تقارير

تقرير:الصراع القومي في الأحواز يطفح مرة أخرى (3)

 

سياسة الاحتواء والالتفاف على مطالب الشعب

بعد هذه التطورات الخطيرة سارع العدو الفارسي لاحتواء الموقف والالتفاف على مطالب الشعب الأحوازي. إذ في مساء يوم الأحداث (الثلاثاء الموافق 17-03-2015م) نفى رحمن موسوي، مساعد قائد الشرطة لشؤون الاجتماعية، غالبية الأحداث – بدون أن يسند كلامه بأي دليل واضح -. كما أنه حاول تطمين الشارع الأحوازي عبر حديثه عن اخلاء سبيل المعتقلين الأحوازيين بعدما أخذت منهم تعهدات مكتوبة. وفي ذات الوقت حذر من الأخبار والمعلومات التي تنتشر حول المستجدات في الأحواز وطعن بمصداقيتها، وهذا أسلوب يستخدمه الفرس ضد خصومهم.

وفي يوم الخميس الموافق 19-03-2015 م زار وزير المخابرات الفارسية، الملا محمود علوي، مدينة الحميدية إحدى مدن الأحواز الساخنة والتقى بعض الشخصيات الأمنية والاجتماعية وشيوخ العشائر. وحاول “علوي” استرضاء الحضور عندما تحدث عن مشاريع الاعمار والتطور في هذه المدينة الثائرة. كما أنه تطرق للأوضاع الأمنية وهدد الحضور بطريقة غير مباشرة عندما قارن بين أوضاعهم الأمنية وبين ما يحدث في العراق وسوريا. هذا ما تم الاعلان عنه ولكن مراقبين يرون أغلب تفاصيل وأهداف هذا الاجتماع قد تم إخفائها ولم يعلن عنها. وبعد ذلك ذهب إلى مدينة الحويزة والتقى بمندوب مرشد الدولة الفارسية. وفي مساء ذات اليوم اجتمع وزير المخابرات مع بعض شيوخ القبائل الأحوازية والمستوطنين في قاعة “الشهيد هاشمي” التابعة للحاكم العسكري في مدينة الأحواز العاصمة. ولم يعرف فحوى هذا الاجتماع وما زالت تفاصيله وأهدافه غامضة. بيد أن خبراء بالشأن الأحوازي يعتبرون زيارته من أجل مناقشة أوضاع الأحواز الأمنية التي تتجه نحو الانفلات، وطلب التعاون من قبل الذين يملكون القدرة على التأثير في الأحواز.

وفي تاريخ 20-02-2015 م زار الجنرال نقدي رئيس منظمة باسيج المستضعفين بعض مدن الصفيح في الأحواز ولا سيما منطقة الملاشية أحد معاقل الثوار. وحاول “نقدي” اغراء بعض من ضاقت بهم السبل من أجل كسب ولائهم، كما أنه أمر ببناء مستوصف ومسجد وحوزة لتدريس المذهب الصفوي.

وتكشف زيارة نقدي عدة نقاط، أهمها إن القوات التي تأتي تحت مسمى قوافل الظلام كلها من الباسيج والجهات الأمنية والسياسية ويوجد فيها شخصيات رفيعة المستوى تتمتع بتأثير واسع على سياسة الاحتلال في الأحواز. كما أن الملاشية تعتبر من المعاقل المهمة للثوار الأحوازيين لذلك يحاول الاحتلال كسب بعض الناس وتفكيك لحمتها الداخلية واجهاض أي عمل مقاوم يستهدف قوافل الظلام أو مراكز الاحتلال. وتكشف هذه الزيارة اليد الطولى لقوات الباسيج والقوات الأمنية في تحكمها بثروات ومصادر القوة،كما تبين أنها لن تدخر جهدا من أجل توظيف هذه المصادر بغية تحقيق مآربها في الأحواز وخارجها.

كما تبين ممارسات الاحتلال أنه يستخدم سياسة العصا والجزرة أثناء تعامله مع الشعب الأحوازي ويستخدم سياسة “فرق تسد” لتفتيت اللحمة في المجتمع الأحوازي واستهداف أي نشاط معادي له ولأفكاره ثم إعادة صياغة المجتمع بالشكل الذي يخدمه.

 

 

المقاومة تتوعد الاحتلال  

صرح المناضل حبيب جبر، رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز لصحيفة “الوطن أولاين” في تاريخ 19-03-2015 م بوجود توجه لدى حركة النضال لتكثيف عملياتها العسكرية ضد العدو الفارسي وتطوير كتائب محي الدين آل ناصر من أجل الدفاع عن الشعب العربي الأحوازي والوقوف بوجه الاحتلال الفارسي وممارساته الهمجية. كما أنه تحدث عن تنسيق و خطط مستقبلية مع قوى أحوازية داخل الوطن  ومع  البلوش والأكراد من أجل تضافر الجهود وتصعيد العمليات العسكرية ضد العدو الفارسي.

وفي يوم الجمعة الموافق 20-03-2015 م استهدف مقاومون أحوازيون دورية لشرطة الاحتلال وذلك على الطريق العام بين مدينتي الأحواز العاصمة والمحمرة وبالقرب من حي الثورة.

وذكر موقع “أحوازنا”، الموقع الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز، أن هذه العملية تأتي بعد يوم من عملية مماثلة في مدينة الحميدية، نفذتها المقاومة الوطنية الأحوازية ضد حافلات عسكرية تنقل قوات الباسيج وتحت مسمى قوافل الظلام (راهيان نور).

كما نقل موقع أحوازنا في تاريخ 21-03-2015 م المعلومات التالية “أن مجموعة من الثوار هاجمت المخفر رقم11 التابع لقوات الشرطة الفارسية في مساء يوم الجمعة الموافق 20 مارس 2015 في مدينة الخفاجية بالأسلحة الرشاشة و الرصاص الحي”.

و أشار مسؤول المكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز أن المقاومة الوطنية الأحوازية ايضا قد نفذت عملية عسكرية ضد مخفر رقم 12 التابع لقوات الأمن الفارسية. وقال: إن هذا المخفر، الذي يقع في حي أبوذر أحد أكبر أحياء مدينة الخفاجية، قد تم استهدافه في صباح يوم الاثنين الموافق 23-03-2015 م. وإثر ذلك اغلقت قوات الأمن والمخابرات مداخل ومخارج مدينة الخفاجية وأثارت الرعب بين المارة.

كما تحدثت مصادر ” أحوازنا” عن مقتل ثلاثة ضباط من الحرس الثوري وجرح أكثر من خمسة أخرين بالقرب من مدينة الحميدية، وكلهم نقلوا إلى مستشفى بقائي في مدينة الأحواز العاصمة. وفي تاريخ 24-03-2015 استهدفت المقاومة الوطنية الأحوازية مقر المباحث في مدينة الخفاجية، وفي يوم الأبعاء الموافق 25-03-2015 م هاجمت المقاومة مركبة للحرس الثوري بالقرب من قرية بيت محميد التابعة لقضاء السوس.

وتشير المعطيات على أرض الواقع أن الغضب الشعبي بلغ ذروته وأصبح الشعب العربي الأحوازي يعيش حالة  كـالنار تحت الرماد بانتظار من يحركه ثم يقوده بوجه العدو الفارسي. كما الأحداث تؤكد أن جيل الشباب يؤمن بافكار المقاومة ويخلص لها ولكنه بحاجة إلى من يرتبط به ويمده بما يحتاجه في هذه المرحلة المصيرية.

وإضافة لذلك فالعديد من المؤشرات تؤكد أن المقاومة الوطنية  الأحوازية ستصعد من عملياتها الميدانية ضد الاحتلال الفارسي وأدواته، سوف تكون المرحلة المقبلة غير المراحل التي عهدناها في الفترات الماضية، والعمل الميداني والسياسي والإعلامي سيأخذ اتجاها تصاعديا بوجه العدو الفارسي.

لتحميل وقرائة التقرير الكامل(1و2و3) اضغط هنا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى