تقارير

#أحوازنا -تقرير: منطقة المراونة تواجه أزمة جفاف حادة

"أحوازنا"

تواجه منطقة المراونة أزمة جفاف حادة لا تتغير بالرغم من تغير فصول السنة، وذلك نتيجة سياسات الدولة الفارسية الثابتة تجاه هذه المنطقة الغنية بأراضيها الخصبة. وتتشكل منطقة المراونة من قريتين، القرية الأولى تسمى "غفيلة المراونة" وتبعد عن مدينة الحميدية ثلاثة كيلومترات، والقرية الثانية تسمى "بيت حسن العيدي" وتبعد عن مدينة الحميدية أربعة كيلومترات. 

يقطن في منطقة المراونة حوالي 1200 نسمة ويملك أبناؤها 700 هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة والمعروفة بالقمع والشعير والخضروات. وبالإضافة إلى مهنة الزراعة والبساتين، يمتهن أبناء منطقة المراونة تربية المواشي. ولا تبعد الأرضي الزراعية لمنطقة المراونة عن نهر الكرخة سوى كيلومتر واحد.

في السنوات الأخيرة واجهت منطقة المراونة أزمة جفاف بسبب سياسة الاحتلال الفارسي والاستهداف الممنهج ضدها بغية دفع أبناء المنطقة للهجرة إلى المدن ولا سيما إلى المناطق الفارسية ثم الاستيلاء على أراضيهم في إطار مشروع تغيير الديمغرافية الأحوازية.

ويقول مزارع أحوازي من منطقة المراونة -فضل عدم ذكر اسمه خوفا من ملاحقته أمنيا من قبل العدو الفارسي-: منذ عام 2007 م نواجه أزمة شح المياه بسبب الاحتلال الفارسي وممارسات شركة المياه " آب كرخة وشاوور" ، وأضاف المزارع الأحوازي أن الشركة تفرض أسعارا باهظة مقابل سقي أراضينا كما أنها لم تمنحنا الفرصة المناسبة لسداد الفواتير، وفي حال تأخرنا عن الدفع تفرض الشركة غرامات باهظة جدا تصل لأكثر من أربعة أضعاف سعر الفاتورة وهذا خارج عن طاقتنا الاقتصادية.

ويضيف مزارع أحوازي أخر -من نفس المنطقة- في كثير من الأحيان يسجن المزراعون لأن لاطاقة لهم في دفع فواتير مياه الري، مشيرا إلى اضطرارهم في أغلب الأحيان إلى بيع بعض مواشيهم لسداد فواتير فرضت عليهم بالقوة، مضيفا أننا تحملنا خسائر جمة بسبب الاحتلال الفارسي وسياسات هذه الشركة وقراراتها العنصرية تجاهنا، إذ حتى عند زراعة الديم واعتمادنا على المطر يجب أن ندفع نفس السعر إلى الشركة وكأنما هذه الشركة هي من تنزل الماء من السماء!

ويقول مزارع  طاعن في السن من قرية "غفيلة المراونة": في أوقات سابقة تم اعتقالي وزجي في السجن لأن لم أتمكن من تسديد فاتورة سقي مزرعتي، وبقيت في المعتقل لمدة أكثر من اسبوع ثم عائلتي باعوا بعض من المواشي ودفعوا المبلغ، فتم الافراج عني مع أخذ تعهد خطي يتضمن بالقبول في السجن في حال لم أدفع الفواتير القادمة في الوقت المحدد. وأضاف قائلا إن الكثير من أبناء المنطقة يتم سجنهم لأنهم لا يستطيعون تسديد الفواتير كما أنهم يضطرون لبيع مواشيهم من أجل مبالغ الفواتير خوفا من اعتقالهم وزجهم في سجون العدو الفارسي.

في غضون ذلك قال أحد وجهاء منطقة المراونة إننا اشتكينا من وضعنا الصعب وما نتعرض له من ظلم وجور وطالبنا المؤسسات والدوائر الحكومية برفع الظلم عنا، ولكن لم نحصل على أي جواب بل لم تتفاعل معنا الدوائر الحكومية واستمرت باضطهادنا. وأكمل حديثه قائلا  لقد سئمنا تصرفات الشركة واسلوبها العنصري، ونطالب المجتمع الدولي بالتدخل لمساعدتنا كما نطالب التنظيمات الأحوازية أن يكون لها دورا في مواجهة هذه الشركة وأن لا تجعلنا فريسة لها.

وفي أوقات سابقة أصدرت شركة " آب كرخة وشاوور"-العاملة في مجال المياه-  قرارا يقضي بمنع استخدام مياه الكرخة لسقي الأراضي سوى يومين فقط من الاسبوع، كما يفرض القرار التوقف عن استخدام المياه في الخمسة الأيام الأخرى حتى وإن لم يسق المزارعون جميع أراضيهم. كما يشمل القرار دفع فواتير المياه مقابل جميع أراضي منطقة المراونة بغض النظر عن استخدام المياه أو عدم استخدامها. وهذا القرار عرض أبناء منطقة المراونة  لكثير من الخسائر المادية.

 إلى ذلك يقول عيسى الفاخر، عضو حركة النضال العربي لتحرير الأحواز إن دولة الاحتلال وشركة " آب كرخة وشاوور" يتحملان المسؤولية الكاملة عما تعانيه منطقة المراونة من أزمة جفاف حادة، وما يتعرض له أبناء المنطقة من خسائر مادية باهظة. وأضاف قائلا إن ممارسات وقرارات شركة "آب كرخة وشاوور" تعطي المبرر السياسي والقانوني الكافي لاستهدافها واستهداف مسؤوليها. لذلك في حال استمرت هذه الشركة في طغيانها بكل تأكيد سيتم استهدافها من أبناء الأحواز دفاعا عن نساء وشيوخ وأطفال منطقة المراونة، ودفاعا عنها بصورة وما تتعرض لهم من ظلم واضطهاد مزدوج.

وفي سياق منفصل تعرض شمال الأحواز إلى فيضانات مصطنعة بالرغم من أزمة الجفاف التي تعانيها جميع مناطق الأحواز. إذ استغلت الدولة الفارسية فصل الربيع وهطول الأمطار ففتحت بوابات سد الدز وتسببت بفيضانات واسعة في قضاء القنيطرة وقضاء تستر ومنطقة الشعيبية وقضاء السوس وألحقت أضرارا بالغة بالأحوازيين ومزارعهم وممتلكاتهم.

كما أنها تعمدت عدم تحذيرهم من الفيضانات وتلكأت في أثناء اغاثتهم لكي يتعرضوا للمزيد من الخسائر البشرية والمادية بحجة الفيضانات المصطنعة. وتأتي هذه الفيضانات في إطار القضاء على المحاصيل الزراعية في الأحواز وبث الذعر والخوف بين الأحوازيين وتخييرهم بين الجفاف والفيضانات، كما تأتي في إطار تهيئة الشارع الأحوازي نفسيا بغية سرقت المزيد من المياه الأحوازية وحرف ما تبقى من مجرى الأنهر إلى المناطق الفارسية لزراعة الأرز والفستق والحمضيات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى