الأحواز في الإعلام العربي

#أحوازنا-تهريب المتفجرات والأسلحة وتجنيد المتطرفين أدوات إيران لنشر الفوضى في الخليج

   ظلت إيران لسنوات خلت تعتمد في إرهاب دول مجلس التعاون وابتزازها إستراتيجيا على سياسة التهديدات وإرهاب الدول في بنيتها الداخلية ظنا منها أنها خطوة ستؤتى أكلها، ولتحقيق هذا المبتغى وفرت طهران ملاذا آمنا على أراضيها لعدد من زعامات القاعدة منذ العام 2001، علاوة على توفير الحماية لأحد المتورطين السعوديين في تفجيرات الخبر التابع لما يسمى ب "حزب الله الحجاز" منذ عام 1996 والذي قُبض عليه العام الماضي وهو يحمل جواز سفر إيرانيا، يضاف إلى ذلك القبض على خلايا تابعة لنظام إيران هرّبت المتفجرات والأسلحة إلى البحرين والكويت والقبض على خلية تابعة للنظام الإيراني في السعودية في ممارسات استهدفت المملكة ودول مجلس التعاون.

فمنذ عقود والدولة الفارسية تحاول جاهدة تجنيد وإرسال الإرهابيين إلى الدول العربية ولاسيما إلى الخليج العربي، وهذا ما يمكن لمسه من الأحداث التاريخية التي وقعت في المملكة أو الدول العربية الأخرى، ففي عام 1979م تدخلت إيران في الشأن السعودي وأثارت القلاقل والاضطرابات عبر عناصر من "الحرس الثوري والباسيج" خلال أيام الحج مما أدى إلى إراقة دماء الأبرياء، كما أنها في العام الماضي حاولت أن تنتقم من المملكة بعد ما تدخلت في اليمن إثر "عاصفة الحزم" لذلك أرسلت مئات العناصر من الحرس الثوري والمخابرات إلى المملكة بجوازات سفر مزورة فأثاروا التدافع في مشعر منى مما أدى إلى وفاة مئات الحجاج، ثم بعد ذلك حاولت أن تستغل دماء الحجاج لكي تربح سياسيا وتنال من المملكة، فهذا القليل من سجلها الإرهابي والدموي تجاه المملكة.

وفيما يتعلق بالساحة السورية فمنذ الأشهر الأولى للثورة تدخلت إيران ودعمت نظام الأسد السفاح بكل ما تملك من قوة اقتصادية وعسكرية ولوجستية وسياسية وأرسلت "الحرس الثوري والباسيج" بهدف قتل الشعب السوري.

ولم يقف التدخل الفارسي عند هذا الحد بل شكلت الدولة الإرهابية ألوية من المرتزقة وأرسلتهم إلى سورية حتى يقاتلوا جنبا إلى جنب مع الأسد، ومن هذه الألوية الإرهابية، لواء "فاطميون، ولواء زينبيون، ولواء أبو الفضل العباس" بالإضافة إلى "حزب الله"، كلها عبثت بالشأن السوري وما زالت تعبث فيه بأوامر مباشرة من القيادة الإيرانية وبإشراف مباشر من الحرس الثوري.

ويتجلى الإرهاب والتطرف الإيراني بوضوح من خلال التصريحات والتهديدات المتواصلة من رموز الفتنة ومصدري الكراهية، وتصريحات نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي الذي حرض الحوثيين على ضرب المدن السعودية بالصواريخ طويلة الأمد واستهداف المدنيين السعوديين الآمنين من سكان المملكة، تؤكد الأساليب الإيرانية في هذ الاتجاه، وبعد حادثة إعدام نمر النمر هدد المرشد خامنئي السعودية برد قاس وانتقام إلهي.

ويؤكد مراقبون سياسيون بأن إيران أصبحت راعية للإرهاب بامتياز وهي المدانة من الأمم المتحدة والعديد من الدول ويؤكد ذلك إدراج عدد من المؤسسات الحكومية الإيرانية على قائمة الإرهاب في الأمم المتحدة.

تصدير الإرهاب والإرهابيين

يقول الخبير بالشأن الإيراني بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية والسياسية بشير عبدالفتاح إن المملكة طوال تاريخها لم تقم بأي عمل عدواني تجاه إيران، ولكن طهران منذ الثورة تتحرك في شكل سلبي وعدواني تجاه المملكة، وتتدخل في شؤون المنطقة وتدعم الإرهاب وتجنِّد أبناء هذه المنطقة ليعملوا ضد مجتمعاتهم.

ولفت إلى أن إيران تهرِّب السلاح والمتفجرات إلى دول المنطقة من أجل زعزعة الأوضاع الأمنية، وهي تحرِّض على الإرهاب والعنف والتطرف، وتحمي إرهابيين وأشخاصاً متهمين بالإرهاب، وتعطيهم جوازات سفر إيرانية، ولا تحترم القوانين الدولية أو الأعراف الدولية، ولاسيما في ما يتعلق بحماية البعثات الدبلوماسية، فالتصعيد والعمل العدواني والشر كله جاء من إيران وليس من السعودية.

من جانبه، أكد أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود د. علي بن دبكل العنزي أن السياسات الإيرانية الإرهابية تسجلها صفحات تاريخها الأسود وما إرسال الجماعات الإرهابية للتخريب في المملكة وفي الخبر بالذات، وكذلك حماية هذه الجماعات وقياداتها في إيران إلا أكبر دليل على ذلك.

مشروع السيطرة على المنطقة

بدوره أكد عضو المكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز إبراهيم الفاخر بأن هنالك مشروعا إيرانيا مستحدثا ولا يقل خطورة ينافس الطموح التقليدي وهو السيطرة على المنطقة عبر وسيلة أخرى، وسيلة المذهب والدين، وإلا لماذا تطلق إيران الحالية على المرشد الأعلى ولي أمر المسلمين وليس ولي أمر الشيعة، وهناك تصريحات عديدة من قبل مسؤولين كبار في نظام "الملالي" إذ يؤكدون باستمرار أنهم أفضل من النظام السابق النظام "الشاهنشاهي" الملكي العلماني، لأنهم استطاعوا أن يصلوا إلى مناطق بعيدة مثل لبنان والبحر الأبيض المتوسط وغيرها حيث لم يستطع النظام "البهلوي" الوصول اليها، ويتفاخرون بهذا الأمر ويعتبرونه من محاسن نظام "الملالي".

وأوضح بأنه ليس صحيحا الاعتقاد السائد أن إيران تبحث عن أوراق للتفاوض مع الغرب في سورية ولبنان واليمن وغيرها من المناطق التي استطاعت أن تشعل الفتنة فيها، فإيران لن تكتفي بالسيطرة على اليمن أو العراق أو البحرين إن استطاعت لا بل ستستمر ولن ينتهي طموحها.

وذكر الفاخر بأن الطموح الإيراني الذي تتبناه السلطة والأوساط الشعبية الفارسية يتمثل في السيطرة التامة على المنطقة العربية وهو الطموح الذي عملت عليه الأنظمة المتعاقبة في إيران والذي تدعمه ماكينة إعلامية وثقافية دأبت ومنذ مئات السنين على تمجيد العنصر الفارسي وحضارته والتقليل لا بل الحط من الآخر أي العربي في مخيلة الفرس.

وتابع حديثه "باتت تهديدات الدولة الفارسية والحرس الثوري تطلق على كل شاردة وواردة في الشأن العربي، وهذا خلافا للقانون الدولي والعرف الدبلوماسي، فقد دأب قادة الحرس الثوري والوزراء والبرلمانيون في إيران على تحريض الشعوب على الاقتتال والخروج على القانون واستهداف الأمن والاستقرار، وهذا ما يمكن مشاهدته حول أبسط الأحداث التي وقعت في دول عربية.

وأضاف بأن التهديد الإيراني لم يتوقف؛ لأن الحقد الفارسي والبغض للعرب ما زال معشعشا في عقولهم ولا يمكن لهم أن يسيروا على جادة الصواب مهما أحسن العرب النية تجاههم، فلقد بلغ التعنت الفارسي درجة لا يمكن السكوت عنها، إذ عندما تنفذ المقاومة الوطنية الأحوازية عملية عسكرية ضد الاحتلال الفارسي أو يحتج الشعب "الأحوازي" على سياسات الاحتلال يتهمون المملكة وعندما يقاوم "البلوش" بطش الحرس الثوري يتهمون المملكة بتحريكهم ودعمهم، فبدلا من البحث عن أسباب الأزمات ومعالجتها، يتهمون جهات خارج الحدود وخاصة العرب ويلقون اللوم عليهم، وهذا هروب إلى الأمام ولن ينفع إيران شيئا.

تغير موازين القوى

ويؤكد بشير عبدالفتاح بأن تغير موازين القوى بين إيران ودول مجلس التعاون عموما، والمملكة العربية السعودية تحديدا، لمصلحة الأخيرة خلال السنوات القليلة المنقضية، أفقد تلك الإستراتيجية الإيرانية جدواها، فقد فجعت إيران برد الفعل السعودي الصارم، ومن ورائه الاصطفاف الخليجي والعربي، حيث قادت تحركا خليجيا ضد المؤامرة الإيرانية فى البحرين، ثم أعلنت المملكة انطلاق "عاصفة الحزم" ردا على الصلف الإيراني في اليمن.

كما أعلنت تحالفا إسلاميا لمحاربة الإرهاب لم تكن إيران طرفا فيه، ثم قطعت دول عربية عديدة علاقاتها مع إيران وجمدت التعاون التجاري معها بعد الاعتداء على السفارة والقنصلية السعوديتين، وهو ما أربك صناع القرار في إيران، التي لم تتعافَ بعد من تأثير العقوبات والعزلة الدولية عليها، وبالتزامن مع تهديد واشنطن بفرض عقوبات جديدة على طهران جراء تطوير الأخيرة لبرنامجها الصاروخي وإجراء تجارب صاروخية على صواريخ باليستية متوسطة المدى قبل أيام.

وأضاف "يتناغم رفع السقف السعودي حيال إيران مع توجه سعودي ظهر مع تولى الملك سلمان لبناء إستراتيجية ردعية حيال إيران تعد نواة لمشروع عربي يتصدى للمشروعات المناوئة في المنطقة، وسيؤسس لما اسماه محللون سعوديون "مرحلة ردع عربية"، عبر حزمة مبادرات حاسمة على شاكلة "عاصفة الحزم" في اليمن، وتشكيل أول تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب، ثم قطع الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع طهران.

إلى ذلك، قال د. علي بن دبكل العنزي "دائما ما تأتي تهديدات المسؤولين الإيرانيين سواء كانوا سياسيين أو عسكريين تجاه منطقة الخليج خصوصاً للمملكة كتعبير عن الإحباط الذي أصاب هذه القيادات في مقتل، وتحديدا عندما تم البدء بعاصفة الحزم في اليمن".

واعتبر العنزي التهديدات الإيرانية بالوثائق السياسية التي تدين إيران في المجتمع الدولي، لذلك تحملت المملكة إيران كثيراً، حتى طفح الكيل وجاء القرار الحازم والحاسم بقطع العلاقات الدبلوماسية.

وأفاد "إيران تحاول أن تصور الخلاف مع السعودية على أنه طائفي، وهذا غير صحيح، فالخلاف هو جيوسياسي، فإيران تريد السيطرة والهيمنة على المنطقة العربية وعلى مقدراتها وزرع الفتن وعدم الاستقرار فيها باستخدام الإرهاب كوسيلة، حتى تستطيع تنفيذ مشروعها التوسعي العرقي الفارسي، ولذلك المملكة في مجابهتها مع إيران إنما تحمي المصالح العربية كافة من الأطماع الإيرانية التوسعية العرقية في الدول العربية مستغلة سلاح الإرهاب ونشر الفتن في المنطقة".

وأكد العنزي بأن الخسارة الإيرانية سوف تكون كبيرة جداً، سياسياً واقتصادياً، ودبلوماسياً، وسوف يرى الجميع آثارها قريباً، مشيرا بأننا سنشهد تحجيما لأهداف نظام "الملالي" التوسعية، بعد مواجهتها بكل حزم وحسم من قبل المملكة التي تقود العالمين العربي والإسلامي، فهي القوة الحامية والراعية للمصالح العربية والإسلامية، وهذا ما يقض مضجع إيران، ويقلقها أيضا مكانة ونفوذ السعودية إقليمياً وعالمياً.

فيما أوضح بشير عبدالفتاح الخبير بالشؤون الإيرانية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية والسياسية "لقد أكدت الرياض أنه إذا أرادت إيران أن يكون لها دور إيجابي وطبيعي في المنطقة فعليها أن تكف عن هذه الأعمال العدوانية وتتصرف مع دول المنطقة كما تتصرف أي دول تسعى إلى حسن الجوار، "لا نريد اعتذاراً"، بل أن تلتزم الحكومة الإيرانية بواجباتها الدولية وبالمواثيق والأعراف، وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى والتعامل بمبدأ حسن الجوار من خلال الأفعال لا الأقوال والرسائل، وأن تتصرف إيران كدولة طبيعية وليس دولة ثورية.

خسائر نظام الملالي تتواصل

من جهته شدد عضو المكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز إبراهيم الفاخر بأن المملكة بعد ما قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران وما تبعها من قرارات من مملكة البحرين وجمهورية السودان وجيبوتي، وخفض دولة الإمارات مستوى تمثيلها الدبلوماسي، كل هذه القرارات الحكيمة والشجاعة أدت إلى مستجدات على أرض الواقع، فهنالك من قاطع إيران اقتصاديا وتجاريا وهنالك من تحرك لرفع دعاوى قضائية ضدها في المحاكم الدولية من أجل فضح جرائمها وانتهاكاتها.

بالإضافة إلى ذلك، أعربت الشعوب غير الفارسية وعلى رأسها الشعب الأحوازي تضامنه مع المملكة وفي ذات الوقت أعلن عن استعداده التام لاستهداف إيران في العمق بعد ما أوغلت في دماء أبنائها وأبناء المنطقة بأسرها.

وأوضح بأن كل هذه المستجدات وغيرها أثرت سلبا على حياة المواطن الإيراني وستكون لها نتائج أكثر سلبية في المستقبل، مضيفا بأنه سيثقل كاهل المواطن الإيراني وبالتالي سينضم إلى جيش الناقمين على نظام "الملالي" والحرس الثوري.

وأكد الفاخر بأن خيارات إيران محدودة للغاية حتى وأن دعمها الغرب بطرقه الخاصة لأن طهران أصبحت منبوذة في محيطها الإقليمي ولا تتمتع بعلاقات طيبة مع الجوار ما عدا علاقاتها مع الميليشيات والخلايا النائمة، ومن المتوقع بأنها ستعتمد في المستقبل أكثر على ميليشياتها وخلاياها في دول الشرق الأوسط بغية الضغط على الخصوم لأخذ تنازلات وفي ذات الوقت من أجل التخفيف من وطأة أزماتها الداخلية والخارجية.

أحمد بن حامد

المصدر: صحيفة الرياض السعودية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى