في ذكرى الاحتلال الإيراني المشؤومة للأحواز…
حركة النضال العربي لتحرير الأحواز تشيد بصمود الأحوازيين في مواجهة مخططاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ
صدق الله العظيم
أيها الشعب الأحوازي المجاهد
يا جماهير شعبنا الصامدة
تمر علينا هذه الأيام ذكرى مناسبتين وطنيتين، إحداها أليمة وهي الذكرى الخامسة والتسعون لنكبة الاحتلال الفارسي الغاشم لأحوازنا الحبيبة، والثانية انتفاضة 15 نيسان المجيدة.
الأولى نعيد ذكراها دائما باعتبارها نكبة ومحطة سوداء في تاريخنا، امتدت في الزمان ظلماً وألماً… كما امتدت نضالاً وصموداً وفداء… سطرت خلالها يا شعبنا العظيم بنضالك ملاحم بطولية في مقاومة المحتل، وصموداً أسطورياً في وجه فاشية المحتل وعنصريته، وقدمت في سبيل الحرية والانعتاق من ربق الاحتلال قوافل من الشهداء الذين سقوا بدمائهم الزكية أرض الأحواز الطاهرة.
الثانية نحتفل بها لأنها تعتبر منعطفاً هاماً في مسار نضالنا، بمنطلقاتها وأهدافها وعنفوانها، نحتفل بها لأنها جددت الأمل في نفوسنا بتفاصيل أحداثها وشعاراتها، وتداعياتها التي أخرجت قضيتنا من النفق المظلم الذي أراد لها المحتل…
تمر هاتين المناسبتين، والمحتل يمعن في سياساته الإجرامية، ويرتكب في غفلة مقصودة من المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية، أفظع الجرائم في ربوع الأحواز من إبادة جماعية وقتل وتشريد وتهجير في محاولة يائسة لتغيير ديموغرافية أرض الأحواز العربية، وبسط الهيمنة الأمنية للحرس الثوري لاستعادة قبضته على الأحواز، بعد أن فقد هيبته إثر تصاعد المقاومة الشعبية بصورة قلّ نظيرها على مدى عقود الاحتلال السالفة.
بلغت جرائم المحتل ذروتها في الأحواز مؤخراً بتدمير عشرات القرى والبلدات وإغراق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية بفيضانات مفتعلة اندفعت من بوابات السدود التي فتحت لتفريغ البحيرات العملاقة التي تشكلت بحجز المياه خلف هذه السدود لفترة طويلة. ولكي يرفع من نسبة الأضرار التي تنتج من هذه الجريمة قام ببناء السواتر حول هور الحويزة لترتد المياه وتشكل بحيرة مغلقة تقضي على الحياة في مساحات واسعة من الأحواز، فكان الغرق مصير عشرات القرى وبعض المدن الأحوازية وكامل المحاصيل الزراعية قيد الحصاد، بجانب خسائر كبيرة في الممتلكات، هذا فضلاً عن تشريد آلاف مؤلفة من الأحوازيين المنكوبين في عراء الذل ووحل استجداءِ المساعدات. وكل هذه الحيثيات تعني بأن ما تم في الأحواز تحت غطاء كارثة الفيضان، ليس إلا جريمة إبادة جماعية متكاملة الأركان، تتوفر فيها عناصر النية والتخطيط والتنفيذ. إنطلاقاً من أهدافٍ سياسية عنصرية.
أيها الشعب الأحوازي العظيم
ما يحدث في الأحواز من تصعيد همجي على يد دولة الاحتلال الفارسي، يأتي ضمن مساعيها لتحقيق أقسى أهدافها السياسية كقوة محتلة للأحواز، تتخذ الكوارث الطبيعية كمسمى لجرائمها، ليس فقط لتحقيق سياسة الأرض المحروقة في الأحواز، بتنفيذ جرائم الإبادة الجماعية، وتهجير أكبر عدد من الأحوازيين، بل للقضاء على مقومات الحياة في الأحواز، بتدمير البنية الاقتصادية فيها، لإفراغها من السكان ودفعهم إلى الهجرة خارج الوطن بحثاً عن البديل. وهذا هدفٌ لم تستطع تحقيقه على مدى ما يقارب القرن من الزمن وذلك بفضل صمودك يا شعبنا العظيم ونضالكم الذي أفشل جميع مخططات هذا المحتل الغاشم. كما يأتي هذا التصعيد في ظل ظروف اقتصادية خانقة وعزلة سياسية كبيرة تمر بها دولة الاحتلال من قبل المجتمع الدولي نتيجة لسلوكها الإرهابي وتورطها في إنشاء ودعم المنظمات الإرهابية، وتدخلاتها السافرة في شؤون الدول العربية، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى إلى حماية مصالحها في المنطقة، إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضدها، بدءً من فرض الحصار الاقتصادي على الدولة الفارسية بصورة تصاعدية، ومروراً بتكوين تحالف دولي يناهضها كدولة راعية للإرهاب العالمي، ويدعم العقوبات المفروضة عليها، إلى أن وصلت إجراءات التضييق عليها إلى صدور قرار ووضع بموجبه الحرس الثوري المجرم في قائمة الإرهاب.
وإن العزلة السياسية والوضع الاقتصادي المتأزم التي تمر بها الدولة الفارسية تؤكد قرب سقوط هذا النظام الإرهابي وبالتالي انهيار الدولة الإيرانية، وهذا ما دفع المحتل إلى تنفيذ مشاريعه العدوانية على أرض الأحواز والذي تحركه دوافع الحقد والكراهية لتضعيف الأحوازيين ومحاولة تشتيت شملهم وتهجيرهم من أرضهم قبل فوات الأوان وسقوط هذا النظام المجرم الذي بات وشيكا. لذا فإن هذه المرحلة المصيرية التي تمر على قضيتنا العادلة تضعنا أمام مسؤولية تاريخية كبيرة، تحتم على جميع مكونات الشعب الأحوازي الارتقاء بمستوى متطلبات هذه المرحلة الحساسة، والاستعداد لانتزاع الاستحقاقات السياسية والوطنية.
عليه فإن المطلوب في هذه المرحلة هو:
1- ترسيخ الوحدة الوطنية التي حققها شعبنا الباسل بتعاضده وتآزره، في مواجهة الأزمات التي يختلقها العدو، وخاصةً الأزمة الأخيرة. وبذلك ضرب أروع الأمثلة في وحدة الصف والكلمة.
2- رفد المقاومة الوطنية الأحوازية بالرجال والنساء المقاومين وتوسيعها على جميع المدن والقرى الأحوازية استعدادا لسقوط هذا النظام الفاشي.
3- نهيب بشعبنا وقواه السياسية ومقاومته الوطنية الباسلة في الداخل لتوخي الحذر ورفع مستوى اليقظة من أجل التصدي للمليشيات الإرهابية التي استجلبها المحتل الفارسي للأحواز من العراق ولبنان وأفغانستان.
4- تطوير عمل اللجان التنسيقية على كل الصعد والمستويات، خاصةً في تنظيم المظاهرات والاعتصامات الجماهيرية في المدن والقرى الأحوازية.
5- استمرار النفير الشعبي العام لمساعدة النازحين من المناطق المنكوبة، بالماء والطعام والغطاء وتوفير إمكانيات الإيواء المؤقت لهم، والاستعداد لمرحلة ما بعد الأزمة، وهي مرحلة بناء ما دمرته فيضانات الحقد الفارسي، بسواعد أبناء الأحواز ووحدتهم.
يا جماهير شعبنا الثائرة
إن حركة النضال العربي لتحرير الأحواز إذ تحيي الخطوة الأمريكية الشجاعة في الخروج من الاتفاق النووي المشؤوم وجميع الخطوات الإجرائية التي اتخذتها لتصعيد الحصار ضد نظام طهران، كذلك وضع الحرس الثوري في قائمة الإرهاب، إنها اي(الحركة) تتطلع أن يعقب كل هذه الخطوات الهامة، دعم ومساندة الشعوب غير الفارسية وعلى رأسها الشعب الأحوازي، لتمكينهم من حقهم في تقرير مصيرهم في هذه الحياة المتاحة لكل البشر العيش فيها بأمنٍ وسلام. لذا فإن هذه الخطوة أي (دعم ومساندة الشعوب غير الفارسية) من شأنها أن تحقق بكل تأكيد الأمن والسلم الدوليين، وفي مقدمتها مصلحة الشعب الأمريكي والشعوب المضطهدة ضمن الخريطة السياسية لدولة إيران، وشعوب المنطقة جميعاً.
كما تدين حركة النضال العربي لتحرير الأحواز دخول قوات الحشد الشعبي العراقي بكامل عتادها دعما للحرس الثوري الإرهابي في مواجهة شعبنا الأحوازي الأعزل إلا من الإيمان بالحق والعدالة والحرية، ونحمل الحكومة العراقية المسؤولية الكاملة لتواجد الحشد الشعبي على أرض الأحواز، فوجودهم ليس لمساعدة المنكوبين، بل لمساندة الحرس الثوري الإرهابي في قمع وإبادة الشعب الأحوازي المثخن بجراح الإحتلال. ونطالب المجتمع الدولي ومؤسساته الإنسانية التدخل العاجل لإنقاذ الشعب الأحوازي من جرائم الاحتلال الإيراني، ونشدد على أهمية توفير الحماية الدولية وضع حد لهذه الانتهاكات التي تستهدف شعبنا ومقدراته. فإن الأحوازيون يتعرضون إلى إبادة جماعية منذ فترة طويلة وقد اكتملت أركان هذه الجريمة بالفيضانات المفتعلة التي دمرت مقومات الحياة في أرضهم.
أيها الشعب الأحوازي الثائر
إن العدو الفارسي الغاشم يحاول من خلال هذه السياسات الإجرامية أن يكسر إرادتك الفولاذية التي تجلت في هذه المحنة، ولكنه فشل فشلا ذريعا، اضطره أن يعترف بصمودك الأسطوري ومقاومتك الباسلة وتمسكك بحقك في الحياة فوق أرضك، وعدم رضوخك لسياسات المحتل. فتأكد أيها الشعب العظيم إن النصر قادم بعون الله، فسيعود إليك مجدك التليد، وعدوك سوف يغرق في طوفان حقدة وشره… فإنها إرادة الله التي لا تقهر. وستخرج يا شعبنا المقاوم من هذا الاختبار الصعب مرفوع الرأس بوحدتك التي تحققت وأفشلت مخططات العدو الغاشم. ولا يحيق المكر السيّئ إلا بأهله.
حركة النضال العربي لتحرير الأحواز
18-4-2019