آراء ومقالات

خريف إيران وربيع الأحواز

 

عزلة إيران الإقليميّة والدوليّة تعد الأكبر من نوعها منذ الإطاحة بنظام حكم
«محمد بهلوي» وقيام ما تسمّى بالجمهورية الإسلاميّة حتى يومنا هذا. وتنخر العقوبات
الاقتصادية بجسد الدولة الإيرانيّة وتستنزف قدراتها التمويليّة لمشروعها التوسعي في
المنطقة، ممّا أدّت إلى تنامي السخط الداخلي والإقليمي والدولي في آن واحد. وتغيّرت
المعادلات في المنطقة مع بدء ربيع الثورات العربيّة والمساعي الإيرانيّة لانتهاز فرصة
الارتخاء الأمني لتطبيق أجندتها التوسعيّة. ولا شك أن الثورة السوريّة تمكّنت من إسقاط
القناع عن الوجه الإيراني القبيح فكشفت زيف ادعاءات إيران الكاذبة بتشدّقها بالإسلام
والقضية الفلسطينية والمقاومة والممانعة
.

 

وصعّدت إيران من حدّة القمع في الأحواز المحتلة، الغاية منها إخماد الصوت الأحوازي
والقضاء على حركة التحرّر الوطنيّة الأحوازيّة بالكامل، إلا أن النتائج جاءت عكسيّة
تماماً لما خطّطت له إيران، إذ يكاد لا يمر شهر إلا وتشهد فيه مدينة أحوازية مظاهرات
عارمة متحدّية آلة القتل والإعدام الإيرانيّة. وشهدت مدينة «الخلفية» الخميس الماضي
مظاهرات عارمة إثر منع الاحتلال، المواطنين من مزاولة أعمالهم
.

 

وأكد موقع «المقاومة الوطنيّة الأحوازيّة» (أحوازنا) أن «الاحتلال الإيراني
يشن حملة اعتقالات هستيرية ووحشيّة في الأحواز إثر تصعيد الاحتجاجات الشعبيّة» وعمليّات
المقاومة ضدّه، وأكد «أحوازنا أن «الحملة قد ازدادت شراسة بعد انطلاق قناة أحوازنا»،
كأول قناة فضائية أحوازية تسلط الضوء على معاناة الأحوازيين ومظالم وجرائم الاحتلال
الإيراني في الأحواز
.

 

وإذا كان مفهوم الربيع يكمن في الثورات والاحتجاجات الشعبيّة والانتفاضات في
الوطن العربي، فإن عُمر ربيع الأحواز يمتد إلى 87 عاماً، أي منذ الاحتلال الأجنبي الإيراني
لدولة الأحواز العربية عام 1925، خاصة وأن الأحواز لم تعرف معنى الهدوء طوال العقود
التسعة الماضيّة
.

 

المصدر: صحيفة الشرق

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى