنظام في طهران قد أدرك الأهمية الجيوسياسية الكويتية منذ أيامه الأولى وكان
التركيز في بدايات عصر الخميني على نشر ما أسموه بوثائق السفارة الأميركية, في
طهران حول الكويت! كما كان التركيز على اختراق الساحة الكويتية مذهبيا وعقائديا
وسياسيا, من الأمور التي يعرفها كل من عرف الكويت وعاش فيها أو إهتم بأمورها,
فاللوبي الإيراني في الكويت له قوة كبيرة وبأس شديد أيضا وهذه من الحقائق
الميدانية التي تعلو على أي مجاملات , وبصرف النظر عن صحة أو عدم صحة الأقوال
والآراء التي تفوه بها رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني وهو من صقور النظام
الإيراني والتهديدات التي أطلقها ضد الكويت في حال سقوط نظام بشار الأسد في الشام
والذي سيتبعه سقوط الكويت حسب ما قيل وهي الأقوال التي نفاها وياللعجب للمرة
الأولى ليس وزارة الخارجية الإيرانية, ولا لاريجاني شخصيا ولا الحكومة الإيرانية
بل جاء النفي عن طريق السفير الكويتي في طهران السيد مجدي الظفيري! وهي سابقة
طريفة في سياقات العمل الديبلوماسي , أقول بصرف النظر عن صحة ما قيل ونشر , فإن
السياسات والمواقف الإيرانية من الكويت ودول الخليج العربي لا تسير إلا وفقا
للتوجهات العدوانية الإيرانية المكشوفة والمفضوحة والمحاطة بملاءة شفافة من مواقف
التقية السياسية والآيديولوجية المعروفة عن الديبلوماسية الإيرانية التي تعطيك
القبلات والأحضان الساخنة وتخبئ في الوقت نفسه خناجر الغدر خلف العباءة الفضفاضة ,
ولماذا نذهب بعيدا , أليست الكويت ما غيرها هي من كانت محطة لأوسع وأكبر شبكة تجسس
أقامها الحرس الثوري الإيراني وفككتها المخابرات الكويتية ? ألا يحمل التاريخ
القريب جدا ملفات واضحة وصريحة لتآمر إيراني بمساعدة المخابرات السورية ضد أمن
الكويت الوطني كما حصل في عقد الثمانينات من القرن الماضي وحملات الانفجارات
الرهيبة التي حدثت وقوافل المجرمين والإرهابيين الإيرانيين ومن أعضاء عملاء إيران
في الأحزاب العراقية والذين هربتهم المخابرات الإيرانية من السجون الكويتية بعد
غزو النظام العراقي السابق لدولة الكويت عام 1990 ? ألم تجند المخابرات الإيرانية
مواطنين كويتيين لتنفيذ أفعال إرهابية خسيسة في الحرمين الشريفين عام 1989 حكم على
بعضهم بالإعدام ونفذ بهم فيما أفرج عن البعض الآخر وهو ملف سنعود لاحقا للنبش فيه
والتطرق إليه, ألا تشكل الكويت وبقية دول الخليج العربي هاجسا أمنيا إيرانيا
مستمرا وتعد العدة من خلال حملات التبشير والتعبئة وغسل الأموال وتكوين اللوبيات
وجماعات الرأي المؤيدة من أجل التسلل للداخل الكويتي بطرق شتى? ألم تتعرض السفارة
الكويتية في طهران لمضايقات مستمرة ويتعرض المواطنون الكويتيون للخطف والاعتقال
والمطاردة? ألا تقوم مخابرات الحرس الثوري الإيراني بإيواء مجرمي
“القاعدة” ومنهم الكويتي المسحوبة جنسيته سليمان بوغيث? أليس الهجوم
الإعلامي والفكري والسياسي والتهديدي الإيراني المباشر ضد أمن وعروبة واستقلال
وحرية مملكة البحرين يشكل تعديا فاضحا على الأمن الكويتي نظرا الى وحدة المصالح
الخليجية ? ألا تشكل التعبئة الطائفية الإيرانية وتشجيع بعض الأصوات الناعقة في
العراق من عملاء النظام الإيراني على تعكير الوضع بين العراق والكويت جزءا من
الحالة الهجومية الإيرانية ?
بكل تأكيد فإن النظام الإيراني وهو يعد العدة للتوسع الأكبر في مواجهة الثورة
السورية ومحاولة حماية نظام بشار الأسد والمحافظة عليه مستعد للذهاب الى ابعد مدى
في سبيل منع الانهيار الكبير للمعسكر الإيراني, في الشرق الأوسط , فإنهيار نظام
بشار يعني النهاية الحتمية للدور الإقليمي الإيراني ويعني أيضا أن إيران ستحجم
إقليميا وستدخل معركة الدفاع عن النفس, وحتى الوجود في المعركة الداخلية التي
ستحتدم ضد ومع القوميات غير الفارسية, ومطالبات الشعوب العربية والبلوشية والكردية
والآزرية بحقوقها القومية وهو ما يعني في النهاية تفتيت الكيان الإيراني وإنحساره
في الهضبة الفارسية فقط لا غير , لذلك كانت الإشارة الإيرانية الفظة لتحجيم العرب
وعودتهم لمكة فقط! وهو وهم سخيف سيدفع أولئك الدهاقنة وأهل معابد النيران أثمانه
قريبا , فنيران حقدهم ستطفئها الشعوب الحرة وستكون بداية النهاية من دمشق العرب
والحرية والمجد ذاتها فيما تكمل الشعوب الإيرانية المهمة المقدسة عبر انتفاضتها المقبلة
والحتمية وهو ما يرعب النظام الإيراني المتغطرس الذي يتصور إنه بالإرهاب وحده تحيا
الأمم والشعوب.
الرسالة الإيرانية للكويت ولدول الخليج العربية بل للعالم العربي وصلت وتم
استيعابها رغم كونها مفضوحة بالكامل , والرد عليها سيكون بتشديد الخناق على بقايا
الفاشيين في الشرق القديم, وعلى تعزيز الدعم لأشقائنا أحرار الشام الذين يخوضون
بدمائهم ويسطرون أروع ملاحم التضحية والجهاد , أما الكويت فلها رب يحميها وقيادة
تعرف كيفية التعامل مع حالات التهديد الوطني , والكويت بمثابة العسل المر والمسموم
لكل من تسول له نفسه وأوهام القوة الزائفة انه قادر على ابتلاعها , فمن سيبتلع في
النهاية هم أهل الدجل والإرهاب , ومن سيحجم الى حد التضاؤل هم أولئك العنصريون
القتلة أعداء الشعوب , فالتاريخ لا يجامل الطغاة, بل يقذفهم لمزبلته الشهيرة مهما
حاولوا الدجل وادعاء القداسة, التهديدات الإيرانية ضد الكويت ودول الخليج العربي
ليست سوى عفطة عنز.