آراء ومقالات

ناشط أحوازي لـ المدينة : إيران حولت بلادنا إلى مستوطنات للأجانب

احتلت إيران المناطق الجنوبية من الأحواز في وقت أقرب من شمالها بعد إسقاطها الإمارات الخمس القائمة آنذاك في هذه المناطق إذ بدأت عملية الاحتلال في عام 1918م وانتهت في عام 1923م واحتلت خلالها الدولة الفارسية إمارات القواسم، النصور، المرازيق، العبادلة وآل علي.

عملت دولة الاحتلال الفارسية منذ الأيام الأولى لاحتلالها للمناطق الجنوبية من قطر الأحواز على تغيير التركيبة السكانية في هذه المناطق لإضفاء الطابع الفارسي عليها وكان أول مشروع نفذ في هذا الإطار هوتوطين القبائل اللورية والقشقائية في المناطق الشمالية من منطقتي جرون وأبوشهر.

وحول هذا الموضوع قال «حبيب إسيود» أمين سر حركة النضال العربي لتحرير الأحواز للمدينة :إن سياسة التوسع الاستيطاني تشكل العقيدة الأهم للدولة الفارسية لترسيخ وجودها في الأحواز العربية ولن يتم التنازل. ويؤكد الاحتلال دائمًا أنها استراتيجية ثابتة تتوسع وتشتد عن أي وقت مضى. يعملون -وكأنهم في سباق مع الزمن- على انتزاع المزيد من أراضي الأحوازيين وذلك ضمن مخطط يعتمد المراحل الزمنية لكل مشروع من المشروعات الاستيطانية الموزعة على كامل الخارطة الأحوازية. وأشار الى المعاناة الكبيرة التى يتعرض لها الأحوازيون من جراء هذه السياسية الاستيطانية الهادفة إلى تغيير التركيبة السكانية وتفريغ الأحواز العربية من أهلها والتي تحتاج إلى وقفة وتركيز من قبل الأحوازيين ليتم تعطيل هذه المشروعات الخبيثة ومقاومتها.


انتزاع الأراضي

 وأضاف إسيود للمدينة: هنالك كثير من الأحصائيات التي تشمل مشروعات الاستيطان في الأحواز، على سبيل المثال مشروعات قصب السكر التي بموجبها انتزعت مساحات شاسعة من الأحوازيين، وكذلك مشروعات مزارع السمك، وأيضا بناء العمارات السكنية الاستيطانية والحبل على الجرار…هذا وأيضًا مشروعات أخرى (اقتصادية) ليس الهدف منها التنمية وتحسين وضع المواطنين الاقتصادي بل -حسب النتائج والوقائع- هي مشروعات ضغط وإجبار المواطنين على ترك مناطقهم وتتمثل في «تغيير» مجرى الأنهار الأحوازية وتجفيفها بهدف تجويع الشعب وإيصاله إلى الفقر، وتوجيهها إلى المدن الفارسية، هذا فضلًا عن التأثير السلبي لهذه المشروعات على صحة المواطنين بتأثيرها على البيئة وانتشار الأوبئة.

واكد حبيب إسيود للمدينة أن استهداف المحتل الفارسي لهوية الأحواز العربية وتاريخ شعبها ولغتهم وترسيخ الفكر العقائدي والطائفي من خلال مؤسساته الفكرية والثقافية والعمل على انحراف الإنسان الأحوازي فكريا وسياسيا ومذهبيا للسيطرة عليه. فالمشروع الاستيطاني الفارسي في الأحواز ولا يختلف عن المشروع الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، إذ أن كلاهما ينطلقان من اهداف قومية عنصرية ويسعيان لتحقيقها في الوطن العربي فالاعتداءات الإيرانية في الأحواز لا تختلف عن اعتداءات إسرائيل في فلسطين. وقال إسيود: إن سياسة القتل والتشريد والاستيطان ونهب الثروات وتحريف الأنهر…وبناء الآلاف من المستوطنات للوافدين الفرس وتوطينهم وإسكانهم في الأحواز لهدف تغيير التركيبة السكانية واستهداف النسيج الاجتماعي الأحوازي.

مشروع خبيث 

وردًا على سؤال حول لماذا توطين القبائل اللورية والقشقائية فى الأحواز اجابنا حبيب إسيود: وقع الاختيار على هذه القبائل لتكون نواة لهذا المشروع الخبيث لعدة عوامل وهي:

العامل الجغرافي: مناطق سكنى هذه القبائل تقع في منطقة تفصلها عن شمال منطقتي أبوشهر وجرون سلسلة من جبال تسمى زاجروس وبالتالي هم يعيشون في منطقة محاذية لأرض الأحواز من الناحية الجغرافية (أقاليم كرمان وفارس وكهجيلويه وبوير أحمد) ولذا عملية توطينهم تكون غير مكلفة وسهلة نسبيا.


العامل الاجتماعي: القبائل القشقائية واللورية بسبب طبيعتها الاجتماعية، كمجموعة من البشر يعتمدون في حياتهم على المواشي والمراعي، لذا عملية الترحال لإيجاد الظروف والأماكن الملائمة للرعي ترافق حياتهم باستمرار. وعادة ما كانوا يتنقلون في فصلي الخريف والشتاء من كل عام من مناطق سكناهم خلف جبال زاجروس إلى الوديان الواقعة في شمال أبوشهر وجرون نظرا للطقس الأقل برودة مقارنة بمناطق سكناهم الأصلية ناهيك عن وفرة المياه والمراعي وبذلك يكون توطينهم ذا مردود إيجابي من الناحية الاقتصادية.


العامل السياسي: ساهم أبناء هذه القبائل في احتلال المناطق الجنوبية من الأحواز بشكل فعال ومؤثر نظرًا لقربهم لهذه المناطق من الناحية الجغرافية ومعرفتهم بالأوضاع الثقافية والاجتماعية للأحوازيين الذين يتواجدون في هذه المناطق وذلك عبر مساعدة الجيش الفارسي الغازي وتوفير الدعم اللوجستي له فضلا عن انضمام الكثير منهم إلى الجيش لاحقًا بغية فرض السيطرة وعملية الإمساك بالأرض.
وعن بداية المشروع اشار إسيود إلى أن مشروع توطين القبائل اللورية والقشقائية في جنوب الأحواز بدأت مرحلته الأولى مباشرة بعد احتلال هذه المنطقة. خلال هذه الفترة التي امتدت حتى عام 1962م عملية التوطين كانت تجري ببطء لعدة أسباب من أهمهما عدم رغبة هذه القبائل في الاستقرار الدائم وقلة الإمكانات والخدمات للعيش الدائم. وبعد عام 1962م عملت دولة الاحتلال على توفير الإمكانات والخدمات اللازمة والضرورية عبر تخصيص ميزانيات هائلة لهذا المشروع كي يتسنى لها تشجيع هذه القبائل على الاستقرار الدائم وبالفعل نجحت الخطة. وعن أماكن تمدد وانتشار وعدد سكان القبائل القشقائية واللورية في جنوب الأحواز بين إسيود أن هذه القبائل تنتشر في مناطق واسعة من جنوب الأحواز حيث يبدأ انتشارها من شمال قضائي الدلمون والجنابي مرورًا بمناطق الشمالية من أقضية آل حرم، خور موج، الدير وكنعان وصولًا إلى المناطق الشمالية من أقضية القماندية وبستك والجمير وانتهاءً بغرب قضاء جرون.

عثمان عابدين

المصدر :صحيفة المدينة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى