مسلسل الخليفة عمر…عودة الوعي مجدداً عند العرب الاحوازيين 1\4
مسلسل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ـ رضي
الله عنه ـ … عودة الوعي مجدداً عند
العرب الاحوازيين 1\4
شكل بث فضائية ام بي سي (
mbc) لمسلسل عمر بن الخطاب مركز اِهتمام كل مشاهدي القنوات الاعلامية،
العربية وغير العربية، وخصوصاً الأحوازيين، في الداخل وفي المنفى، فقد اِقتصر
الوجود الاجتماعي والشبابي والنسائي في الفترة المحصورة ببث المسلسل على عدم ظهور
أي انسان في الشارع في داخل الوطن الأحوازي المحتل، وتمركز المشاهدين في بيوتهم
ومقار تجمعهم، إن كان على صعيد طلبة الجامعة الذين كانوا يتجمعون سراً في منامهم،
الذين تجرأوا على فتح قنوات الام بي سي ( mbc) لمشاهدة المسلسل من
أول حلقة ولغاية آخر حلقة في المسلسل الرائع، نظراً لشعورهم بأن السياسة الفارسية
الإحتلالية كانت تتعمد نثر التضليل الكلي حول فترات هامة من التاريخ العربي
الاسلامي الفعلي، والإساءة للشخصيات التاريخية التي لعبت أدواراً هامة جداً في بث
فكرة الدين العربي الاسلامي الحنيف التي يحاول الفرس اليوم مصادرتها عبر الاساءة
للخلفاء الراشدين الاُوَلْ والقيادات التاريخية العربية الباسلة الفذة كخالد بن
الوليد والقعقاع وسعد بن ابي وقاص وابو عبيدة بن الجراح وغيرهم من الرموز التي كان
لها الدور الابرز في تحطيم الهالة الفارسية الكسروية، مثل رستم وغيره .
لقد كانت الاسئلة
التاريخية تضج في رؤوس المواطنين العرب الاحوازيين في حين حاول الفرس (أصحاب
الثقافة العسكرية) مسح الذاكرة الحقيقية للوقائع التاريخية، ولكن العرض الموضوعي،
الذي أشرف عليه كتّاب ومؤرخون وفقهاء ومتدينون حرصوا على اِبراز الحقائق
الموضوعية، ما جعل الأحوازيون يجدون اِجابات فعلية عما كان يثور في أذهانهم من
أسئلة حارة، تدق على جدران ذاكرتهم الوطنية والقومية .
لقد أبرز المسلسل الوقائع
الفعلية للفتح الاسلامي والانساني لمناطق كانت تعبد البشر لكي تجعلها تعبد رب
البشر، دون خشية من المجوسية والخضوع المطلق للملوك الكسرويين الى فضاء حرية
الانسان وتفجر طاقاته، لذلك كانت تعبيرات القادسية هي الأشهر في هذا المسلسل، وكان
شعبنا العربي الاحوازي يتناقل سراً وعلانية حقائق التاريخ المعروفة التي زوّرها
شيوخهم المجرمين أمثال ياسر (الخبيث) بن حبيب، ومكارم الشيرازي والدجال الخميني
وزبانيتهم الآخرين، وتزيّف وعي البشر من أجل تنفيذ الخطط الفارسية المجرمة بذريعة
حب آل البيت، في وقت أنهم قتلوا آل البيت والخلفاء الراشدين جميعهم، فليس مستغرباً
أن يكتبوا على مزار الامام علي عليه السلام قولاً يخصّون به قاتله كونه فارسياً،
بينما يخصّون قتلة الحسين بـ((الأمة))، فيحمّلونها مسؤولية بعض الخلفاء الفاسقين
كيزيد، ويلعنون عبرها ((الأمة)) جميعاً، في اِشارة الى ((الأمة العربية)) بشكل خاص
و((الاسلامية)) بشكل عام .
ان منع نقل الوقائع
التاريخية كما هي يشكل جريمة قد يسهم بعضنا في تأبيدها، في حين أن نشرها على الملأ
وعبر الشاشات المرئية يلجم الى الأبد الوقائع التنفيذية الساذجة لبعض الخرافات
التاريخية، كاليوم الذي يسمى بـ(فرحة الزهراء)،عندما اِستشهد سيدنا عمر(رضي الله
عنه) على يد المجرم الباقي الفارسي أبو لؤلؤة المجوسي، الذي أقيم له مرقداً كبيراً
وضخماً للزيارة في مدينة كاشان مطلقين عليه “باب شجاع” .
لعل اِستذكارنا للمقولة
الاستراتيجية للخليفة عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ التي سبق وعيه فيها عشرات
المؤرخين الأجانب والعرب في القرون اللاحقة أمثال: السير أرنولد ولسن،
والرحالة البرتغالي بيدرو تاسكيرا Pedro Teiskeira، والرحالة الايطالي بترو ديلا فالي Pietro Della
-Valle،
وايضا الرحالة الدانماركي نيبور، على
أقوالهم تلك والتي مضمونها: ((يا ليت بيننا ـ أي أمة
العرب والمسلمين ـ وأمة الفرس جبلٌ من نار (أي جبال زاكروس)، لا يأتون إلينا ولا
نذهب اليهم)) هذه المقولة الإستراتيجية التي تلخّص
الرؤية العربية العمرية الاستباقية لما أسماه الجاحظ بأنه أصحاب فكرة وخاطرة سريعة
التفاعل مع الواقع. إن الخليفة الراشدي الثاني محطّم النار المجوسية ورافع لواء
غروب الامبراطورية الفارسية عن شمس الحقيقة التاريخية لهو برهان على تلك النظرة
الاستراتيجية الاستباقية، فهو رسم الخطوط الإستراتيجية بين طموحات العرب، من جهة،
وبين اللؤم الفارسي الحاقد الذي يحاول فيه شياطين الفرس من قلب الحقائق أو تدمير
دلالاتها.
كما أن الوعي التاريخي
للقيادة العمرية في فتح فارس قد اِستنجد بالواقع الجغرافي العربي، فالعراق وبلدان
الخليج العربي وعقدة المواصلات الاستراتيجية التي تتخذ من الارض العربية في
البحرين نقطة اِرتكاز أساسية لها قد أسهمت في تحرير العراق واِعادة عروبته ثم
تحرير الأحواز واِعادة عروبتها ايضا، ثم تدمير جيش رستم المجوسي الذي كان مئات أضعاف
الجيش العربي الاسلامي القادم من الجزيرة العربية، وكان العون الالهي واضحا في دعم
العرب أصحاب الحق، في مواجهة الباطل وخذلان الفرس عباد النار، وذلك في معركة
القادسية الشهيرة .