آراء ومقالات

فن الممكن

 

السياسة فن الممكن هكذا يرى الكثير من لهم
باع طويل فيها ومن تمرسوها عمليا. لذلك يحاول رجال السياسة قبل الحديث عن أي مشروع
سياسي، وضع خياراتهم الممكنة على الطاولة وبعدها اختيار الأفضل منها حسب اعتقادهم.
حتى يجنبوا بلادهم المخاطر والمتاعب وفي نفس الوقت يحققوا لها اكبر قدر ممكن من
المكتسبات و المنجزات. باعتبار الانسان السياسي يتعامل مع واقع وحقائق على الأرض
بعيدا عن الأمور الغيبية والأحلام المشروعة.

والقوى السياسية الأحوازية في المهجر التنظيمات
والافراد
باعتبارها
تمارس عملا سياسيا من المفترض أن تقرأ الواقع الأحوازي وتتمحصه وبعدها تضع
الخيارات الممكنة حتى تختار الأنسب منها للقضية الأحوازية في الوقت الراهن.

لا أحد ينكر الحاجة الى التنسيق والعمل
المشترك بين القوى الأحوازية وعلى رأسها التنظيمات، ولا احد يتجاهل ضرورة وجود
مظلة وطنية تجمع الكل وتعبر عن الكل، ولكن في نفس الوقت على أصحاب القرار في
الساحة الأحوازية أن يدركوا جيدا حالة التوتر والتشنج الموجودة بين من لهم تأثير
على مسير القضية الأحوازية وايضا القطيعة السياسية التي فرضت نفسها عليهم منذ
فترات.

قبل الدخول في تفاصيل الممكن و غير الممكن
في الوقت الراهن
واستنادا
للواقع والحقائق الموضوعية، كثيرا ما تُسمع أصوات في الساحة الأحوازية تنادي
بالوحدة الوطنية. فهذا المصطلح
الوحدة
الوطنية

تم استخدامه في غير محله بطريقة غير واعية باعتبار أن الوحدة الوطنية تعني وحدة
الشعب
وتماسكه
واحتفاظه بنسيجه الاجتماعي وتطلعه الى العيش المشترك، ووحدة الأرض وعدم تقسيمها.

القضية الأحوازية قد تعاني من مشكلة تخص
الوحدة الوطنية ولكن هذه المشكلة تأتي في إطار عدم وجود شعور وطني مشترك ولحمة
اجتماعية يشترك فيها الشعب الأحوازي في الشمال(عيلام والمحمرة وعبادان..) والشعب
الأحوازي في الجنوب (أبوشهر وجمبرون…) ناهيك عن أن الأرض الأحوازية وهي مقسمة
الى عدة أجزاء. ويأتي ما ذُكر أعلاه نتيجة للاحتلال الفارسي والأجدر معالجته
سياسيا قبل فوات الأوان.

اما الوحدة
الوطنية التي يقصدها بعض من الساسة الأحوازيين فهي بين القوى السياسية الأحوازية.
فالمفهوم
الأقرب الى الواقع الذي يقصدونه هو تشكيل مظلة وطنية، هذا فقط من باب لفت الانتباه
إلى تصحيح مصطلح أستخدم في غير محله.

اما الساحة السياسية الأحوازية ومن خلال
قراءة سياسية للواقع، أخذة بعين الاعتبار التجارب السابقة، تحتاج أولا الى خطوات
عملية لتهدئة التوترات و المشاحنات بين الجهات الفاعلة وبعد إتمام هذه المرحلة
وإنجازها، تحتاج كمرحلة ثانية الى تنسيق سياسي جزئي ليس بالضرورة ان يشمل كل
الجهات السياسية. وفي حال تخطت القضية الأحوازية هاتين المرحلتين تستطيع القوى
السياسية الأحوازية ان تعمل لإنجاز بعض الخطوات السياسية الجماعية كالاندماج أو
المظلة الواحدة، فهذه تعتبر مرحلة متقدمة على مرحلة التنسيق الجزئي.

من المتعارف عليه سياسيا يتصرف الانسان
السياسي حسب الظروف واستنادا لمعطيات ملموسة ولا يقفز فوق المراحل ويحرقها. لذلك
أن طرح مشاريع تستند فقط لحاجاتنا السياسية وتعبر فقط عن حسن نية واهتمام لا تكفي
لنجاحها. من المفترض ان تستقرئ هذه المشاريع الواقع الأحوازي وتأخذ بعين الاعتبار
الظروف والمعطيات الخاصة به حتى تحقق ما ترنو اليه ومن الحنكة السياسية أن نستفيد
من التجارب السابقة فالكاهل الأحوازي مُثقل..

ah_ah@live.no

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى