آراء ومقالات

بشار الكيمياوي… تذكرة اللاعودة نحو الجحيم!

تكرر التحذيرات الدولية والرسائل المباشرة لرئيس النظام السوري بشار الأسد من
مغبة اللجوء لاستعمال الأسلحة القذرة (الكيماوية) ضد الشعب السوري وهي التحذيرات التي
جاءت على لسان الرئيس الأميركي باراك أوباما وقبله وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون وبعدها
أمين عام حلف “الناتو” راسموسن , هي امور تؤكد أن نوايا النظام السوري المهزوم
والموشك على الاندثار باتت تتجه نحو نهايات كارثية يائسة لا تعبر إلا عن إفلاس قيمي
وسلوكي عرف عن النظام وتميز به , فاللجوء للخيار الشمشوني وتهديم المعبد السوري على
رؤوس أهله هو خيار ينبغي على المجتمع الدولي بأسره التحرك الفاعل والعاجل لوأده ومنع
تحققه, فبشار الاسد قد أثبت على الملأ بأنه أكثر إجراما وأشد رعونة من كل الرموز الإرهابية
والمجرمة التي تعاقبت وجثمت على صدور السوريين, فآلة القتل السلطوية التي استمرت منذ
مايقارب العامين بتسليط حممها وتفعيل “شبيحتها” ومجرميها وجلاوزتها على السوريين
لم تفلح أبدا في قمع الثورة وإطفاء وهج اشتعالها ونور تألقها , بل ظلت أفواج الشهداء
تتساقط بالعشرات يوميا في ظل تفرج العالم الحر ولا مبالاة المجتمع الدولي سوى من البيانات
الفارغة , كما اتحد كل الطائفيين والمجرمين والشعوبيين والقتلة في جبهة إجرامية واحدة
ضد ثورة الشعب السوري التي كانت واحدة من أعظم بل أقدس المفاجآت في نهضة شعوب الشرق
القديم بأسره , لم يقصر نظام طهران الكهنوتي الاستبدادي في تمريغ سمعته بالتراب وهو
يهيل الركام على كل مبادئه المعلنة “دجلا وزورا” ويقف علنا وفي مخالفة شرعية
للدين الإسلامي ولأصل المذهب الشيعي العلوي النقي إلى جانب طاغوت مجرم عريق وسفاح متأصل
وهو يقطع بأوصال شعبه , فكانت أبشع نهاية تراجيدية لنظام كهنوتي قام على الدجل والخديعة
وتميز بتفريق صفوف المسلمين وزرع الفتنة بين أوساطهم , فموقف الخامنئي هو موقف المشارك
الفاعل في جريمة ذبح السوريين وتلك وصمة عار تاريخية لن يمحوها الزمن وسيسجلها التاريخ
بكل صور العار والشنار , فالتاريخ لا يجامل أبدا القتلة والدجالين , أما عملاء طهران
الصغار في بغداد ولبنان والخليج العربي فإن رياح الثورة الشعبية العاصفة والتغيير ستطيح
بهم وتفضحهم أمام العالمين.

 لقد لجأ النظام السوري لإستعمال
كل ترسانته العسكرية المخصصة للصمود والتصدي والتوازن الستراتيجي المزعوم في سحق شعبه
وتوضحت على الملأ طبيعته الإجرامية المخادعة وزالت وإلى الأبد هالة الثورية والقومية
الزائفة التي كان يحيط نفسه بها ولجوئه المحتمل للسلاح الكيماوي القذر فيما لو حصل
لن ينقذه في نهاية المطاف بل سيشمله الطوفان بكل تأكيد وسيرحل للجحيم وهو يطبق الشعار
البعثي الخالد الذي فشل الرفاق في تطبيقه في العراق ويحاول يقاياهم تطبيقه في الشام
حاليا وهو “من يفكر بأخذ الحكم منا فعليه أن يأخذ البلد من دون شعب”!! وهو
شعار إرهابي مجرم ونازي عريق يعبر عن شهوة سلطوية لا تعرف الحدود ولا السدود ولا الموانع
ولا تلقي بالا لأي احترام للشعب الذي حكمته واستنزفته طويلا ولمدة نصف قرن سابق من
الزمان.

 لايكفي أبدا مجرد التحذير غير المصحوب
بأي إجراءات عملية تمنع استهتار الآلة العسكرية العدوانية المجرمة , فالمطلوب حماية
الشعب السوري من جنون سلطته الإرهابية والتي ضاق مجال المناورة لديها بالكامل وأضحت
حبال المشانق المتدلية في المرجة وساحة الأمويين هي المصير الحتمي والصورة النهائية
لقادة النظام المجرم الذي سدت أمامه كل أبواب الهروب والتراجع وبات يقاتل عاريا حتى
من ورقة التوت ولاخيار لديه سوى المواجهة الانتحارية وهي مواجهة ستفرض أثمانا قاسية
قد يدفعها الجميع, مسؤولية العالم الحر اليوم أكثر من مضاعفة فإذا كانوا سابقا قد صدعوا
الدنيا حول سلاح العراق الكيماوي الذي تم تدميره وظل الحديث عنه قائما حتى بعد رحيل
النظام فإن السلاح الكيماوي السوري السلطوي يشكل خطرا حقيقيا وقائما ليس ضد السوريين
فقط بل ضد الأمن والسلام العالميين , وتحذيرات بشار الأسد السابقة حول الفوضى التي
ستحدث في حال استهداف نظامه كان المقصود منها الإشارة لسلاحه الكيماوي الذي يخطط لإدخاله
ساحة المواجهة بعد أن عجز سلاحه الجوي الجبان عن تطويع الشعب الثائر , وفشل في أن يكون
سلاح الردع الستراتيجي المؤمل لإسقاط وإجهاض الثورة السورية الكبرى العظيمة , نتوقع
كل الأفعال المخزية والجبانة من نظام مجرم وحقود ابتدأ بقتل وتعذيب الأطفال وتشويه
جثثهم وتمادى في تقطيع أوصال السوريين , وهو يهدد اليوم بحملة ابادة جماعية شاملة لم
يشهدها التاريخ , ينبغي على المجتمع الدولي التحرك سريعا  لاستئصال آلة القتل الأسدية وتقديم قادة النظام
المجرم للعدالة السورية وحتى الدولية ومنع الجريمة الموشكة الحدوث , ولا ينبغي أبدا
اتاحة الفرصة لما هو أكبر من جريمة “حلبجة” أن تتكرر , لن يفلت القتلة أبدا
, وستكون مشانقهم العلنية هي بداية الطريق للاقتصاص من الخونة والقتلة والدجالين الذين
يساندونهم.

* كاتب عراقي

dawoodalbasri@hotmail.com

 

المصدر: جريدة السياسة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى