الثورتان السورية والعراقية ومستقبل المشروع الفارسي
كل إنسان عربي حر وطني مراقب للثورية السورية
وما حصل خلال الأسبوعين الأخيرين في العراق يعي تماما أن الحرب في سورية حرب الفرس
على العرب. وتداعيات الثورة السورية ضد نظام عميل الفرس بشار النعجة سببت إحراجا للأذرع
الفارسية في الوطن العربي، وخسارة حتمية للدولة الفارسية بطموحها التوسعي في الوطن
العربي وخاصة بلاد الشام. وجاء في الدور المتوقع وإن كان متأخرا الاعتصام في
محافظة الأنبار العراقية. وهنا شعر أعلى هرم في سلطة الدولة الفارسية بخطورة ثورة
الكرامة من أجل حرائر العراق. حيث منذ الأيام الاولى للثورة في العراق بدأت الدولة
الفارسية بحشد الشارع الفارسي وبالذات الصفوي العنصري. وعلى لسان موحدي إمام جمعة
مصلى طهران حين قال بالحرف الواحد: إن الثوار في سورية وفي العراق هم أعداء
المشروع الفارسي التوسعي المتلبس بثوب طائفي، الحاقد على الاسلام والعرب. وقال موحدي
على من اتبع هذا المشروع أي الفارسي عليه أن يستعد للمواجهة المرتقبة للدفاع عن
الدولة الفارسية في أرض العرب.
وتزامن هذا التحريض مع ما قاله نائب القائد
العام للحرس الثوري العميد حسين سلامي إن قواته وفي المقدمة المليشيات المتواجدة
في العراق بحالة جهوزية واستنفار وفي انتظار الضوء الأخضر من الحكومة الطائفية في
العراق للتدخل السريع لإخماد الثورة والتصدي لكل حراك وطني يطمح لطرد الاحتلال
الفارسي من العراق أو يفكر في تطهير البلد من كل فاسد عمل لمصلحة المحتل الفارسي
والأمريكي.
وفي
هذا الصدد تحرك بعض من قيادات المليشيات التابعة أو الموالية للدولة الفارسية وبعض
رجال الدين الطائفيين لدخول الحراك الشعبي في الأنبار وانحرافه وتحديد مطالبه كي
لا تزيد عن مطالب خدماتية بسيطة وبعيدة عن المطالب الحقيقية في نبذ الطائفية
والاقصاء المتعمد والإفراج عن الحرائر العراقيات في السجون السرية التابعة للمليشيات
الموالية للدولة الفارسية.
وبناء على ما صرح به نائب القائد للحرس
الثوري والتحريض الذي جاء من قلب عاصمة الفرس من مصلى طهران وعلى لسان المدعو موحدي كرماني بلزوم التصدي لكل
حراك يتصادم مع مشروع الدولة الفارسية التوسعي، يبدو إن حجم الخسارة
للدولة الفارسية بدأ يكبر يوما بعد يوم. وبفضل الله وفضل الثورة السورية والمقاومة
الوطنية الأحوازية افتضح مشروع الفرس التوسعي وبدأ الشارع العربي يقاوم الاحتلال
الفارسي. والحراك الوطني في العراق ناجم عن تراكم مجازر وانتهاكات قام بها الفرس
في العراق بعد الغزو الأمريكي. نقول هنا إن الله مع الحق وإن طال زمن الباطل المتمثل
بالدولة الفارسية. وكما صمد وقاوم الشعب العربي الأحوازي أكثر من ثمانية عقود من
الاحتلال سيصمد أخوتهم في سوريا والعراق أيضا.
عاش شعبنا العربي في سورية والعراق والأحواز