آراء ومقالات

لماذا تستاء إيران من السعودية؟!

«إما أن يُفسح المجال لإيران بنشر الفتن الطائفيّة والإرهاب والخلايا التجسّسية
في الدول العربيّة، أو أن تنعت من يقف أمام تصرفاتها العدوانية بالعدو»! فهكذا هي عقليّة
إيران في التعامل مع الدول العربيّة. وأعلن موقع «الدبلوماسيّة الإيرانيّة» عن توتر
العلاقات الإيرانيّة السعوديّة، متهماً الأخيرة بالعمل على ضرب العلاقات الإيرانيّة
الكويتيّة بعد التورّط الإيراني في اضطرابات الكويت. وأعلنت صحيفة السياسة الكويتية
عن تحذيرات لمصادر بريطانية من اندلاع موجة تفجيرات واغتيالات إرهابية في دول الخليج
العربي، مصدرها إيران وحزب الله اللبناني.

وتقدّمت السعودية إلى الأمم المتحدة بـ«شكوى رسميّة ضد إيران بسبب تجاوزات الأخيرة
المتكرّرة على مياهها وأجوائها الإقليميّة»، ولوّحت بـ«الحق في الرد على تلك الاعتداءات».
ويكفل القانون الدولي العام لكافة الدول «التدخل بكافة الوسائل لمنع دولة من الاتساع
بشكل يهدّد سلامة الدول الأخرى». والنوايا التوسعيّة الإيرانيّة على حساب العرب تبدو
واضحة وجليّة باحتلالها دولة الأحواز والجزر الإماراتية وتهديداتها المتكرّرة باحتلال
مملكة البحرين واعتراف قادتها بـ«الهيمنة على العراق والجنوب اللبناني»، إضافة إلى
تدخلها الصارخ في اليمن والكويت والإمارات ومصر.

وتأتي شكوى المملكة العربية السعودية إلى الأمم المتحدة بعد «الاستخفاف الإيراني
بالمذكرات الموجّهة لوزارة الخارجية الإيرانية»، و«مواصلة إيران اعتداءاتها على سيادة
دول المنطقة وعدم اكتراثها بالقوانين والمعاهدات الدولية». وإذا كانت التصرّفات الإيرانية
الرعناء، قادتها إلى عزلة إقليمية ودولية وفرضت عليها عقوبات خانقة، فلا يبيح لها ذلك
تصدير أزماتها الداخليّة الناجمة عن سلوكها العدواني إلى دول الجوار. وينتظر من الدول
العربية الالتزام بما ينص عليه ميثاق جامعة الدول العربية حول «التضامن العربي» و«الدفاع
العربي المشترك»، وإلا فإن حُلم «خامنئي» بالإمبراطورية الفارسيّة لا يتوقف عند الخليج
العربي.

 

 

المصدر: صحيفة الشرق

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى