#أحوازنا-الانتخابات في الأحواز، تطبيع سياسي أم حق مشروع ..؟
لو أنصفنا الواقع قلیلا وابتعدنا عن التلاعب و التدليس والمشاحنات والمحاصصات حول الشأن السیاسی الإیراني أو ما تعرف بجغرافية السياسية الإيرانية، لتأكدنا وبدون أدنى شك أن ما يجري في إيران ليس له أي صلة بالتعددية السياسية ولا بالنزاهة والديمقراطية ولا بالعمل السياسي الحر، وهذا يجنبا الكثير من التضحيات والخسائر بسبب طقوس حكومية قائمة على التزوير والتزييف نحن بغنى عنها.
من هذا المنطلق و نظرا لما يمارسه العدو الفارسي ضد الشعب العربي الأحوازي تحت ظرف الاحتلال و إرهاب الدولة يتعدى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. من بين ما يمارسه هذا العدو؛ التلويث البيئي ، تجفيف الأنهر، حرف مجرى المياه، التجويع الممنهج وتفشي البطالة وتعميم الفقر، تغيير التركيبة السكانية التهجير القصري، نهب خيرات وثروات الأحواز و قمع الأصوات المنادية بالحرية والرافضة له، كل هذه الممارسات العدوانية تحتم علينا أن نرفض أي تطبيع سياسي معه والجري خلفه.
كل ما يأتي عبر طهران وأدواتها، بكل أشكاله وصوره مرفوضا ولا يخدم مصلحة الشعب الأحوازي لأنه يأتي في ظل الاحتلال، وكل ما يأتي في ظل هذا الأخير لا شرعية له ولا مشروعية. الاحتلال الفارسي يحاول جاهدا ترسيخ وجوده وشرعنته وشرعنة مشاريعه وسياساته بطرق وأشكال مختلفة وملتوية. وأحد أشكال هذا الترسيخ والشرعنة جر الأحوازيين إلى التطبيع معه وإشراكهم في عملية وهمية تسمى بالانتخابات للقضاء على ركائز المقاومة الوطنية الأحوازية وحق الشعب بالتحرر من الاحتلال. لذلك جند جميع أبواقه الإعلامية والسياسية والاجتماعية والأمنية بغية حث الشعب وتشجيعه على المشاركة في هذه العملية الوهمية باعتبارها الحل الوحيد والمتاح لتحقيق مطالبه وحقوقه المسلوبة!
كما أنه في إطار ترسيخ وجوده، همش القوة الأحوازية الفاعلة ولا سيما طبقة المثقفين ونخبتها و جعلها في مرمى الإنتهازيين وخستهم، باعتبار هذه الطبقة تناهض الاحتلال وترفض مشاريع تطبيعية التي لا تؤمن بها إلا قلة منبوذة من الشعب، مما أدى ذلك إلى اضعاف الجبهة الوطنية الممانعة و جر الكثير منهم إلى المشاركة في عملية التصويت.
وما يؤكد أن العملية الانتخابية لا تخدم سوى الدولة الفارسية، فرضت هذه الأخيرة توجهاتها على المرشحين العرب كي يعترفوا بشرعيتها وبنظام ولي الفقيه، وهذا يعني التخلي عن أهداف ومطالب الشعب الاستراتيجية. وفي ذات الوقت استغلت الدولة الفارسية هذه الفرصة وفعلت الدور القبلي السلبي لتشتيت أهداف الشعب وتفكيك لحمته حسب المصالح الضيقة والشخصية على حساب الهوية الوطنية الأحوازية.
إن المشاركة في العملية الانتخابية يعني تطبيعا مع دولة الاحتلال ويعني اعترافا بوجود المستوطنين في الأحواز مما سيكلف الشعب الأحوازي الكثير من التضحيات الجسام على المدى المتوسط والبعيد.
وفي النهاية يمكن الجزم أن مقاطعة الدولة الفارسية ومخلفاتها والاعيبها تعد من الطرق السلمية لمواجهتها وتعد من أبجديات المقاومة وأدبياتها السياسية المناقضة لروح اللامبالاة السياسية و الخنوع والانبطاح.
محمد عبدالله الأحوازي-الأحواز المحتلة