آراء ومقالات

خامنئي.. بين مطرقة التطرُّف وسندان الشعب

 

يتعرّض «خامنئي» لضغوطات شديدة من قبل القوى المتطرّفة في إيران والمصرّة على
استمرار السياسة الحالية حول عدم التفاوض مع الغرب وخاصة أمريكا فيما يتعلق بالملف
النووي الإيراني وإدراكها أن «تقديم أي تنازلات حول الملف النووي سيؤدي إلى الخضوع
لتقديم مزيد من التنازلات تتعلق بالتضحية بنفوذ إيران الاستراتيجي» والتي تعدها تلك
القوى «مصالح قوميّة عليا». وللخروج من المعضلة يحتاج «خامنئي» إما إلى القضاء على
رموز تلك القوى بطريقته المعتادة عبر الإعدامات والسجون والنفي، أو اتخاذ التدابير
اللازمة تمهيداً لبدء التفاوض. ونظراً لما تتعرّض إليه إيران من ضغوطات دوليّة واقتصاديّة
وعزلة إقليميّة ودوليّة وارتفاع موجات السخط الشعبي، فإن الوقت المطلوب للتمهيد لا
يبدو في مصلحته أبداً. وعبّرت جريدة «كيهان» عن ذلك بقولها: «ستتكرّر واقعة كربلاء
في حال زاد العدو من ضغوطاته على إيران»!

وفي حين يحتاج «خامنئي» إلى الحرس الثوري والباسيج لقمع الاحتجاجات المرتقبة،
يزداد شعوره بالخطر القادم من بعض قادة الحرس الثوري والباسيج وإمكانية انشقاقها على
غرار ما حدث عام 2009 من أعمال قمع وبطش إثر تزوير الانتخابات الرئاسيّة. ولا شك أن
استمرار بقاء الوضع الراهن سيؤدي إلى مزيد من تفكّك المجتمع الإيراني وارتفاع نسبة
الفقر والبطالة ممّا سيؤدي بدوره إلى ثورة الجياع في إيران. وعليه تستمر حيرة خامنئي
بين القضاء على قادة التطرّف أو إبادة الشعب.

المصدر: صحيفة الشرق

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى