آراء ومقالات

الثورة الأحوازية وحسرات حسن نصر الله

في سابقة إعلامية غير مسبوقة , وفي تصريح يعري مواقف النفاق ويكشف عن درجات القلق والتوجس أعلن زعيم عصابة «حزب الله» اللبناني الإيراني حسن نصر الله عن تحذيره للشعب العربي الأحوازي المحتل من (مؤامرات) المملكة العربية السعودية كما قال!!

ويبدو أن (الفوبيا) الإيرانية المريضة من السعودية التي تصدت لمخططاتهم وفضحتها وأفشلتها وأنزلت الهزيمة المريرة بها قد وصلت لشفاه حسن نصر الله الذي شارك في حملات التعرض والشتائم ضد المملكة وقيادتها ودورها التاريخي في المنطقة, وعرج ضمن ماعرج على القضية الأحوازية متصورا أنه وعن طريق التلاعب بالحقائق والمسلمات المعروفة يحقق أهدافه المريضة وأهداف سادته الطغاة البغاة في طهران! لقد تحدث نصر الله عن ما أسماه (أخطاء) للنظام الإيراني في الأحواز محذرا من إستغلال الأحوازيين لها للمطالبة بحريتهم. وألقى بحقده دون سابق أنذار على السعودية.

ويبدو أن السيد حسن قد تجاهل الواقع المر وحاول تجميله و تقديمه للناس بغير حقيقته البشعة فالنظام الإيراني سواء في إدارة أزماته في الأحواز المحتلة أو غيرها لم يرتكب أخطاء تكتيكية يمكن معالجتها بل اقترف خطايا وجرائم و موبقات ومارس إدارة إرهاب أسود وفاشي ضد الشعب العربي الأحوازي المحتل إمتد منذ عمر الإحتلال الإستيطاني الممتد منذ 90 عاما ويزيد!, وماكان لحسن نصر الله أن يذكر موضوع وملف الأحواز لولا أن كفاح الشعب الأحوازي وثورته المتصاعدة قد شكلت أرقا كبيرا وهاجسا ضاغطا لنظام الملالي الذين جابهوها بأسلوبهم القمعي المعروف وهو تعميم سياسة القمع والمشانق وفرض إرهاب إستئصالي أسود واجهه الشباب الأحوازي بطرق كفاح بطولية في تقبيلهم لحبال المشانق وبما أثار هلع النظام عن قوة وتجذر وإصرار الكفاح الشعبي الأحوازي , والجميع يعلم إن العالم العربي بعيد كل البعد عن دعم الثورة الأحوازية إلا بالتمنيات والمشاعر والدعاء!!

 أما المساندة الفعلية فهي فعل لامحل له من الإعراب ومع ذلك فإن النظام الإيراني وحلفاءه يتهمون العالم العربي بإثارة الوضع الإيراني من الداخل. وهو في المحصلة إتهام غبي وغير صحيح لكون العكس هو الصحيح.

 فالنظام الإيراني يدس أنفه في مختلف الشؤون والملفات العربية بدءا من العراق والبحرين والكويت والشام وصولا لموريتانيا, ولعل موقفه الهجومي والعدواني ضد الثورة السورية تتويج لمواقف إيرانية عدائية راسخة لم يواجهها العالم العربي بمثلها, بل فضل النظام السياسي العربي التريث وعدم التصعيد واللجوء لضبط النفس!

 رغم أن القضية التحررية للشعب العربي الأحوازي مدرجة في قرارت و بيانات وخطط ورؤى مؤسسة القمة العربية والجامعة العربية منذ عام 1964 تحديدا. ومع ذلك فإن النظام الإيراني يمارس عمليات الخداع والتضليل والتشويه للمواقف.

صراخ حسن نصر الله و قلقه المفرط من وضع النظام الإيراني الحرج في الأحواز ومن ثم إساءته للملكة العربية السعودية تعبير فج عن الرعب من توسع وإمتداد نيران الثورة الأحوازية التي بدأت تعم مدن الإقليم بدءا من الفلاحية التي تشهد إنتفاضة وغضباً شعبياً عارماً ضد ممارسات قوات الإحتلال الفارسية وليس إنتهاءا بتصعيد الجهاد الإعلامي للشباب الأحوازي الذي ملأ الدنيا وشغل الناس, فالأجيال العربية الأحوازية التي نشأت تحت رعاية وظل وتثقيف نظام الإحتلال الإيراني القمعي تمارس اليوم أكبر عملية إدارة للصراع تعبر عن فشل حكومة الإحتلال في تمرير ثقافتها الرثة ورؤاها المريضة على الأجيال الشابة التي شربت من حليب الأصالة والإنتماء, وتمسكت بعروبتها وقيمها و شخصيتها العربية الحرة المتحررة.

الأحواز تشهد اليوم أكبر ثورة شعبية تراكمت عوامل إنفجارها وتحديها لكل أساليب الإرهاب, بعد أن توافرت بالكامل شروط التحرر و السيادة والإنعتاق في ظل التحلل المستمر لأجهزة النظام القمعية والتورط الكبير والمخجل في مقاتلة الشعب السوري الحر, إضافة للتمدد المدمر في العراق المحتل وحيث يذوق عملاء النظام الإيراني هناك كل كؤوس السم وأصناف الهزيمة المرة.

في النهاية فإن حسن نصر الله وهو يتهجم على أشراف العرب وأحرارهم ليس في الموضع أو الموقع الذي يتيح له توجيه النصائح المسمومة للشعب الأحوازي ولقادته في ميادين النضال, فمشاركته وعناصره في جرائم النظام الإيراني في الشام تجعله عدوا للشعب العربي الأحوازي الذي يستكمل اليوم بناء تجربته الثورية وسيفاجأ العالم ويحقق هدف الأحرار المقدس وهو إنبثاق الدولة العربية الأحوازية الحرة المستقلة , أما عويل الثكالى من عملاء النظام الإيراني المهزوم فهو مجرد غثاء, فالتاريخ يصنعه الأحرار لا العملاء.

داود البصري

dawood.albasri@hotmail.com
المصدر: جريدة السياسة الكويتية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى