آراء ومقالات

إيران … من الفرات الى النيل !!؟

بعد أحداث11  أيلول
و الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، بمساعدة إيرانية. اتضحت السياسة الفارسية أكثر من
السابق حيال العرب و المسلمين بمعناها السلبي و العدائي، حيث أعلنت إيران و من خلال
قنواتها الرسمية عن المساعدات التي قدمتها للقوات الأمريكية ضد أفغانستان الجارة المسلمة.
و لم تقف السياسة الفارسية عند هذا الحد و إنما كانت مشاركتها في احتلال العراق و إثارتها
للحرب الطائفية بين شعبه أكثر عدوانية و أكثر وقاحة من تلك المساعدات التي قدمتها لأمريكا
ضد أفغانستان.
 

بعد أن تخلصت إيران من الجارتين أفغانستان و العراق و تمددت
داخلهما، اتجه النشاط الإيراني داخل الدول العربية على حساب السيادة و الأمن القومي
و تدخلت في التفاصيل اليومية لحياة المواطن العربي.

أصبحت القضية الفلسطينية أكثر ارتهانا من السابق عند إيران
و أصبحت بعض الحركات الفلسطينية تتحرك بأوامر إيرانية حيث افتقدت القضية الفلسطينية
بعض قدسيتها عند المسلمين و أصبحت ورقة رابحة بيد الفرس يلوحون بها متى ما شاءوا. أما
لبنان فباتت ساحة خصبة للمشروع الفارسي بفعل عناصر حزب) الله ( و حركة أمل. وانتقل
حلفاء إيران من موقع المعارضة إلى موقع الحاكم الفعلي للبنان و هذا يعد انتصارا آخر
لصالح المحور الإيراني. وبدون الدخول في تفاصيل العبث الإيراني في الشأن اليمني و الكويتي
و المغربي، حيث بات عبثها يتصدر أخبار القنوات و الجرائد اليومية. كل هذه الأحداث تعكس
مدى الاكتساح الإيراني للساحة العربية و تغلغله فيها و مدى تأثيره على الكثير من القرارات
و الأفعال السياسية.

إلى أن جاءت أحداث الربيع العربي فحاولت الدولة الفارسية
أن تركب الموجة و تمتطي الثورات العربية لصالح مشروعها. و سعت جاهدة أن توهم الشارع
العربي بأنها داعمة و مساندة لثوراته من خلال بعض تصريحاتها الهزيلة. لم تكتف إيران
بهذا القدر من العهر السياسي و إنما أوعزت لعملائها في البحرين لأثارة الشغب و الاضطرابات
و زعزعة الأمن و الاستقرار. فرفع صور خامنئي رأس الهرم في السلطة السياسية الإيرانية
خلال الاضطرابات في البحرين خير دليل على وجود مشروع إيراني خبيث يستهدف البحرين. ورغم
هذا جندت إيران جميع قنواتها الإعلامية و توابعها في الوطن العربي لإيهام العالم بوجود
ثورة في البحرين على غرار تونس و مصر. كل هذه التصرفات السياسية تحدث على مرأى و مسمع
الأنظمة و لا تحتاج إلى مجهر سياسي أو استخباراتي لكشفها.

 هذه الأحداث و الوقائع تدلل على نجاح المشروع الفارسي المجوسي المبني على الطائفية
في الوطن العربي و تبرهن على الضعف و الوهن اللذين وصلت اليهما الدول العربية. حيث
انحصر دور الدول العربية شيئا فشيئا و أصبحت غالبيتها عاجزة عن صيانة أمنها داخل حدودها
السياسية.

 مع كل هذه
التجاوزات للدولة الفارسية و تماديها بحق الدول العربية، مازال نفر غير قليل من العرب
يدافع عن إيران و أفعالها المشينة و ينعتها بالمقاومة و الممانعة.

إلى أن اشتعلت الثورة السورية فأصبحت نقطة مفصلية في تاريخ
المنطقة. أعلنت إيران الدولة الفارسية و صاحبة الفكر الصفوي عن دعمها لمافيا الأسد
ضد الشعب السوري و نفذت بالأفعال قبل الأقوال هذه السياسة العدوانية تجاه الشعب العربي
السوري. و أمدت المافيا الأسدية بالسلاح و العتاد و دعمتها اقتصاديا و لوجستيا و سندتها
سياسيا و إعلاميا.

 أما الأنظمة العربية لم ترتق إلى أدنى مستويات المسؤولية تجاه الشعب السوري
و الثورة السورية. و كانت مواقفها و قراراتها تنم عن ضعف و تردد دائما. و في غالب الأحيان
تأتي متأخرة في اتخاذ قراراتها و من بعد الدول الغربية و تركيا.

 هذا واقع تعيشه الأمة العربية، حيث يمكن للإنسان المراقب أن يرى و بعين مجردة
أن الشعار الذي أطلقته إسرائيل من النيل إلى الفرات حققته إيران حتى و إن لم تلتزم
به فزادت عليه بعض الشيء من الجرائم و الانتهاكات و تمددت أكثر من الحلم الصهيوني.
و لكنْ هناك سؤال يُطرح، متى تملك الأنظمة العربية إرادة سياسية كي تتخذ قرارات بمستوى
دعم الثورة السورية عسكريا و دعم القضية الأحوازية و تقليم أطراف إيران في الوطن العربي
حفاظا لأمنها القومي و مصالحها السياسية؟

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى