آراء ومقالات

مدخل إلى فحص الكلام الأحوازي بشأن مشكلة السياسة 10/20

(قراءة أسباب عدم التحول من المجتمع العشائري الديني التقليدي إلى المجتمع الوطني
الجديد)

 

الوجه الثاني :التجمعات الأحوازية (التنظيمات؟) 1942-2012م وتعاملها الشكلاني
مع تعاليم الوطنية

هنالك ثلاثة عناصر تدل على وجود فكر وطني سياسي أحوازي، هل هي موجوده ؟

لنسجل هنا بعض الملاحظات المفيدة و الضرورية تخص التجمعات الأحوازية السياسية
تحديداً و تعاملنا معها، فنؤكد  على أن القارئ
الأحوازي لا ينتظر منا  ونحن  نأتي إلى التجمعات الأحوازية أن نقوم  بإنشاء كلام ترقيعي أو رومانسي لا نريد هذا الكلام
غير النافع في زماننا هذا،مثلما لا نرغب أن 
يكون  كلامنا  فحواه  الطعن
و إعلان تأييد لجهة   ضد أخرى ، فإن هذا لا
ينفعنا  في ما نحن نسعى إليه  كلا ، إن 
تناول التجمعات السياسية الأحوازية 
من جانبنا  بغض النظر عن الأسماء  التي تتخذها (كالأحواز، الأهواز، عربستان، خوزستان)
أو اتجاهاتها (من تتكلم عن التحرير للأحواز، أو من تقول الحل داخل الدولة الإيرانية)
أن كانت في داخل الوطن أو خارجه و أخيراً و ليس أخراً سعينا أن نأتي إلى كل تلك التجمعات
ما أمكننا الحصول على ما ينفعنا عنها  طوال
الفترة التاريخية التي حددناها وهي (1942-2012)، حيث إن اهتمامنا منصب وهو ما يهمنا
بالدرجة الأولى  الحصول على أكثر مواد خام  ترتبط بتلك التجمعات وهي مواداً  مبعثرة بين المكتوب القليل و الشفوي المنقول مما
زاد في  صعوبة التسليم مرة واحدة في المكتوب
والشفوي، أعني الوثوق فيها وبالتالي قصدنا يبقى هو لا التشكيك و لا التصديق بوجود هذه
أو تلك أكثر ما هو تتبع  الطريق لنصل إلى ما
يؤكد على وجود مؤشرات نشوء الفكر السياسي الوطني الأحوازي وهنالك ثلاثة عناصر لنقول
هي إذا جاز التعبير معايير أو مؤشرات  تدل عليه-

الأول: نصوص فكرية مكتوبة عن مكونات الفكر السياسي واضحة فيها النظرية والعلاقة
بينها الداخلية مع الجماهير والعلاقة مع الأخر الإيراني بكل وضوح،

  الثاني- وجود تنظيمات سياسة تمارس السياسة لها هيكلها
ووجودها على صعيد التنظيم والاستراتيجية،

  الثالث- قواعدها وجماهيرها .

 فهذه المكونات الثلاثة تعتبر مقومات
المجتمع الوطني في مرحلة الدعوة و هي تميز هوية 
أهل السياسة عن غيرها عندما يطرحوا مشروعاً سياسياً. و نشوء مؤسسات وتنظيمات
تناضل في تعميق دعوتها و نشرها في الوعي الجماعي، وأن هذا الأمر الأخير يعد من مهام  أهل السياسة 
خصوصاً أن  المرحلة هي تمثل الدعوة  وليس أخذ الحكم و السلطة  ، فإن طريق هذا الأخير لا يكون بمسار داخلي فقط
، بل إن الحكم مرتبط كغاية و مقصداً  بمسار
خارجي و قلنا عنه  في البداية مهم جداً  أعني العامل الخارجي ولكن ليس مكانه هنا، بقى المسارالداخلي
وهو ما يهمنا أو ما أسميناه  في الفقرة السابقة
الوجه الأول غياب (المجتمع الوطني المولود الجديد مقابل المجتمع العشائري الديني).
فالتجمعات السياسية  دون أن تملك فكرة وطنية
واضحة في مفاهيمها و كذلك واضح أسلوبها و سلاحها في التعبئة و النشر بين الجماهير و
قيادتها الواضحة في روحها الوطنية  مع الإدارة
السياسية ، فهي تبقى تجمعات طافحة أية موجه تأتي وتقذف بها بعيداً عن الجماهير، وهل
في حاجة أن نؤكد بأن كثير من التجمعات لا تعرف عنها  الجماهير شيئاً ،فهي غير حاضرة لا في الواقع ولا
في الذاكرة و المفارقة هو أن من ينشطوا في السياسة لا يعرفوا  تلك التجمات وأن هذا واقعنا  كل جيل يظهر لا يعرف عن التجمعات من قبله شيء إلا
النادر جداً وهذا هو شيوع مقولة نبدأ من الصفر الرائجة عند كل من يظهر في واقعنا الأحوازي
يهوى السياسة.

فالعامة بقول القدامى أو الجماهير بقولنا المعاصر تحتاج  أن تكون التجمعات السياسية الأحزاب والحركات السياسية
تمثلها وهذا أمر معروف تطرح المشاكل و تبحث عن 
حلول لها  حسب وضع المجتمع الذي تنشأ
فيه الحركات وتكون وسطه تواجه معها بشكل وأخر وضعها السيئ  تطرح  الجديد
من الأفكار و تنشر خطابها و تدافع عنه ، لنقول 
إن مهمتها أساساً هو الكفاح من أجل مجتمع بديل عن الموجود على صعيد التفكير
والثقافة والممارسة، مجتمع وطني مقابل العشائري و الديني  التقليدي. وأن تضعيف أركان المجتمع اللاوطني ليست
عملية سهلة و لا رومانسية حالمة و التغلب على مشاكل موروثة عشائرية و دينية مع  حضور دائم و مستمرعلى الأرض من الدولة الإيرانية
تواجه وتقمع كل حركة ودعوة  هو كلام رومانسي
وعامي ومن ينظر للأشياء ببساطة لا يدرك أصل الأمور ونحن ندرك مدى صعوبة هذا الأمر وهل
نحتاج التذكير بأن الحركات  الأصلية في مرحلة
الدعوة تبحث عن أمتلاك روح و ثقافة الجماهير تواجه بها الحكام بغض النظر عن من يكونوا
أجانب أو غيرهم ونرى أننا سجلنا جملة ملاحظات تكفي  لتنقلنا 
إلى تاريخنا فنرى  مؤشرات الفكر الوطني
الأحوازي أو عناصره الثلاثة  بمختلف موادها.

 إن التاريخ  الأحوازي المعاصر نرى أنه هو  وحده حامل لتلك المواد الخام  يدلنا عليها و يزودنا بها ان كانت معلومة  أو اسم 
ومكان  والأهم الوثيقة الفكرية المدونة  المكتوب، فهي 
وحدها تنفعنا  إذا وجدنا سبيلاً لها  إلا أن أقصى ما وجدنا و نحن نقرأ في  الكتب التي سجلت أحداث تاريخنا و حفظت لنا أسماء
التنظيمات والأشخاص ممن أنخرطوا في السياسية الجيل الأول (شيوخ العشائر الأحوازية
1942-  1946) إلى الجيل الثالث، سوى اسم الوطنية  المتداول، ونفس الأمر يصدق على مواثيق التجمعات
الأحوازية أو أسمها ( كالجبهة الوطنية و…إلخ) وحده الأسم لا يزال  ماثل أمامنا إلى يومنا هذا  يظهر بمعاني مختلفة ومبتذلة، ونضيف أن هذا الإهمال
أو الجهل منطوي داخله دون أن يخرج عليه و يتجاوزه جيلنا  الذي توفرت له حرية نسبية و إمكانية تعليم أكثر
مع  فرصة 
مطالعة كثير من الكتب  وهي  فرص  لم
تكن متاحة  للجيل السابق ،أن كلامنا هذا لا
نريد منه  سوى أن يوصلنا لطرح أهم سؤال  أين الخلل والجهل الذي نعاني منه طوال عقود متواصلة
وهل التعليم و الحصول على  الشهادات  ومطالعة الكتب 
عوامل تنقلنا من العفوية والعاميّة إلى مرحلة ولادة الفكر وأن الحصار الإيراني
علينا  كما يدعي البعض يكون  هو حامي و مكان نهرب إليه حتى لا نكشف أخطاءنا  فيما هو مجرد هروب، حيث إن التاريخ يخبرنا على أن
أفضل الأفكار السياسية نظماً و تنسيقاً ظهرت في الحصار و أن رسائل اخوان الصفاء دليل
يفضح هذا القول كما و أن في عصرنا تبلورت معظم الأفكار وخرجت من السجون  وما أكثر الشواهد ولكن إذا تركنا الحصار و طرحنا
هذا السؤال  أليس غالبية التجمعات السياسية
نشأت خارج الوطن بعيداً عن الحصار الإيراني؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى