التحليل الاسبوعى

#أحوازنا _البرلمان الفارسي يُشرعن قتل الأحوازيين جوعا وعطشا

أحوازنا

إذا لم نتوقع من المحتل الفارسي السلوك الأسوأ، في ممارساته للتشديد من قبضته الأمنية على الأحواز والأحوازيين، حتى يقضي على كل حقيقة تاريخية تكذِّب إدعائاته أو أثر حضاري يلفظه، أو شعورٍ وطني متنامي يَقُضُّ مضجعه، أو مظهر ثقافي يذكره بأنه غريب غير مرحب به ومسيره العودة من حيث أتى مهزوماً مدحوراً، أو فعل ثوري يعجل من نهايته…، فإننا إن لم نتوقع الشر في سلوكه إزاء كل هذا، فمن الطبيعي أن نتفاجئ بمستويات سلوكه ثم ننفعل ثم …، فمن الطبيعي في هذه الحالة أن نقع دون علم في شبهة تنزيهه من صفة الاحتلال بما تعنيه من سيطرة الفرس على الأحواز بكل ما أوتوا من قوة، بقصد السطو على خيراتها، وتوسيع ممتلكاتهم، فضلاً عن أنهم أسوء قوة أتيحت لها غدراً فرصة احتلال شعب آخر في غفلة من الزمن …
لا نقول ذلك إنطلاقاً من مؤشرات تستدعي التذكير، بل لأنهم على قناعة بأن الإستقرار والدوام لهم في الأحواز، مرهون بممارسة أسوأ ما أُتصفوا به من شرور عبر التاريخ. والتأكيد على أن الشعب الأحوازي واجه بصموده على مدى قرنٍ من الزمان أعباء هذا الاحتلال البغيض الذي لم يدخر يوماً، ما في جعبته من همجية لمحو الهوية العربية للشعب الأحوازي، وطمس تاريخه، فضلاً عن نهب ثرواته، وتجريده من ممتلكاته بغية تفريسه إن أمكن أو إجباره على الرضوخ للأمر الواقع.

عليه فإن تصديق البرلمان الفارسي مؤخراً على مشروع إقامة السدود على الأنهار الأحوازية، وتحويل مسار هذه الأنهار إلى المحافظات الفارسية واعطائه ذلك الصفة القانونية، ليس إلا حلقة في مسلسل النهب لثروات الشعب الأحوازي من جهة، والإيغال في ممارسة ساديته التي عجزت من أن تؤتي أكلها في النيل من صمود شعبنا الأبي، من جهة أخرى. إنها جريمة أخرى تضاف إلى جرائمه السابقة، ولكن نتائجها لن تكون إلا كارثية على الدولة الفارسية.

أرادوا محاربة الشعب الأحوازي بسلاح المياه، لأنه – في اعتقادهم – السلاح الأقوى للفتك بهذا الشعب جوعاً وعطشاً، والأسرع في ضرب قدرته على المقاومة، إلا أنهم جهلوا أن هذا النوع من الضغط المتزايد الذي يستهدف حياة هذا الشعب، سيؤدي إلى نتيجة عكسية، تكون وبالاً على المحتل من حيث لا يدرك… وإن كان القصد من هذا المشروع سلب الحياة من الأحوازيين كما كان الحال في جميع جرائمه السابقة التي لا تعد ولا تحصى، فإنه سيحيي في شعبنا مزيداً من التحدي والإصرار على اقتلاع المحتل من جذوره، ووضع حد لمأساته.

سوف توسع هذه الجريمة من مساحة الحركة للمقاومة الأحوازية على الساحة القانونية الدولية، لفضح طبيعة هذا المحتل، ونزعته التي تستهدف بجرمها، ما تبقى من قيم المجتمع الإنساني. و أن ما يقوم به يعتبر مخالفة صريحة للقوانين التي تحرِّم المساس بالحقوق التاريخية للشعوب القاطنة على ضفاف الأنهر في الإستفادة منها، وتراعي التوزيع العادل لها. هذه القوانين لا تسمح التصرف بالأنهار بإقامة السدود أو تحوير مسارها لأهداف اقتصادية أو سياسية… إذا ما نتج عن هذا التصرف إلحاق الضرر، على شعب يتمتع بالوجود التاريخي على ضفاف هذا النهر أوذاك، فلا تستقيم معها ذرائع السيادة الوطنية التي تتشدق بها دولة الإحتلال الفارسي لتبرير جرائمها.

الدولة الفارسية التي سلبت من قبل الثروات الباطنية لإمارة الأحواز العربية، لتوفر التنمية والرخاء للمناطق الفارسية على حساب الشعب الأحوازي، تُشرعن اليوم عبر برلمانها، سرقة حصة الشعب الأحوازي من مياه أنهار كارون والدز والكرخة… مياه هذه الأنهار التي تتوقف عليها حياة الشعب الأحوازي، لتزيد بها رخاء المحافظات والمدن الفارسية كأصفهان وكاشان ويزد وقم…تدمر في الأحواز لتبني في المحافظات الفارسية. تقتل الأحوازيين جوعاً وعطشاً، لتوفر التنمية والرخاء وحياة الترف للفرس… نتج عن هذه السرقة إنخفاض إلى حد التوقف لتدفق المياه في مجرى نهر كارون والدز و الكرخة، الأمر الذي أدى إلى تحول مجرى هذه الأنهار إلى مستنقعات تلحق الضرر بالبيئة ومصدرا في انتشار الأوبئة، عم الجفاف في أرض الأحواز، وتوقفت النشاط الزراعي الذي يعتمد على نظام الري من الأنهار، و جفت المسطحات المائية مثل الهور العظيم والدورق، اللذان اختفتا الحياة البشرية والنباتية من حولهما. انحصرت الغابات وتمدد التصحر… عزَّت على الشعب الأحوازي في مناطق واسعة، قطرة ماء صالحة للشرب، فانتشر العطش منذراً بحصاد أرواح كثيرة إما عطشاً من شح المياه أو مرضاً من شرب المتاح من المياه الملوثة… أطلق الشعب الأحوازي ثورة العطش ليفضح جرائم المحتل بحقه، غير آبها بالحلول الترقيعية وغير مؤمناً بأن المحتل سَيَمُنُّ عليه بحل دائم، فقط يؤمن بأن الحق لا يستجدى، بل ينتزع إنتزاعاً.

الأمر لا يقتصرعلى المساس بحصة الأحواز من مياه هذه الأنهار العابرة للحدود، بل يشمل أيضا المساس بحق الشعب العراقي في هذه الأنهار. فبلاد الرافدين اليوم تعاني العطش، انخفض منسوب نهر دجلة، وجفت الأهوار، عطش الإنسان العراقي، ماتت نخيله، جفت الضروع وانتشر الفساد لأن عدو الأمس المشحون حقداً على العراق وعلى كل ما هو عربي، هو الذي يدير العراق، ويتحكم في مفاصلة.

إذاً الشرُّ متوقع…وعلى الرد أن يتجاوز الإنفعال، فالعدو يوسع من رقعة جرائمه، والساحة تمتد وتتسع لحركتنا… الخطوة الأولى الجادة قد بدأت… لنخطوها باقتدار في جميع المحافل السياسية والقانونية و…

 

حركة النضال العربي لتحرير الأحواز

19-01-2019

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى