آراء ومقالات

مسلسل الخليفة عمر بن الخطاب… عودة الوعي مجدداً عند العرب الاحوازيين 2/4



مسلسل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ـ رضي
الله عنه ـ
عودة الوعي مجدداً عند
العرب الاحوازيين 2/4

لقد أنجز العرب المسلمون
خلال تلك المعركة الحاسمة ما عجزت الامبراطورية الفارسية عن ترسيخها، ففي المسلسل
الرائع مشهد يصور المرحلة الراهنة وما فيها من معطيات مشابهة للواقع المزري الذي
سيطرت فيه النزعة العنصرية الفارسية والإحتلالية لأراض العرب لعقود، كما حصل مع
الأحواز والعراق والأردن والبحرين، عبر الإحتلال الفارسي، وما جرى من إحتلال
وسيطرة على بلاد الشام: سوريا ولبنان وفلسطين وجوارها العربي، عبر الإحتلال
الرومي، واليوم يحاول الفرس الصفويون معاكسة التاريخ العربي الاسلامي ومناهضة
((الاستراتيجية العمرية)) على أرض الواقع الذي أعاد تحرير الأراضي العربية من
سيطرة الفرس المتخلفين والمتوحشين، وطرد الغزاة الروم من أراضي العرب في بلاد
الشام ومصر وغيرها، تلك الإستراتيجية الدقيقة في أبعادها التاريخية والجغرافية
حرّكت الخليفة عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ في المجال العربي الحيوي، وهي ذاتها
الجغرافيا التي كان يتحرك فيها شرقاً وغرباً كل الأنبياء ما قبل الرسول الكريم
محمد بن عبدالله ـ صلى الله عيله وسلم ـ وأثناء بعثة الرسول الكريم ذاته، ومن بعده
كل الخلفاء والمؤمنين برفعة الأمة لاحقاً، حيث في هذا المجال الحيوي العربي كان
على الدوام إعتبر مصدر وجغرافية الصراع من قب الغزاة الأجانب في أرض العرب، واليوم
أيضا يحاول، الفرس والأجانب، تدمير العراق وسوريا وفلسطين بعد أن اِستولوا على
الأحواز التاريخية في غفلة من الزمن وبالتعاون مع الامبراطورية البريطانية (الروم
الحديثة المعاصرة) بالغزو العسكري، ويريدون الإستيلاء على البحرين لإعادة التاريخ
القهقرى، ولكن خسؤوا فالتاريخ لايمكن اِعادة وقائعه بالطرق الساذجة التي يتصورها
الفرس الحاقدون.

لقد كان الخليفة عمر بن
الخطاب ـ رضي الله عنه ـ حاذقاً واستراتيجياً في فهم المنطقة وأبعاد تحركاته
وفتوحاته، ودقيقاً في تخطيطاته العسكرية لتحرير (أولاً) اراضي العرب في المجال
الحيوي لعمق أمته الإستراتيجي، الذي سيكون لها الدور التنموي والحضاري الواسع
تالياً، و(ثانياً) في التحرك على الجغرافيا المجاورة لأمته، فهذه الرؤية الدقيقة
كانت ـ وماتزال ـ هي الضمان لتقدم امة العرب والمسلمين، التي تتكالب عليها منذ
اكثر من قرن الغزاة الأجانب لقهر هذه الامة واِخضاعها لذات الأسلوب الذي كانت تأن
منه كل الامة وشعوبها في عهود سابقة وفي الأزمن الغابرة.

ولو ألقينا الضوء بشكل
فاحص على الواقع الراهن ودور هذا المسلسل المميز الذي جاء في توقيت دقيق وضروري
سنجد بأن ما كان متوقعاً حصوله في الواقع الأحوازي من قبل الحملة المسعورة
الايرانية ضدهم، كان متوقعاً، فقد شنت سلطات الإحتلال الفارسية حملات الاعتقالات
الواسعة في شهر رمضان في الفترة القليلة الماضية، على اثر بدء المسلسل، والتي جرى
تصويرها على أنها متابعة “للوهابية” وهو برهانٌ ساطعٌ على تطيّر الفرس
من لعب دور هذا الوعي الذي كرّسه مسلسل عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وأدى الى
تثوير الارادة العربية الأحوازية الجبارة، ما أدّى الى توسيع الأمن الفارسي من
نطاق إعتقالاته الواسعة ضد أبناء الأحواز في مناطق ومدن وقرى الأحواز، وهو ما أدى
بمواقع وطنية أحوازية أن ترصد بشكل يومي عن ((الكم)) و ((الأماكن)) و((الاسماء))
للمواطنين الأحوازيين ممن إعتقلتهم سلطات الإحتلال الفارسية على ضوء الإهتمام
البالغ الذي ابدته الجماهير العربية في متابعة هذا المسلسل، وقد بان ذلك ايضا من
خلال بعض استطلاعات الرأي ـ عبر النت ـ التي أقدمنا عليها في الداخل الأحوازي وفي
مناطق متعددة فيها لرصد أهمية هذا المسلسل عند ابناء وبنات الأحواز، فقد قال طالب
جامعي يدرس في إحدى مدن الأحواز بأن هذا المسلسل جاء في الزمان والمكان الصحيحيْن،
عربيا واسلامياً، ولكن لا يعلم أصحاب فكرة بث المسلسل، ولا المخرج الباسل السيد
حاتم علي، بأننا كأحوازيين من أكثر شعوب الأرض تأثراً واحتياجاً لهذا المسلسل
الرائع الذي أجاب على كل الأسئلة المتعطشة عند ابناء الشعب العربي الاحوازي المسلم
عنه تلك الوقائع التاريخية الهامة، ولجم أفواه المتزندقين الفرس وابتاعهم ممن
عملوا على اخفاء وتزوير الحقائق تلك طوال عقود الإحتلال الايراني للأحواز منذ
العام 1925م.

تلك الحملات المغرضة
والإرهابية التي شنتها الأجهزة الأمنية الفارسية على المجتمع العربي الأحوازي أدت
الى تصليب الإرادة الأحوازية التي كانت مؤمنة ومقتنعة بضرورة تكريس هذا الوعي
العروبي الاسلامي الحق في مواجهة التدليس والتضليل والروحية العنصرية الفارسية
الباطلة، وهي التي أدت أن يكون شعبنا العربي الأحوازي المبادر والمقدام في تأصيل
هذا الوعي وتكريس المواجهة على كل الصعد مع الإحتلال الفارسي واذياله التي نأمل
لها أن تعصف بالاطماع الفارسية المجرمة، ولن يكون ذلك ما لم يتوحد تحالف عربي
اسلامي يكون منطلقاً لشل اِرادة المعتدين الفرس،وذلك بإستلهام الدرس العمري
الاستراتيجي الذي أعاد للأمة ثقتها بذاتها وبمستقبلها على أرضية تحرر الإنسان
وإعادة الأرض العربية وثروات الأمة للأمة.

الجزء الأول

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى