آراء ومقالات

دعت إلي دعـم الثورة واعتبار إيران دولة معادية

 

إختتمت حركة النضال العربي لتحرير الأحواز مؤتمرها الأول بالعاصمة الهولندية لاهاي أمس الأول بالدعوة إلي دعم الثورة واعتبار إيران معادية، والمطالبة بوضع إستراتيجية للعمل الموحد من أجل فضح ما أسمته بالزيف الفارسي بادعاء حمايةالشيعة.
وأوصي المؤتمر بدعم الثورة الأحوازية لمواجهة الخطر الإيراني المحدق، وتفعيل دور المقاومة الأحوازية بجميع الوسائل المشروعة في إطار منظومة الأمن القومي العربي وإنشاء مركز دراسات إستراتيجية خاصة بإيران. وتعزيز العلاقات مع مختلف القوميات والطوائف الموجودة فيما يسمي بجغرافية إيران، وذلك لقطع الطريق علي السعي الفارسي لاحتوائها وتأسيس أجهزة إعلامية باللغة الفارسية لمخاطبة كل الشعوب الناطقة بها وتقديم الدعم الإعلامي العربي لأحوازيين، وبصفة خاصة السعي لتوضيح الصورة الحقيقية بأن الأحوازيين، وبهم نسبة كبيرة من الشيعة، يتعرضون للاضطهاد علي أساس قومي، وبذلك يتم فضح الزيف والادعاءات الفارسية بحماية الشيعة في كل مكان، ويتطلب ذلك وضع إستراتيجية موحدة للعمل الإعلامي العربي الأحوازي في إطار يعلو علي التنظيمات السياسية. وإقامة روابط وثيقة بين منظمات المجتمع المدني والأحزاب والتنظيمات السياسية العربية والتنظيمات الأحوازية، وأن تضغط تلك المنظومات علي حكوماتها من أجل الاعتراف بحقوق الأحوازيين، وتسعي لدعم كفاحه بجميع الطرق والأساليب. ورصد مساعي الدولة الفارسية لتغيير التركيبة السكانية في الأحواز، وتوثيق عمليات التهجير والتوطين وإعادة صياغة الخريطة الديموغرافية، وبما يمثل انتهاكا صارخا لمواثيق الأمم المتحدة، وضرورة توثيق تلك الاعتداءات ونقلها بشكل مستمر إلي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة. والاهتمام البالغ بالمحافظة علي الهوية الحضارية والثقافة الشعبية واللغة العربية في الأحواز، خصوصا في مواجهة محاولات الفرس المستمرة لطمسها، وفرض سياسة التفريس الثقافي واللغوي، وهدفها النهائي (كما هو معلوم) إنهاء القضية الأحوازية علي المدي الطويل.
ومعالجة أسباب فشل التواصل السياسي الأحوازي مع الحكومات العربية، وإنشاء منظومة للعمل المرحلي والمستقبلي، وبما يحقق الفائدة للقضية الأحوازية، علاوة علي طرح القضية بشكل مستمر علي صعيد الجامعة العربية.
وإعادة النظر والهيكلة الجذرية لأهداف وآليات العمل الأحوازي علي مستوي حقوق الإنسان، واعتماد أساليب فاعلة تحقق المطلوب والسعي لتحويل القضية الأحوازية الي قضية دائمة البحث والعرض علي صعيد الأمم المتحدة ومؤسساتها، بطرق التوثيق والنشر والتعريف والحشد والضغط ومحاربة الدعوات الضالة للكونفدرالية وغيرها من أساليب الاستخذاء والاستسلام، والتمسك بثوابت نيل التحرير الأحوازي بالوسائل المشروعة، علاوة علي مكافحة العملاء والمندسين والجواسيس الذين تحاول الأجهزة الفارسية زرعهم في أوساط المناضلين بهدف نشر البلبلة، وإثارة الفتن بهدف التخريب والتركيز علي الضرورة القصوى لوحدة الصف الوطني الأحوازي واعتبار النظام الفارسي في إيران دولة معادية، لأنها أشهرت العداء ضد الأمة العربية، وليس ضد قطر عربي بعينه، وهو عداء له صفحاته السياسية والعسكرية والاقتصاديةوالثقافية.
كما أوصي بإنشاء موقع الكتروني خاص بالقضية الأحوازية وبلغات متعددة واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بكثافة وحيوية، وفتح صفحة للفيس بوك ودعم المواقع الفاعلة حاليا، وقناة يوتيوب خاصة بالقضية الأحوازية، وتشكيل فرق رياضية أحوازية في كل مجالات الرياضة، وتشجيع الكفاءات الفنية والثقافية بكل مجالاتها في الوس الأحوازي من أجل ابراز التراث والثقافة العربية للأحواز، ودعم الأنشطة الثقافية والإعلامية للجاليات الأحوازية في دول المهجر، وصياغة خطاب إعلامي يوضح عدالة القضية الأحوازية ويصل إلي الرأي العام العربي والدولي، وتشكيل لجان للإشراف علي الفعاليات المختلفة لنصرة القضية الأحوازية وإبراز تراثها الوطني والعربي، وإرسال خطابات خطية وشخصية إلي أعضاء البرلمانات في الدول دائمة العضوية في منظمة الأمم المتحدة والدول الفاعلة في العالم، وكذلك إلي السفارات العربية والأجنبية، من أجل شرح مظالم الشعب الأحوازي وحقه في تقرير مصيره، والعمل علي إبراز المخاطر الناجمة عن التقارب الأمريكي – الإيراني علي حساب مصالح دول الخليج العربي ومن ضمنها الأحواز المحتلة ومصالح الشعب العربي بصورة عامة، وتشكيل وفد سياسي وإعلامي وبأقرب فرصة من أعضاء المؤتمر لزيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي لشرح عدالة القضية الأحوازية ومناصرتها ودعمها عربيا وإسلاميا، وتشكيل لجنة لدعم المقاومة الوطنية في الأحواز وإبراز نشاطاتها علي مستوي الإعلام، والعمل علي إصدار كتيب يلخص تاريخ القضية الأحوازية وعدالتها ونشره بكل اللغات الحية، وتشكيل مجلس يضم ممثلين للشعوب غير الفارسية في إيران من أجل توحيد جهودهم وإبراز مظلوميتهم وحقهم في تقرير مصيرهم، والعمل علي تأسيس إذاعات ومحطات فضائية أحوازية تعمل علي نشر وشرح عدالة القضية الأحوازية وحق الشعب الأحوازي في تقرير مصيره، والعمل علي تبني مشروع قومي عربي إسلامي لمواجهة المشروع الفارسي الصفوي وإبراز أهمية القضية الأحوازية العادلة في بلورة هذا المشروع، والعمل علي تشكيل حكومة أحوازية مؤقتة وفتح ممثليات لها في الأقطارالعربية وغير العربية، وتأسيس يوم للتضامن مع شعب الأحواز وليكن تاريخ الاحتلال الإيراني لدولة الأحواز العشرين من نيسان من كل عام، وتوجيه رسائل لكل فصائل المعارضة الأحوازية تتضمن التعريف بأعمال ونتائج هذا المؤتمر، والدعوة إلي التعاون وتنسيق المواقف من أجل توحيد الصفوف والأهداف، ودعوة الجامعات والكليات والمدارس العربية من أجل فتح أبوابها وأمام الأحوازيين ولغرض زيادة أعداد المتعلمين والمثقفين في صفوف الشعب، وتشكيل لجنة وبأقرب فرصة من أعضاء المؤتمر لمتابعة تطبيق قراراته والتحضير للمؤتمر القادم.
يذكر أن الأحواز العربية المحتلة، والتي تعد امتدادا جغرافيا وبشريا طبيعيا للوطن العربي، تمتد علي مساحة تصل إلي 73 ألف كيلو متر مربع، علي الضفة الشرقية للخليج العربي، وحدودها من مدينة عيلام شمالا إلي مضيق باب السلام المسمي زورا وبهتانا مضيق هرمز جنوبا، ويصل تعداد الأحوازيين إلي أكثر من عشرة ملايين نسمة من العرب الأقحام.
علي الرغم من عدم تبلور مفهوم الدولة الوطنية القطرية في الوطن العربي بصورته النهائية، والذي حرصت الدول الاستعمارية علي تضمينه قنابل موقوتة قبيل رحيلها عن الوطن العربي، تشمل تأسيس لمشكلات طائفية واجتماعية، مثالا تفضيل بعض الأقليات والعرقيات، وبما أدي لاحقا إلي صعوبة التأسيس لحم القانون والمؤسسات.
كانت النتيجة في مرحلة لاحقة، أن وصلت إلي سدة الحكم أنظمة فاشية آثرت أنظمتها الحاكمة مصالحها الضيقة علي مصالح الشعوب، وسخرت كل مقدرات الدولة من أجهزة أمنية واستخباراتية لحماية ذواتها، وبصرف النظر عن التبعات الدامية علي الكيانات الوطنية، مما أدي إلي ثغرات بنيوية يسهل علي أعداء الأمة العربية ومن ضمنهم الدولة الفارسية اختراقها.
لقد تطور مفهوم الأمن القومي من معناه التقليدي بحيث لم يعد يقتصر فقط علي الأمن العسكري والاستخباراتي وتأمين الحدود والأجواء فحسب، بل امتد ليشمل نواحي حياتية أخري، مثل الثقافي والاجتماعي والمائي واللغوي.
إن النظر في مفهوم الأمن القومي العربي، خصوصا في ما يتصل بالأحواز، يتطلب النظر في العقلية الفارسية الحاكمة والتي طالما كانت محصورة بين أقوام قوية، ومن بينها العرب والترك، ولذا عاش الفرس دائما في حالة عقلية من الخوف من القوميتين القويتين المجاورتين: العرب والترك.
كانت اللغة التركية هي لغة البلاط الفارسي، كما تغيرت اللغة الفارسية بعد الفتح الإسلامي، ولذا يشعر الفرس بالحقد علي العرب والترك، ونتج عن ذلك إحساس عارم بالدونية والاستعلاء في آن.
لذا فإن النزعة العنصرية والنظرة الاستعلائية المهيمنة علي العقل الجمعي الفارسي، وبصفة خاصة ضد العرب تعود إلي أحقاد تاريخية، وسعي محموم لإعادة إنشاء الامبراطورية الفارسية التي أسقطها الفتح الإسلامي.

المصدر:جريدة الأهرام (المسائي)المصرية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى