آراء ومقالات

التواصل مع الشعب الأحوازي صراع مستمر بين الاحتلال و التنظيمات الأحوازية

يعتبر التواصل مع الشعب و ملامسة ضميره من الضروريات الأساسية لكسب المعركة في الأحواز. حيث يقع هذا التواصل و الارتباط مع الشعب العربي الأحوازي في مقدمة سلم الأولويات في عمل التنظيمات الأحوازية و في السياسة الفارسية أيضا. و في نفس الوقت يعتبر قطع الارتباط و منع التواصل مع الشعب، من بديهيات الاستراتيجية الخاصة بسياسة أطراف الصراع في الأحواز. لذلك بات هذا الارتباط و الحفاظ عليه و منعه عن الطرف الآخر هاجسا يراود التنظيمات الأحوازية و العدو الفارسي في آن واحد، رغم اختلاف الغايات و الأهداف.


و لأن العدو الفارسي يسيطر على أرض الأحواز و يملك غالبية أدوات الصراع، فرض أرادته السياسية و منع نسبيا التمدد التنظيمي و الاتساع العضوي و الفكري للتنظيمات في المجتمع الأحوازي. حاول و يحاول جاهدا القضاء على أي بادرة فكرية و سياسية في مهدها باعتبارها بذرة قد تهدد وجوده في المستقبل.


  من خلال شبكاته الواسعة من العملاء و المخابرات و الباسيج..، قمع الشعب العربي الأحوازي و ضيق الخناق على تنظيماته السياسية بغية تشويهها و طمس وجودها. و وصلت درجة القمع الفارسي في بعض الأحيان الى منع تجمعات تزيد عن خمسة أفراد و اعتقال كل من يخالف هذه القواعد الغريبة عن المنطق البشري.


أما التنظيمات الأحوازية التي اتخذت من المهجر مركزا لها باعتباره محيطا آمنا نسبيا، بعد ان أصبحت قيادتها في الداخل مكشوفة و مهددة بالقتل و التنكيل. بات استمرارها بالعمل السياسي و التنظيمي و توجيه الشعب نحو الاتجاه الذي تؤمن به، يصطدم في كثير من الأحيان بالواقع الجديد. حيث أصبح من الصعب التواصل مع شعبها و قواعدها الجماهيرية و نشر أفكارها و كسب كوادر تنظيمية جديدة لتطوير عملها، مما زاد من عبئها أكثر من السابق حينما كانت تتخذ من الأحواز مركزا عملياتيا لها. فباتت هموم التواصل مع الشعب و تغذيته فكريا و ايديولوجيا توازي الهموم الأمنية لكوادرها التنظيمية في الأحواز. منطقيا يوحي هذا الوضع بانحسار قواعدها الشعبية في الداخل و عدم قدرتها على التمدد عضويا و فكريا و ايديولوجيا كما يجب.


 لكن رغم هذه المعطيات السلبية، لاح في الأفق بريق أمل في الآونة الأخيرة و فُتحت نافذة قد تكون بداية جديدة للتواصل مع الشعب و توجيهه سياسيا و فكريا. اذا تم استخدامها بطريقة محسوبة، و من خلال نظرة استراتيجية بعيدة المدى لا تكرر الاخطاء السابقة أثناء التعاطي السياسي و الإعلامي.


هذا الأمل يتجلى من خلال بعض القنوات الإعلامية التي تجاوبت مع القضية الأحوازية و مدت يد العون  حتى و إن كانت لها توجهاتها الخاصة .  هذه القنوات الإعلامية يمكن لها أن تكون منابر حرة ذات توجهات وطنية و مراكز هامة للتوجيه السياسي و الاشعاع الفكري نحو الأحواز و شعبه و من ثم نحو الوطن العربي.


إذن من الحنكة السياسية و الإحساس بالمسؤولية، أن تطرح التنظيمات الأحوازية أجندتها السياسية و تشرح توجهاتها الفكرية و الأيديولوجية من خلال هذه القنوات و تجعل من الشعب العربي الأحوازي المخاطب الأول لها. حتى تدخل جميع البيوت الأحوازية و تطرح ما تحمله من أفكار و توجهات و رؤى للشاب الأحوازي، و تكسر الحاجز الذي بناه الاحتلال الفارسي، بينها و بين و شعبها.


 


 


 


 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى