تقارير

حملات التضامن الأحوازية تطور في الوعي الوطني

من حملةِ التضامنِ معَ الأسيرِ المحررِ جبار الكعبي، إلى حملةِ إغاثةِ منكوبي السيول في الأحوازِ المحتلة، وحتى إطلاقِ حملة التضامنِ معَ الأسيرِ عباس السعدي، التي أطلقها مؤخراً نشطاءُ ومثقفون وفنانون أحوازيون، لرفع الظلم عنه، بعد أن تم سجنه وهو في سن الرابعة عشرة من عمره،وأمضى نحو خمس سنين، في سجن القنيطرة.

هي محطاتُ تستحقُ التوقفُ عندها، لأنها تمثلُ قفزةً في الوعيِّ الوطني الأحوازي، حيثُ الإدراكُ العميقُ للأحوازيين، بعدمِ كفاءةِ سلطات الاحتلالِ الإيراني، لتولي شؤونهم المصيرية، فخلفَ حملاتِ التضامنِ تقفُ إرادةٌ وطنيةٌ حرّةٌ، تُعلي من الدورِ الذي يمكنُ لكلِّ مواطنٍ أحوازي، أن يقومَ به، نصرةً لأخيه الأحوازي، سواءٌ أكانَ هذا في حملةِ إطلاقِ سراحِ أسير، أو في تآخي الأحوازيين وتكافلهم، كما عبّرت عنها، حملةُ التضامنِ معَ منكوبي سيولِ الأحواز، حيثُ لم يكن التضامنِ بالمالِ فقط، بل كان في كلِّ ما يمكنُ للأحوازي أن يقدمهُ، فمن لم يستطع إيواءَ نازحينَ من أهالي المدنِ والقرى التي اجتاحتها السيول، قدّمَ سيارته لحمل المعوناتِ والمساعداتِ العينية، ومن لم يستطع بالمالِ أو غيرِهِ، راح يحملُ مجرفَتِهِ، ويحاول تقديمَ المساعدةَ بجهدِهِ وعرقِه.

قراءةُ هذه الحملاتِ التضامنية، ذات الصبغةِ الشعبية، والتي جاءت بمبادراتٍ لنشطاءَ أحوازيين من كافة شرائحِ المجتمعِ الأحوازي، تشيرُ إلى تقدمٍ في وعيِّ الأحوازي، إلى أنَّ مشكلاتِه لا يمكنُ أن تجدَ حلّاً  لها ، إلا بالعملِ الجماعي مع أبناءِ وطنِهِ، وهذا تطورٌ يتفوقُ على الذهنيةِ التي كانت تقتصرُ سابقاً على التكافلِ القبلي والعشائري وعلى المناطقيةِ في أبعدِ التقديرات، إلى وعيٍّ وطنيٍّ أوسع ، وهذا الوعيُ يُسقطُ  مراهناتِ مَن كانوا يقولون إنَّ مشكلةَ الأحوازيين مرتبطةٌ بالقبليةِ والمناطقيةِ، فلم يعد ابن الفلاحيةِ أو المحمرةِ أو الأحوازِ العاصمة، أو عبادان أو معشور وغيرها من مدن ومناطق الأحواز، يقيسُ وطنيتَهُ ضمن حدودٍ جغرافيةٍ ضيقة، بل باتت قضيةُ كلِّ أحوازيٍّ مهمةٌ لكلِّ الأحوازيين، وعلى هذا الدربِ سيصلُ الأحوازيونَ إلى أفقِهم التحرري من هذا الاحتلالِ الذي يقتربُ من إتمامِ أربعةٍ وتسعينَ عاماً على احتلالِ كاملِ الأحواز.

التطورُ الحالي والذي يتجلى في حملاتِ التضامنِ التي يقومُ بها الأحوازيون، يستحقُ تعزيزَهُ بالمحبةِ والتقديرِ، والتشجيعِ من جميعِ الأحوازيين، لأنهُ يحملُ معهُ إحساساً عميقاً بالهويةِ الوطنية، وبعدمِ الارتهانِ للمحتلِ الفارسي، وصولاً إلى فجرِ الأحوازِ العربيِّ المستقل.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى