الأخبار

بيان حركة النضال العربي لتحرير الأحواز الي قمة المجلس التعاون الخليجي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بعون الله وتوفيقه، وبدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تنعقد القمة الخليجية الهامة لقادة مجلس التعاون الخليجي في الخامس من شهر يناير 2020 في ظل ظروف إقليمية ودولية بالغة الحساسية، تفرد أمام هذه القمة ملفات متعددة تنتظر الفصل فيها بقرارات تعود بالفائدة على أمن الخليج ووحدته واستقراره. ونحن في حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، إنطلاقاً من إيماننا المطلق بأن إمارة الأحوازالعربية المحتلة عنوةً من الدولة الفارسية، وشعبها العربي الأصيل جزء لا يتجزأ من خليجنا العربي، نرفع إلى أصحاب الجلالة والسمو… أسمى تحياتنا الأخوية، وتمنياتنا أن يبارك الله جمعكم هذا ويسدد خطاكم لما فيه خير خليجنا وأمتنا العربية…

أصحاب الجلالة والسمو…

إنها لمناسبة عظيمة أن نرفع إلى جمعكم الكريم هذا، إستغاثة شعبنا الذي أضنته المآسي لما يقارب القرن من الزمان في ظل الاحتلال الفارسي الغاشم. الشعب الأحوازي يستنجد بكم لتكونوا ظهيراً له في محنته التي طال عليها الأمد تحت الإحتلال الفارسي، ولسنا بحاجة إلى أن نؤكد لكم وأنتم إخوتنا في الدم أن على مجلسكم الموقر التزام أخلاقي وأدبي تجاه إمارة الأحواز العربية التي تمتد على طول الضفة الشرقية للخليج العربي، وشعبها الذي يرزح تحت الاحتلال، حتى يرفع عنه الظلم وينال حقه المشروع في الاستقلال والحرية، وعليه فإن الشعب العربي الأحوازي في أمس الحاجة إلى وقفتكم الجادة لتسهم في إخراجه من حياة البؤس التي فرضت عليه في ظل الاحتلال الفارسي.

دأب شعبنا منذ تأسيس جامعة الدول العربية، على طلب العون والنجدة من أشقائه العرب، إلا أن النتيجة ومآلات الأمور لا تحتاج إلى الشرح والتوضيح… لن نجتر تاريخنا مع الواقع العربي في الفترة الماضية لأنه أليم وله في النفس شيئٌ من العتبى. يكفي أن نقول بأن الوضع أصبح أسوأ مما كان عليه، لأن سياسة الحصار السياسي والإعلامي التي اتبعها نظام الشاه الهالك واستمر عليه نظام الملالي المجرم، وجدت – للأسف – من يتماهى معها في وطننا العربي لأنها أتُخذت على أنها القاعدة الذهبية التي تحافظ على السلم الإقليمي واحترام الكيانات السياسية القائمة، دون أدنى اعتبار للحقوق السياسية للشعب العربي الأحوازي. هذا بالإضافة إلى ترسيخ مساعي حلفاء الفرس – وفقاً لخططهم الاستعمارية، و مصالحهم الاقتصادية – إلى فرض الوحدة القسرية على شعوب المنطقة ضمن الكيان الذي سمي فيما بعد (إيران) والمكون من كيانات غير متجانسة عرقياً وثقافياً، وإقناع المجتمع الدولي بهذا الكيان القائم على الظلم والقهر والذي لم يستقر يوما إلا بالحديد والنار…

إلا أن الجانب المشرق في النتيجة كان الصمود الأسطوري لشعبنا وتضحياته الجسام وثورته المستمرة في وجه المحتل الذي استهدف جميع مقومات الحياة للسيطرة عليه وإركاعه، واستهدف قيمه العربية وتاريخه ولغته لطمس هويته وصولاً إلى فرض هدفه في تفريس الأحواز. والأن وبعد مرور أكثر من تسعة عقود على الاحتلال، بقيت الأحواز عربية بِقيمها وتاريخها، بِلغتها وعاداتها وتقاليدها، وبقي الأحوازيون أكثر تصميماً على إنهاء الاحتلال وانتزاع حقهم في الحرية والحياة الكريمة.

أصحاب الجلالة والسمو…

ننتهز هذه الفرصة العظيمة لنذكركم بواجبكم المنسي تجاه شعب عربي خليجي، يرجو عونكم في محنته التي تزداد سوءً في ظل حكم عصابة الملالي و أذرعه الإرهابية. كل ما نحتاجه أن يدرج ملف قضية شعبنا ضمن أعمال قمتكم والاعتراف بها كقضية عادلة، ودعم حقنا في تقرير المصير، و تبني قضيتنا سياسياً في الأمم المتحدة لتحريك ملفها والبت في حيثياته، ودعمنا في باقي المنظمات الدولية والإقليمية للتحقيق فيما يتعرض له شعبنا من انتهاكات لحقوقه في هذه الحياة.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو…

كلنا نعلم بأن الأزمات التي تعيشها المنطقة العربية في الوقت الراهن، مصدرها إيران. ونعلم أيضاً أن الفوضى التي أحالت دول عربية كانت مثالاً للاستقرار، إلى دول فاشلة بفضل إيران، ترتع فيها ميليشيات طائفية تدار من طهران… تحكم بأمر (ولي الفقيه) تقتل بأمره، تسرق بأمره، تشيع الفساد بأمره حتى يخيَّل للرائي أن لا استقرار ولا أمن ولا سلام في المنطقة إلا بإرادته ومشيئته… أرادوا إشاعة الفوضى والفساد كمقدمة لتحقيق حلمهم الأزلي… حلم الإمبراطورية الفارسية التي أفلت بالفتح الإسلامي، لن تكون حسب أساطير حقدهم المتوارث إلا على أنقاض بلاد العرب. نحن على يقين بأن هذا الحلم مستحيل التحقق كحلم إبليس في الجنة. فقط المطلوب هو توفير الأسباب اللازمة لإفشال هذا المشروع.  وعليه فإننا نرى أن لا أمن ولا استقرار في منطقتنا إلا بمواجهة المشروع الفارسي والمشاريع الأخرى في المنطقة بمشروع خليجي قادر على جمع العرب خلف هدف واحد وعلى قلب رجل واحد، وفي ذلك حياتنا وقوتنا. ونحن على ثقة بأنكم تدركون ذلك لأن أعداء الأمة يدركونه ويبذلون الجهد للحيلولة دون تحققه.

عقد هذه القمة في ظل الظروف الاستثنائية التى تمر بها منطقتنا، مؤشرٌ طيب للشعب الخليج العربي عامة والشعب العربي الأحوازي الذي يأمل الخير من هذه القمة بصفة خاصة. نرجوا من القمة أن تولي اهتمامها للأهمية الاستراتيجية للأحواز في المشروع العربي الخليجي في مواجهة المشروع الفارسي.

يحدونا الأمل في أن نرى قريباً وقد خصت الأحواز بقدر كبير من الاهتمام ومساحة أوسع في الهم الخليجي.

 

عاش الخليج العربي منارة للأمن والسلام

التوفيق والسداد لقادة مجلس التعاون الخليجي لما فيه خير الخليج وعزّته

 

سعيد حميدان

رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز

2021/01/05

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى