آراء ومقالات

التشيع يجتاح الأسماء والألقاب في ايران

من باب حصر الأسماء وتقييد الأسر بعدد محدد من الألقاب والكنى وأسماء الأشخاص، يعمد النظام في إيرن ممثلا بتدخلاته في جميع المؤسسات الحكومة وغير الحكومية بطرق دعائية عن طريق أئمته السياسيين، أو بطرق نفسية عن طريق مرجعياته وأدبائه، إلى إقناع الناس بإطلاق أسماء وألقاب شيعية الدلالة واثني عشيرة اللفظ، لترسيخ مباركة الأئمة في أذهانهم، وتعويد ألسنتهم على نظقها ليعيد باستمرار مكانة هؤلاء الأئمة دينيا، للاستفادة من ذلك سياسيا واقناع الشعب بشرعية وجود هذا النظام بصفته وريث هؤلاء الأئمة حسب زعمه.

 

لقد استطاع بالفعل النظام في إيران بأن يجعل اسم كل إمام من أئمة الشيعة الاثني عشرية مكتوبا ومقيدا في بطاقة هوية ما يقارب الـــ 5.5 مليون إيراني، وعند ضرب 5.5 مليون بالعدد 12 (أي عدد أئمة الشيعة الاثني عشرية) يخرج الناتج مساويا عدد سكان إيران الشيعة تقريبا، أي 66 مليون شخص، إذ أن عدد سكان إيران قرابة 77 مليون نسمة، وهذا يعني أن 90 % تقريبا من جميع بطاقات الهوية التابعة للإيرانيين سواء كانت ذكور أو إناث، تحمل اسم أحد الأئمة الشيعة الاثني عشرية، ويجب الاشارة هنا إلى أسماء الإناث أيضا، والتي انحصرت في إيران بين عدد من الأسماء التي تحمل دلالة شيعية، وخاصة فاطمة الزهراء وزينب وغيرها والتي لا يكاد بيت إيراني يحتوي على إناث يخلو منها، تماما كما هو الحال بالنسبة لاسم علي ورضا بين الذكور.

 

وهذا ما أشارت إليه بالفعل صحيفة “الجمهورية الإسلامية” المحافظة والتابعة لرأس النظام الإيراني، في عددها الصادر يوم الإثنين الموافق الثامن من سبتمبر 2014 تحت عنوان “اسم رضا مسجل في هوية 5 مليون و152 ألف رجل مسلم في إيران” وأفادت نقلا عن تقرير صادر من دائرة الأحوال الشخصية في إيران أن مليون و 50 ألف رجل اسمهم رضا، وأكثر من 357 ألف كنية اشتملت على “رضا”، وأكثر من 3 مليون و747 ألف رجل كان اسمهم مركبا وأحد أجزاءه “رضا” أي مثل “علي رضا، أحمد رضا، محمد رضا، وقالت بإن هذا دلالة على عشق الإيرانيين للإمام الثامن “الإمام الرضا” ثامن أئمة الشيعة الاثني عشرية. 

 

 وأردفت الصحيفة تقول: “إن ما وصلنا من النصوص الإسلامية المعتبرة تفيد بأن الاسم الجيد والحسن عبارة عن كرامة وشرف ونعمة للإنسان في الدنيا والآخرة، وحسب كلام الإئمة المعصومين فإن المرء يوم القيامة ينادى باسمه، فإن كان جيدا استفاد منه ونعم به، وخاصة إن كان اسما من أسماء الأئمة المصومين، فإنه سيكون له فخرا”. 

 

إن استماتة النظام الملالي في إيران على إبقاء صبغة التشدد في التشيع وصلت بل واجتاحت الأسماء والألقاب والكنى، من أجل المحافظة على مركزية إيران بين الشيعة، ومحاربة أسماء الصحابة والعلماء المسلمين رضوان الله عليهم وحصرها، والذين تنظر إليهم إيران بعين العداء مثل عمر وأبي بكر وعثمان … وغيرهم.  

 

وتستخدم إيران عدة وسائل تنوعت بين الترغيب والترهيب لتشييع الأسماء والألقاب والكنى، واعتمدت في ذلك على المراجع الدينية وأئمة المساجد والأدباء من حيث الدعوة إلى الاقتداء بالأئمة الاثني عشرية ونيل البركة منهم عن طريق تقليدهم حتى باسمائهم، وأظهرت عن طريق أجهزتها الحكومية والأمنية كرهها ورفضها بطرق غير مباشرة لاسماء ليست لها صلة بمذهب الشيعة الاثني عشرية، وذلك من خلال أولوية التوظيف أو حتى المعاملة في العديد من الجهات الحكومية، ناهيك عن رفضها الصريح لأسماء تخص الصحابة وخاصة أبو بكر وعمر وعثمان، ولعل هذا ما يفسر الإقبال والازدحام الشديدين على أسماء الأئمة الاثني عشرية في إيران، طمعا للحصول على مرتبة أو وظيفة أو حتى معاملة حسنة من قبل الدوائر الرسمية والحكومية والدينية في إيران.

المصدر مركز المزماة للدراسات والبحوث

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى