آراء ومقالات

إيران: القضاء يمهل وزارة الاتصالات شهراً واحداً لحظر تطبيقات الهواتف الذكية

في حين يتم توفير خدمة الإنترنت 4G في العديد من بلدان العالم، لكن زيادة سرعة الإنترنت إلى الجيل الثالث، أي 3G، تواجه معارضة شديدة من بعض مراجع التقليد الشيعة ومدرسي حوزة قم. يقول هؤلاء إن هذا الموضوع يرفع مستوى الفساد في المجتمع.

أعلن أية الله احمد علم الهدى، خطيب جمعة مشهد وعضو مجلس خبراء القيادة، عن معارضة المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، لازدياد سرعة الإنترنت في إيران وانتقد عدم تلبية الحكومة لأوامر المرشد بهذا الشأن.


واعتبر خطيب جمعة مشهد وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات أكبر مشكلة في إيران، وقال، «في حين أمر قائد الثورة بعدم زيادة سرعة الإنترنت، ومع ذلك نشهد انتهاك تعليمات المرشد الأعلى».


وأضاف عضو مجلس خبراء القيادة الإيراني، «اليوم نرى الإنترنت في حوزة جميع الأطفال وهذا الموضوع بحد ذاته يسبب ازدياد مستوى الفساد في المجتمع، وتجري بعض الأنشطة في وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات التي تربك عملية توفير خدمة الإنترنت في البلاد».
وتحجب الحكومة الإيرنية المواقع السياسية وشبكات التواصل الاجتماعي وحتى بعض مواقع البحث العلمي بشكل واسع، وفي السياق ذاته، أمهل القضاء الإيراني وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات شهراً واحداً، لحجب تطبيقات الهواتف الذكية كالفايبر والواتس اب والتانجو.
وأرسل حسين محسني إجئي، النائب الأول لرئيس السلطة القضائية الإيرانية، رسالة رسمية إلى وزير الاتصالات وأمهله شهراً واحداً لتوفير الظروف الفنية لحجب تطبيقات الهواتف الذكية للتواصل كالفايبر والواتس اب والتانجو. وانتقد النائب الأول لرئيس السلطة القضائية الإيرانية قصور ومماطلة هذه الوزارة بشأن حجب هذه التطبيقات وعدم التزام بالمهلة الزمنية السابقة، وأكد أن في حال حدوث خلاف ذلك، ستتدخل السلطة القضائية بشكل مباشر لتنفيذ هذا الأمر.


ورداً على رسالة نائب رئيس القضاء أعلن محمود واعظي، وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الإيراني، عن رفضه لحجب تطبيقات التواصل على الهواتف الذكية، وقال، «نحن نعتقد بجدية أن ينبغي حذف الرسائل التي تحتوي على مواد غير أخلاقية ومهينة وهذا الموضوع هو أمر صحيح ونحن نعمل بهذا الصدد».


وفي 25 أب/أغسطس الماضي، نشر موقع ناصر مكارم شيرازي، أحد مراجع التقليد الشيعة في قم، نص فتواه، حيث يعارض فيه توفير خدمة الإنترنت السريعة. وأشار إلى «المفاسد العديدة التي تسببها الإنترنت السريع»، وصرح، «بالتأكيد إتخاذ أية خطوة متسرعة بشأن توفير خدمة الإنترنت السريعة للهاتف النقال وجميع خدمات الجيل الثالث والأعلى للإنترنت، تعارض الشرع والمعايير الأخلاقية والإنسانية».


وأعرب مرجع التقليد الشيعي، «بالتأكيد المفاسد الناتجة عن تطبيق هذه الخطوة هي أكثر من الفوائد، وستصبح مصدراً لمفاسد جديدة في مجتمعنا الذي يعاني اصلاً من مفاسد مختلفة للأسف. ونظراً إلى ألا توجد أية ضرورة لإزدياد سرعة الإنترنت، لذا يتعين على الشركات الحكومية والخاصة أن تمتنع عن تطبيق هذه الخطوة».


وفي شباط/فبراير 2014، نشرت وكالة أنباء فارس التابعة للحرس الثوري، مواقف بعض مراجع التقليد الشيعية حول استخدام الإنترنت السريع على الهواتف الذكية.
وصرح أية الله العظمى محمد علي علوي كركاني، أحد مراجع التقليد الشيعية، «نظراً إلى أن الجيل الثالث للإنترنت يتعارض مع التعاليم الدينية، ويسبب الفساد للآداب العامة ونظم المجتمع وتعرّض الأسرة لخطر الدمار الأخلاقي والبُنيوي، لذا لا يصلح تشغيل الجيل الثالث للإنترنت من قِبَل الحكومة أو من قِبَل القطاع الخاص، وأية خطوة في هذا الصدد تعارض الشرع».
ولدى أية الله مرجع التقليد الشيعي جعفر سبحاني، موقف مشابه، حيث قال، «توفير هكذا هواتف ذكية للشباب والفتيات يسبب مفاسد كثيرة، ويجب أن يُمنع بيعها وشراءها وينبغي على الحكومة ألا توفر هكذا خدمات للعموم الناس».


وأكد أية الله حسين نوري همداني، من كبار مراجع التقليد الشيعية، «نظراً للمفاسد الكثير الناتجة عن توفير خدمة الإنترنت السريعة وتأثيرها على تدمير أسس الأسرة والآداب العامة، لا يجوز لأية جهة أن تطبّق هكذا خطة».


إحدى عوائق تحسين خدمة الإنترنت في إيران، هي الهيمنة الكاملة للحرس الثوري على الاتصالات في إيران، من البنية التحتية إلى شبكات المعلومات. ويقاوم الحرس بقوة أي تطوير للبنية التحتية وإمكانيات شبكات المعلومات والاتصالات.


وفقاً للتقرير السنوي لموقع نت ايندكس حول متوسط سرعة الإنترنت في بلدان العالم، تحتل إيران المرتبة 169 من أصل 192 بلد التي تم قياس سرعة الأنترنت فيها، وسرعة الإنترنت في إيران هي ما يقارب أقل من نصف هذه السرعة في أفغانستان. وذكر هذا التقرير أن سرعة الأنترنت في إيران هي أقل من 0.63 مغا بيت، وبينما ازدادت سرعة الإنترنت في أفغانستان إلى أكثر من 1 مغا بيت. وتحتل إيران المرتبة الأخيرة من حيث سرعة الإنترنت في الشرق الأوسط. وعلى سبيل المثال وليس الحصر، توفر شركة فودا فون في ألمانيا خدمة الإنترنت بسرعة 2 مغا بيت، وتفوق هذه السرعة 16 مرة السرعة التي توفرها الحكومة الإيرانية للمستخدمين المنزليين. ووفقاً لقوانين الجمهورية الإسلامية لا يُسمح للمستخدمين المنزليين باستخدام الإنترنت بسرعة أكثر من 0.128 مغا بيت.


وتعتبر إيران إحدى البلدان التي يكون سعر خدمة الأنترنت فيها الأعلى في العالم، حيث تفوق اسعار هذه الخدمة في إيران ضعفين أسعار أفغانستان وأكثر من 3500 مرة أسعار اليابان.
وأعلن محمد تقي حسن زاده، رئيس مركز البحوث والدراسات الإستراتيجية لوزارة الرياضة والشباب الإيرانية، عن استخدام ما يقارب 70 في المئة من مستخدمين الأنترنت للبرامج والتطبيقات الخاصة للعبور من الحجب الحكومي على الإنترنت.

محمد المذحجي

 المصدر القدس العربي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى