آراء ومقالات

سياسة القتل البطيء للإنسان الأحوازي

لاشك أن لكل محتل أساليبه الخاصة للقمع والسيطرة على
الشعب الواقع تحت إحتلاله وذلك عبر تطبيق سياسات خبيثة تحقق أهدافه الإستعمارية
على الصعيد الإنساني، التأريخي، الإقتصادي و… حتى وإن كان تطبيق هذه السياسات
يعود بالدمار والنتائج الكارثية للشعب المحتلة أرضه والمغتصبة حقوقه الوطنية
والقومية.

وعلى هذا النهج بدأ المحتل الفارسي منذ عقود بتطبيق إحدى
أخطر سياساته الإجرامية بحق الإنسان والأرض الأحوازيين وهي سياسة تغيير مجرى
الأنهر الأحوازية إلى المدن والمحافظات الفارسية وذلك من خلال بناء أكثر من 21 سدا
على الأنهر الرئيسية في الأحواز وهن: نهر كارون، الكرخة، الدز، الجراحي والسليك
(ما يسمى بـ”بهمنشير”).

إستطاع المحتل الفارسي من خلال تطبيقه لهذه السياسة أن
ينقل مياه الأنهر الأحوازية إلى المحافظات الفارسية كمحافظة إصفهان، مركزي (اراك)
ويزد وغيرها من المحافظات الأخرى بذريعة قلة المياه فيها (في تلك المحافظات)، هذا
في ظل أن العديد من المسؤولين الفرس صرحوا بأن نقل المياه جاء ليس فقط لتلبية حاجة
الشعب في تلك المناطق لمياه الشرب! إنما سيتم إستخدام المياه للقطاع الزراعي
والصناعي إيضا!.

وإنتقال المياه أدى إلى أن تصاب الأنهر الأحوازية
بالجفاف وتقل مياهها بشكل كبير حيث وصل لدرجة أن تمنع الدولة الفارسية المواطنين
الأحوازيين من الزراعة الصيفية على طول ضفاف الأنهر الأحوازية الممتدة من قلب جبال
زاجرس حتى شواطيء الخليج العربي في الأحواز وجاء تصريح منع الزراعة على لسان
فتح الله دهكردي نائب رئيس دائرة المياه والكهرباء في شمال الأحواز
عندما تحدث لوكالة أنباء فارس شبه الرسمية “بأنه لا يحق للمزارعين الأحوازيين
في شمال الأحواز زراعة أراضيهم في فصل الصيف” ولم يكن منع المزارعين لهذا
العام فقط إنما تكرر منع المزارعين الأحوازيين من الزراعة في السنوات الماضية بشكل
متتالي.

ومن الأثار السلبية لسياسة تغيير مجرى
الأنهر الأحوازية هو إزدياد نسبة الملوحة في مياه الأنهر مما سبب خسائر فادحة
للمزارعين الأحوازيين، فحسب ما ذكر موقع أحوازنا نقلا عن
“كيخسرو چنگلوایي” رئيس دائرة الزراعة في شمال الأحواز بأن “بلغت خسائر الفلاحين الأحوازيين
في هذا العام (2012)
336 مليون دولار امريكي نتيجة لتعرض سبعمائة الف هكتار من الأراضي الزراعية
الخصبة في شمال الأحواز الى الجفاف الذي أدى إلى تلف محاصيلها”.

الهدف الرئيسي للدولة الفارسية وراء تطبيق
سياسة تغيير مجرى الأنهر هو أن تجبر المزارعين الأحوازيين على الهجرة حيث يعتمد الكثير
من المواطنين الأحوازيين على الزراعة لكسب قوتهم اليومي وبسبب جفاف الأنهر وقلة
المياه يضطر المواطنين بعد فترة إلى ترك أراضيهم أو بيعها والبحث عن مصدر رزق اخر
وبهذه الطريقة تستولي الدولة الفارسية على أراضي المزارعين الأحوازيين. ولكن تزايد
الوعي الوطني بين أوساط الشعب العربي الأحوازي
في الفترة الأخيرة سيكون العائق بين الإستمرار في تطبيق هذه
السياسة من قبل المحتل الفارسي على أرض الأحواز بإذن الله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى