آراء ومقالات

إيران.. النظام القائم على القتل

فور سقوط نظام «محمد بهلوي» وتسلق «الخميني» سدّة الحكم في إيران، انطلقت آلة
القتل لتحصد أرواح رموز الثورة والمعارضين والأحزاب والشعوب غير الفارسيّة وأبناء الأحواز
المحتلة رجالاً ونساء وأطفالاً، وتعد «مجزرة المُحَمّرَة» التي راح ضحيّتها أكثر من
400 شهيد خير دليل على فظاعة نظام «الخميني». وقام النظام الإيراني على مبدأ إلغاء
الأفراد والمجموعات والقوى المعارضة وإلغاء الحقائق والوثائق والشهود. وتأخذ وتيرة
القتل منحاً تصاعدياً في إيران مع ارتفاع درجات الخطر على النظام وشعوره بالضعف، كما
هي حال إيران الآن.

وارتبطت الدولة الإيرانيّة ارتباطاً وثيقاً بالقمع والإجرام باعتمادها التصفيات
الجسدية ونشر الرعب لمنع المواطنين من أي حضور في المشهد السياسي ومعارضة النظام. ونشأت
المؤسّسات القمعيّة، فأطلقت يدها بالكامل لبث الرعب والقمع والقتل، وخصّصت مليارات
الدولارات وملايين الأفراد لهذا الغرض، حتى تحوّلت هذه المؤسّسات إلى عصابات تبيح لنفسها
ارتكاب أفظع الجرائم. وأكد وزير الداخليّة الإيراني السابق «علي يونسي»، تعرّضه لنقد
«رفسنجاني» حين «حذّره من تحويل وزارة الداخليّة إلى بلدية ومؤسّسة غير فاعلة، وأنّبه
لعدم خوف المواطنين من وزارته»!

وأبرز المؤسّسات القمعيّة المعتمدة في نظام ما بعد الثورة تتمثل في: «اللجان
الثوريّة»، «الحرس الثوري»، «وزارة الاستخبارات»، «منظمة حفظ الأمن التابعة للحرس»،
«المكتب العام لحفظ أمن قادة جميع القوات»، «مكاتب مندوبي ولي الفقيه في جميع المؤسّسات»،
«القوّات الأمنيّة، «مكاتب مراقبة المؤسّسات برعاية المنظمات الأمنيّة»، «منظمة باسيج
المستضعفين»، و«وحدات المقاومة التابعة للحرس الثوري». وتعمل جميع هذه المؤسّسات على
بث الرعب والقتل والبطش للحفاظ على نظام ولي الفقيه الشمولي الذي يتنفس من خلال إراقة
الدماء، فأصبح تابعاً لها عوضاً عن أن تكون تابعة له!

المصدر: صحيفة الشرق

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى