آراء ومقالات

تضارب المصالح بين إيران وبشار

ضربة غير مباشرة تلقتها إيران من حليفها «بشار» باستخدامه
الورقة الكرديّة ضد تركيا وإطلاقه يد أكراد سوريا البالغ عددهم مليوني نسمة في
المنطقة المحاذية للحدود التركية شمالاً ومنحهم الوعود «بالحكم الذاتي» و«اختيار
الهوية». ورغم عدم إيفاء «بشار» بوعوده للأكراد حتى الآن، إلا أنها كانت كافية
لتدخّل «مسعود برزاني» رئيس إقليم كردستان العراق للمراهنة عليها وتفعيلها. الأمر
الذي أثار مخاوف إيران من إثارة قضايا الشعوب غير الفارسيّة التي تشكل الأغلبية
السكانيّة ضمن ما تسمّى بجغرافيتها السياسيّة، بما في ذلك ثمانية ملايين كردي
خاضوا معارك ضارية طوال العقود الماضية ضد الدولة المركزية في طهران
.

ولم يخف «محمدّ علي سبحاني» سفير إيران سابقاً في
لبنان والأردن والخبير في شؤون الشرق الأوسط خشيته بقوله: «إن انتقام بشار من
تركيا بدعمه انفصال كردستان عن سوريا سيلحق ضربة قاصمة بدول المنطقة ويخل
باستراتيجية تركيا وإيران وسوريا في التعامل مع القضية الكردية». ورغم أن إيران
دعمت جماعات من «حزب العمال الكردستاني» بقيادة «عبد الله أوجلان» المعتقل بتركيا
منذ عام 1999 وأمرتها بالقيام بأعمال تخريبية في تركيا وحتى في كردستان العراق عند
الحاجة، إلا أن «حزب الحياة الحرّة» الكردستاني المسلح، وبعض قيادات «حزب العمّال»
أبت أن تعمل مرتزقة للدولة الإيرانية المصادرة لكافة الحقوق القوميّة الكردية
.

وفي محاولة منه لسحب البساط من تحت أقدام كل من
«بشار» وإيران، عبّر «رجب طيب أردوغان» عن «استعداد بلاده للتفاوض مع أوجلان». وفي
حال إطلاقها سراح الأخير من السجن، فإن تركيا قادرة على كسب ولاء أكرادها وأكراد
إيران، وخاصة أكراد سوريا الذين يشكلون غالبية قيادات «حزب العمال الكردستاني
».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى