آراء ومقالات

ايران وحلم فارس الكبرى

في ظل المؤامرة
الإيرانية على الدول الخليجية ومحاولة ابتلاعها كما فعلت مع العراق لم يعد الحديث
عن أي دولة من الدول الخليجية شأن داخلي فبعد تحريك الدولة الفارسية لعملائها
لزعزعة الاستقرار على الأراضي الخليجية من خلال إثارة الفتن والقلاقل أصبح من
الضروري على الخليجيين توحيد الصفوف ونبذ الخلافات جانبا , والتعامل بجدية مع
الخطر الإيراني المحيط بالمنطقة وخاصة بعد زيادة التدخلات الإيرانية في شؤون
البحرين وتهديد دول مجلس التعاون لمجرد إعلان المجلس عن مشروع اتحاد خليجي
بالإضافة إلى وصول العملاء الإيرانيين والداعمين للمشروع التوسعي الإيراني إلى
أخطر المناصب السياسية في بعض الدول الخليجية بلا أدنى مبالاة من السلطة السياسية فيها
مما يمهد الطريق أمام الاحتلال الإيراني لتلك الدول وتصدير الثورة الإيرانية لبقية
الدول الخليجية والعربية.

تحدث الكثيرون عن الخطر
التوسعي الإيراني في منطقة الخليج ومنهم د.عبدالله النفيسي الخبير السياسي
والمتخصص في شؤون العراق وإيران والذي يؤكد دائما على المطامع الإيرانية في
المنطقة ومحاولاتها الحثيثة لضم منطقة الخليج العربي لها , واستغلال التشيع كحصان
طروادة لتمرير مشروعها التوسعي وكان من أوائل من طالب حكام الخليج بضرورة تسريع
قيام الكونفدرالية الخليجية لتكون على رأس الخيارات العاجلة لمواجهة الخطر الإيراني
المتزايد يوما بعد يوم .

منذ سنوات والإيرانيون
يخدعون العالم برفع شعار الدولة الإسلامية ونصرة المظلومين وتبني قضاياهم,وهاهي
الثورة السورية تكشف أقنعتهم وتظهر حقيقتهم دون خداع,وهي حقيقة تنطق من وقائع
الأرض وما يجري من الأحداث دون تجميل ,أو تنميق ليستيقن العالم أجمع أن الفرس
–وكذلك حالهم عبر التاريخ- لا يهمهم العرب ولا يهمهم المسلمون ولا تعنيهم القضية
الفلسطنيية بقدر ما تعنيهم مصالحهم التي يرفعون لها شعارات خداعة براقة تختلف من
مرحلة إلى أخرى لخداع السذج من العرب وقد استطاعوا بذلك الخداع والمكر أن يكونوا
لهم قاعدة شعبية في مختلف البلدان العربية.

 

واليوم يبدو للعيان
العداء الإيراني الواضح لمشروع الوحدة الخليجية بعد تخلي طهران عن التقية السياسية
وصمتها المريب تجاه ما يجري للشعب السوري من مجازر مروعة ولا نسمع منهم أو من
أعوانهم في العراق ولبنان أي استنكار ,أو تنديداً بل يساعدون ويساهمون في القمع
والتنكيل بالشعب السوري لكون النظام العلوي هو رئة الدولة الفارسية في العالم
العربي وعليهم المحافظة عليه حتى لو كان الثمن سحق الشعب بأكمله,
فما يهم الفرس ليس دماء العرب ولا قضاياهم بل تحقيق حلم فارس الكبرى, وحيثما وجدت المصلحة فالفرس معها ولو كانت مع الشيطان والوقائع في لبنان
والعراق وسوريا تؤكد هذا وتثبته .

الاتحاد الخليجي قد
يكون أحد الحلول الناجحة لمواجهة الخطر الإيراني القادم بالإضافة إلى تحجيم القوى
الطائفية الموجودة في دول المنطقة والموالية لإيران والتي أثبتت أنها بالفعل أكبر
أدوات الدولة الفارسية والساعية لفرض مخططاتها و تنفيذ أجندتها لتقسيم وتمزيق شعوب
المنطقة وتهديد الأمن القومي العربي.

لقد حان الوقت لدعم
المقاومة في العراق وسوريا والأحواز المحتلة وتزويد المقاومة فيها بالمال والسلاح
قبل أن تتلقفهم قوى دولية معادية للعرب والسنة ونكرر أخطاء الماضي حينما تخلت
الدول الخليجية عن عرب الأحواز والسنة في العراق وسوريا وتركتهم لقمة سائغة لإيران
وللأنظمة الموالية لها لتتجدد بعدها الأحلام الفارسية في الخليج بعد أن بسطت
سيطرتها الكاملة على العراق وسوريا,

وإذا كان النظام العلوي يمثل الرئة
الإيرانية في العالم العربي فأن حكومة المالكي تمثل قلب إيران النابض وللتخلص من
تلك الأطماع الفارسية علينا أن ندعم عرب الأحواز والسنة في العراق وسوريا للتخلص
من الهيمنة الفارسية على المناطق العربية وكذلك تحجيم القوى الموالية لإيران
فبزوالهم ينحسر الخطر الإيراني ويتبدد حلم فارس الكبرى.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى