آراء ومقالات

الأحواز..القضية المنسية

حتى عام 1925 كانت الأحواز هذه المنطقة التى أطلق عليها أحيانا عربستان أو كما تسميها إيران الآن خوزستان إمارة عربية مستقلة على الشاطىء الشرقى من الخليج العربى، تمتد من العراق شمالا وحتى مضيق هرمز جنوبا ، قبل أن تقوم إيران باحتلال آخر إمارة فى هذه المنطقة التى شهدت لقرون دولا وإمارات عربية إسلامية. وهى تتمتع بأهمية جيوسياسية وثروات طبيعية هائلة .ومنذ ذلك التاريخ وعلى مدى 90 عاما حاولت إيران ومازالت تحاول طمس الهوية العربية لسكان المنطقة عبر اجراءات قسرية، وارتكبت فى سبيل ذلك أفعالا عدوانية أدت إلى تهجير الآلاف من العرب الأحوازيين، واندلعت لمقاومتها العديد من الثورات والانتفاضات، التى لم تنطفىء أو تخمد نيرانها حتى الآن. وتشكلت فى سبيل ذلك العديد من الحركات التى انتهجت العمل السياسى والعمل المسلح.

ورغم القمع والتعتيم الإعلامى والحصار الذى تفرضه السلطات الإيرانية واللامبالاة والتجاهل العربى لقضية الأحواز ، توالت الانتفاضات، التى سقط فيها آلاف الشهداء، ومن أشهرها ثورات الحويزة والمحمرة ونيسان، ومازالت المقاومة مستمرة،وفى مقدمتها حركة النضال العربى لتحرير الأحواز، تحاول فرض وجودها فى الداخل عبر عمليات نوعية، وتسعى فى الوقت ذاته لإيصال صوتها للخارج، ولاسيما الدول العربية، التى بدأت تصغى السمع شيئا فشيئا.

واليوم يجد المتحمسون والداعون لعلاقات حسن جوار مع إيران ولوحدة الصف الإسلامى أنفسهم فى وضع حرج ، بالنظر إلى التناقض الهائل بين ماترفعه إيران من شعارات براقة كنصيرة للقضية الفلسطينية، وبين سياساتها العدوانية تجاه الشعوب العربية التى تدفع المنطقة إلى حافة الهاوية، بدءا من الأحواز وانتهاء باليمن، ومرورا بالعراق وبلاد الشام، وقد نشأ تنظيم “داعش” الإرهابى فى أحضان السياسات الطائفية الإيرانية، التى يدفع الجميع الآن ثمنها، ولن تكون إيران بمنأى عن ذلك أبدا.

أسماء الحسينى

المصدر:صحيفة الأهرام

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى