آراء ومقالات

#أحوازنا-الأحواز العرب المنسية

تقول كتب التاريخ أن العرب ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول العرب البائدة وهم مثل أقوام عاد، وثمود، وجديس، وعبيل، وجُرهُم، أطلق عليهم اسم " البائدة " لقدمهم النسبي ، ولاندثارهم قبل الإسلام. والقسم الثاني العرب العاربة وهم القحطانيون، أبناء قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح. والقسم الثالث العرب المستعربة، ويقال لهم " العدنانيون "، أو" النزاريون "، أو "المعديون" ، وهم من صلب سيدنا إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ، الذي تزوج من رعلة الجرهمية، فتعلم منهم العربية، فسموا المستعربة، وصار نسلهم من العرب، واندمجوا فيهم، وهم ينتسبون إلى عدنان من نسل سيدنا إسماعيل عليه السلام. ولكن في وقتنا المعاصر ظهر قسم رابع من العرب هم العرب المنسية وهم الأحواز القاطنون لقرون طويلة على الضفة الأخرى من ساحل الخليج العربي الشرقي والتي للأسف تمكنت إيران في عام 1925من السيطرة عليهم وضم أراضيهم إلى أراضيها الفارسية بمساعدة من بريطانيا العظمى بعد اكتشاف النفط فيها.

فالغالبية العظمى من العرب الأحواز يرجعون في نسبهم إلى قبائل إياد وبنو أنمار وبنو ثعل وبكر بن وائل وبنو حنظلة وبنو العم وبنو مالك وبنو تميم وبنو لخم وتغلب وقد كانوا يعيشون في إمارة مستقلة تتمتع بحكم ذاتي وآخر أمرائهم خزعل الكعبي الذي أعدمه الشاة الإيراني في عام 1925 بتواطئ من التاج البريطاني من أجل التمهيد لاحتلال إمارته وضمها بالقوة إلى الحكم الفارسي وتسميتها بإقليم خوزستان. ومن المعروف أن أرض الأحواز العرب ميزها الله تعالى بالكثير من النعم والثروات الطبيعية فهي تمتد على أهم ساحل خليجي في العالم المطل على مضيق هرمز أهم معبر للبترول والغاز في العالم وتكمن في أراضيها ثروة نفطية وغاز طبيعي بكميات كبيرة جدا ويجري فيها أحد أكبر أنهار المنطقة وهو نهر كارون الذي يسقي سهلا زراعيا خصبا مما جعل المنطقة منتجة للسكر والذرة وجعلها تنتج نصف الناتج القومي الصافي لجمهورية إيران الفارسية بالإضافة إلى انتاج أكثر من 80% من الصادرات في طهران.

ولأهمية الأحواز قال عنها الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي (إيران تحيا بخوزستان). ولشدة كره الفرس للعرب فهم يضطهدونهم على الرغم أن الكثير من الأحواز العرب من الطائفة الشيعية التي تتغنى دائما الإدارة الإيرانية المتدثرة بعباءة التشيع زورا وبهتانا بأنها تدافع عن مذهب أهل البيت وكل من يعتنق هذا المذهب معطية نفسها الحق في التدخل في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجية محرضة للطوائف الشيعية في هذه الدول على حكوماتها كما فعلت في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية وفي مملكة البحرين في الوقت الذي يكرمون فيه اليهود الفرس. فالعرب الأحواز يعانون من صعوبة الحصول على فرص لدخول الجامعات الإيرانية، بسبب سوء التعليم في مقاطعتهم كما يعانون من التمييز في فرص العمل والرتب الوظيفية والرواتب مقارنة بنظرائهم من العرق الفارسي علاوة على ذلك، اتبعت السلطات الإيرانية تفريس الإقليم لتغيير طابعه السكاني، فجلبت آلاف العائلات من المزارعين الفرس إلى الإقليم منذ عام 1928، وكانت سرعة تكاثر هؤلاء أعلى من سرعة تكاثر العرب مما جعلهم يسيطرون على مفاصل الحياة في الإقليم وجعل العرب الأحواز غرباء في أرضهم بل زادت السلطات الإيرانية من تعسفها ضدهم فمنعت عليهم التعليم باللغة العربية وأجبرتهم على التعامل مع الدوائر الإيرانية الرسمية باللغة الفارسية وغيرت أسماء مدنهم وقراهم من أسماء عربية إلى أسماء فارسية محاولة منها طمس تاريخهم العربي، فمدينة الحويزة أصبحت( دشت ميشان) والخفاجية أصبحت (سوسنكرد) والصالحية أصبحت( اندميشك) والأحواز أصبحت ( الأهواز) وميناء خورعبدالله أصبح (ميناء بندر شاهبور) والشارع الخزعلي في المحمرة أصبح (شارع بلهوي). كما أن السلطات الإيرانية تستخدم القوة المفرطة مع العرب الأحواز فأعدمت الكثير من شبابها المنادي بأبسط الحقوق التي سلبت منهم دون تفريق بين شاب أو طفل أو فتاة. فإلى متى والعرب الشيعة في دول الخليج العربية يصدقون ما تقوله وسائل الإعلام والساسة الإيرانيين بأنهم يدافعون عن المذهب الشيعي؟!

فلو كانوا فعلا يدافعون عن أتباع المذهب الشيعي دون تفريق لأعطوا شيعة العرب الأحواز أبسط حقوقهم التي سلبت منهم ومساواتهم مع الفرس حالهم حال اليهود الفرس الذين يعتبرون في نظر الحكومة الإيرانية مواطنين من الدرجة الأولى بعكس الأحواز العرب التي تنظر إليهم بأنهم من الدرجة الثانية. وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال في الحديث الذي رواه مسلم " يتبع الدجال سبعون ألفاً من يهود أصفهان عليهم الطيالسة". نسأل الله السلامة من شر كيد الفرس ومن فتنة المسيح الدجال. اللهم أمين

حمد سالم المري

المصدر: صحيفة الوطن الكويتية 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى