طهران تهدد موظفي الشركات وتحذرهم من التجمعات غير القانونية في الأحواز
أصدرت المحكمة العامة في الأحواز التابعة للاحتلال الإيراني قبل أسبوعين خطاباً موجهاً للعمال الأحوازيين الذين يعملون في شركات بتروكيمياوية بميناء معشور "ميناء خميني" تهديداً في التجمعات الغير قانونية جراء تأخر رواتبهم عدة أشهر من الشركات التي يعملون بها.
وأوضح الناشط في حقوق الإنسان الأحوازي عبدالكريم خلف بأنه جاء في الخطاب "نظراً إلى التجمعات الغير قانونية لعدد من العمال والموظفين في عدد من الشركات البتروكيمياويات، يجب أن نوجه لمنع من وقع أي جرائم، وطبقاً للمقررات سوف يتم التعامل معهم وفقاً للسلطة القضائية الإيرانية، وهي بأن الرواتب والمزايا للعمال والمسؤولين في الشركات تدفع طبق القوانين المدون وقابل للأجراء، فهذا لا يحتاج أي تجمع أو إضراب عن العمل، وكذلك أي عامل يعترض على حقوقه الراتب يستطيع أن يراجع المحكمة والمحكمة تكاتب مع إدارة شؤون العمل، كما أن التجمع أو الاحتجاج أو أخلال نظام عمل الشركات خلاف القانون والمقررات يعامل كل عامل وفق القانون".
وشددت المحكمة على العمال الذين يحتجون بأن عليهم احضار ورقة الراتب من الشركة ويقدمها وطبقا للقانون سوف يتم التعامل مع الموضوع.
وقال خلف بأن هذا الخطاب التهديدي جاء بعد تجمعات العمال في عدة مناطق في الأحواز تعمل فيها شركات للبتروكيمياويات، حيث قاموا بالاحتجاج والإضراب نظراً لعدم تسلمهم رواتبهم لمدة أكثر من ستة أشهر.
وأضاف بأن الاحتلال الإيراني يتعامل بضغط على الأحوازيين، ويجبر العامل الأحوازي على الذهاب إلى مناطق أخرى، لذلك يأتون بعمال من المدن الفارسية، مما سبب في ارتفاع نسبة البطالة في المدن الأحوازية التي وصلت فيها البطالة بنسبة 60 %، وهي تكملة لمشروع الاحتلال الفارسي على أهالي الأحواز للتهجير عن مناطقهم وتغير التركيبة السكانية للأحواز.
من ناحية أخرى، طردت شركة "جهاد أصفهان" عشرات العمال الأحوازيين في مدينة الحويزة وعلى أثر ذلك استهدفت المقاومة الوطنية الأحوازية أحد كبار مسئولي الشركة وتمكنت من قتله.
وأكد الموقع الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز "أحوازنا" في بيان صحافي زود ال"الرياض" بنسخة منه بأن الشركة تعمل في مشروع زراعي يتجاوز 550 ألف هكتار، وأبلغت العمال العرب بطردهم من العمل دون إبداء الأسباب وحذرتهم من دخول الشركة أو الاقتراب من الأراضي الزراعية التابعة للمشروع والمغتصبة من الأحوازيين.
واحتجاجاً على هذا القرار الجائر اعتصم عشرات العمال الأحوازيين المطرودين أمام مقر الشركة وهددوا باقتحامها وعرقلة تنفيذ مشروعها، وأضاف الموقع الإعلامي بأن المصادر أكدت بأن أحدى المجموعات المسلحة التابعة للمقاومة الوطنية الأحوازية استهدفت أحد كبار مسؤولي الشركة وأردته قتيلاً.
وبين بأن مسلحين اثنين استقلا دراجة نارية هاجماً سيارة هذا المسئول على الطريق السريع الرابط بين الحويزة وناحية الجفير، وأمطرا سيارته بوابل من الرصاص مما أسفر عن مصرعه على الفور، وزاد بأن قوات الاحتلال بعد ذلك شنت عمليات دهم واعتقال في مدينة الحويزة والقرى المجاور لها ، كما أنها فرضت طوقاً أمنياً على مداخل ومخارج مدينة الحويزة وقامت بتفتيش المركبات.
من جانبه، قال مراقبون للشأن الأحوازي أن إيران تشن حرباً اقتصادية من خلال عمليات الطرد الجماعي للعمال الأحوازيين واستبدالهم بالمستوطنين، وهذه الممارسات تعتبر جزء من إستراتيجية توطين غير العرب في الأحواز، وتهجير الأحوازيين إلى خارج بلدهم بغية تغيير الديموغرافية الأحوازية، وطمس الهوية العربية الأحوازية، كما أن كتيبة العقاب أحد كتائب الشهيد محي الدين آل ناصر الجناح العسكري لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز تقوم بعمليات هجوم ضد مؤسسات الاحتلال الفارسي، ومنها ما قامت به الاثنين الماضي، وتأتي هذه العمليات قبل انعقاد المؤتمر الثالث لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز، الذي ينعقد في مدينة كوبنهاجن عاصمة الدنمرك في يومي السبت والأحد المقبلين.
عرعر – جاسر الصقري
المصدر: صحيفة الرياض