آراء ومقالات

إيران تاريخ من التزوير

 

من المألوف أن تقوم بعض العصابات
بتزييف العملات، وليس غريباً أن تسمح بعض الدول بتزوير علامات تجارية وبضائع في
دولها لكن من غير المتوقع أو المألوف أن تقوم دولة بتزييف خطاب رسمي لرئيس دولة
على الهواء مباشرة من خلال الترجمة الفورية وبثها عبر قناتها الرسمية للعالم.

حدث هذا حينما قام التلفزيون الإيراني
الرسمي بتزوير خطاب الرئيس المصري محمد مرسي أمام تجمع قمة دول عدم الإنحياز الذي
أقيم في إيران قبل أيام ليستبدل اسم سوريا بالبحرين في حديث ناري للرئيس المصري
ينتقد فيه المجازر التي يقترفها النظام السوري.
أولويات كثيرة تنفرد بها الدولة الفارسية في صناعة الدراما السياسية وهي التي زورت
اسم الخليج العربي و أقنعت بعض المؤرخين الأمريكيين بتغيير مسماه ليصبح الخليج
الفارسي بحسب ما تعتمده المصادر الأمريكية في حين كان المؤرخون الأوروبيون لا سيما
الإنجليز الذين تواجدوا منذ فترات طويلة في الخليج إبان عهد الاستعمار ولم يكن
يطلق عليه آنذاك سوى الخليج العربي.

تاريخ طويل من تزوير الحقائق مارسته
الدولة الفارسية مروراً بتزوير الحقائق التاريخية والجغرافية فمثلما لعبت دوراً في
محاولة سرقة التراث الإسلامي و مرجعيته الدينية ، استولت جغرافياً و دون وجه حق
على إقليم الأحواز العربي ثم الجزر الإماراتية ولا تزال تتطلع بأطماعها نحو
البحرين.وعلى الرغم من أن هذا المسمى ثابت بدلائل عدة لا يتسع المقام لذكرها و
أهمها أن العرب يحيطون الخليج من كافة جوانبه لاسيما وأن اقليم الأحواز العربي
وقبله الممالك العربية هي من تطل على الخليج من جانب المشرق أما غربيه فلا توجد
سوى دول الخليج العربية.
على أي حال فإن كل هذه الحقائق ليست مهمة في نظر الإيرانيين فهم سائرون على حكمة
جوزيف غوبلز وزير الدعاية السياسية في عهد هتلر: إكذب ثم إكذب حتى يصدقك الناس!.
تاريخ طويل من تزوير الحقائق مارسته الدولة الفارسية مروراً بتحريف الثوابت
التاريخية والجغرافية فمثلما لعبت دوراً في محاولة سرقة التراث الإسلامي و مرجعيته
الدينية ، استولت جغرافياً و دون وجه حق على إقليم الأحواز العربي ثم الجزر
الإماراتية ولا تزال تتطلع بأطماعها نحو البحرين.
تزوير خطاب الرئيس المصري في ادانته لنظام الأسد الوحشي الذي تدعمه إيران ليس أكثر
من مسرحية هزلية ممجوجة يمارسها النظام الإيراني الحالي امتداداً لمسرحيات الحرس
الثوري الذي ملأ مدرجات الملاعب الإيرانية المستضيفة للفرق السعودية بلافتات كتب
عليها (الخليج الفارسي) و (مع شعب البحرين) وغيرها.
و مروراً بالأصوات التي تخرج مرةً من مثقفين إيرانيين أو برلمانيين يطالبون
باحتلال البحرين وضمها لإيران أو التلويح باعتبارها مقاطعة إيرانية.
وتجنيد بعض العملاء الذين أصبحوا بين عشية وضحاها من أصحاب الملايين ليدخلوا بعض
البرلمانات الخليجية أو يصبحوا ملاكاً لفضائيات وصحف لا هم لها إلا التبشير
بالصديق الإيراني و آرائه و انتقاد المواقف الخليجية أو العربية في تزوير واضح
لمشاعر وتطلعات المجتمع الخليجي في كافة دول المجلس.
ولعل الحادثة الأخيرة (تزوير خطاب مرسي) تكشف مدى اليأس الذي تسرب إلى الحكومة
الإيرانية التي كانت تطمع منذ بدايات الثورة المصرية في استغلال الأحداث لكسب
تأييد الحكومة الجديدة لمخططاتها المشبوهة في المنطقة.
وكان الخطاب الإيراني في ذلك الحين واضحاً في محاولة تزوير بعض الحقائق واستغلال
أية أحداث قد تنطلي على سوء فهم بين المصريين وأشقائهم في دول الخليج العربي.
غير أن اللجوء لحيل التزوير في خطاب الرئيس المصري يضع مؤشراً إلى أن الإيرانيين
باتوا موقنين بخسارة رهانهم على مد نفوذهم على المصريين كما خسروا الرهان على بقاء
سلطة الأسد التي تتداعى يوماً بعد يوم، برغم المساندة التي تقدمها له الدولة
الفارسية وحزب الله في لبنان.
ولان كان التزوير أو النفاق السياسي الإيراني والأداء المسرحي الاستعراضي الذي
قامت به أوصلها لوضع العراق ولبنان تحت هيمنتها فإن الثورة السورية الباسلة و
انكشاف الأقنعة الذي حاولت الدولة الفارسية إيهام كثير من العرب بها لاسيما قناع
(المقاومة) التي كان ولا يزال ذريعة لمعاداة أي عمل عربي في حين ظل بمثابة طوق
الحماية للدولة العبرية، خلافاً لما تحمل الخطاب ولغة الصراخ التي تشتم وتعلن
العدو الصهيوني.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى