تقارير

سياسة الإفقار والتجويع للأحوازيين

هي المأساةُ الأحوازيةُ تُطلُّ برأسِها، معَ كلِّ صباحٍ أحوازي، حيثُ لا ترى عينُ الناظرِ في ديارِ العربِ الأحوازيينَ، سوى طرقاتٍ غيرِ معبّدةٍ، وبيوتٍ تهالكَ معظمُها، ووجوهٍ لأطفالَ ومسنينَ، تحملُ معنى البؤسِ المجسّدِ، فيما ترى العينُ شبابَ الأحوازِ، وهم ينظرونَ بعينِ الدهشةِ، نحو الضفافِ المجاورةِ من خليجِ العرب، حيثُ نهضةُ أبراجِ الخليجيين العرب، وازدهارِ إخوانِهم العرب، لكنهم حينَ يستديرونَ نحو محيطِهم الأحوازي، لا يرونَ سوى مشاهدِ التسوّلِ والفقرِ المُدقعِ، يضربُ بمنكبيهِ دروبَ الصغارِ والكبار، متحكماً بمصيرِ شعبٍ حباهُ المولى جلَّ وعلا، بأرضٍ فيها من الأنهارِ، ما لا يجتمعُ في غيرِها، وفيها من الثرواتِ النفطيةِ، ما تتفوقُ به على محيطِها العربي، وفيها من طاقاتِ الشبابِ ما لا يجتمعُ إلا في كبارِ الدولِ المحيطةِ، كالمملكةِ العربيةِ السعودية.

لكن، وبرغمِ كل ما سبقَ ذكرُه، فالأرضُ ومَن عليها، يعيشُ حالةً بائسةً، يصعبُ معها فهمُ ما يجري هنا في هذه البقعةِ من العالم، وحدُهم الأحوازيونَ يعرفونَ السرّ، ووحدُهم يعيشونَ في طلاسمِ سحرِ الكهنةِ الفرس، الذين رمَوا بلعنتهم فوقَ هذه الديارِ الطيبةِ، فأحالوها خراباً بعد عمران، وأحالوا أهلَها الكرامَ ..الكرامَ إلى فقراءَ وعابري سبيلٍ، يقضي عددٌ كبيرٌ وقتَهُ باحثاً ..لاهثاً عن لقمة العيشِ، وهي تهربُ أمامَ ناظريهِ، وبينما تتضورُ البطونُ الأحوازيةُ جوعاً وعطشاً، فإن كروشَ متنفذي الحرسِ الثوري، تزدادُ اكتنازاً، وهي ترمقُ الأحوازَ وأهلَه، بعينِ الغضبِ من بعدِ كلِّ ما قدمهُ الأحوازُ لهم، بعد استباحتهم لهُ منذُ احتلاله قبل ما يقاربُ تسعة عقودٍ ونيّف.

ففي مرحلةِ بدايةِ حُكمِ الشاه رضا خان، منعت دولةُ الاحتلالِ الإيراني، عن المزارعينَ والصناعيينَ كلَّ مكننة، فلم يكن مسموحاً للأحوازي أن يستجلبَ بمالهِ مضخةً للماءِ يروي بها أرضَهُ، من مياهِ أنهارِه.

وظلّت هذه السياسةُ حتى وقتِنا الحالي، بل زادَ ما سميَ بقانونِ الإصلاحِ الزراعي في الأربعينيات من القرنِ العشرين، بأن يسّرَ للمواطنينِ الفرس، امتلاكَ أراضٍ لم يعرفوها من قبل، في الأحوازِ المحتلة، على حسابِ سكانِها وأهلها العرب.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى