آراء ومقالات

الغفلة العربيّة والصحوة الإيرانيّة!

الانفجار المفاجئ للثورة الشعبيّة التونسيّة عام 2010 أربك المنطقة العربيّة
فزجّها باحتجاجات وثورات مماثلة طالت مصر وليبيا واليمن فسوريا. ومثلما اهتزّت المكانة
الإقليميّة والدوليّة لهذه الدول، اهتزت معها المنطقة العربيّة بأكملها في تفاعل طبيعي
مردّه القواسم المشتركة كوحدة الدم واللغة والدين وخاصة وحدة المصير. وسرعان ما جاءت
صحوة الدولة الفارسيّة وادّعت كذباً وافتراءً أن «الثورات العربيّة ملهمة من الثورة
الإيرانيّة» فأطلقت عليها «الصحوة الإسلاميّة»!

وصدرت مؤخراً جريدة عنوانها «الصحوة» بطابعها الطائفي الإيراني المفضوح في إحدى
دول الربيع العربي، وجاءت ردود أفعال المواطنين تجاه صدور الجريدة على النحو الآتي:
«إنها كارثة، فتنة كبرى، مصيبة، ويا لطيف»! وإذا كان أحد أهم أسباب اندلاع الثورات
العربية يعرّف بكون «الشعوب قد سبقت أنظمتها الاستبدادية الحاكمة»، فهذا يعني أن الشعوب
ما زالت متقدّمة بكثير على أنظمة ما بعد الثورة وفسحها المجال للكارثة والفتنة الكبرى.
واحتار المواطن العربي بتوجيه العتب، فهل يعتب على «الشعب الذي أنهكته الثورات وأنظمة
ما بعد الثورات»، أم على «الأشقاء والإخوان الذين أداروا ظهورهم لأبناء جلدتهم ودينهم
فتوجهوا إلى ألد أعداء الأمة كالفرس والمجوس»؟ وإذا كانت الغفلة العربيّة قد أدّت إلى
«ابتلاع فارس والكيان الصهيوني للأحواز وفلسطين والجولان وجنوب لبنان والعراق فسوريا»
في ظل حكم «بشار» وأبيه، فاستمرار الغفلة سيفتح شهيّة الفرس الطامعين لابتلاع مزيد
من الدول العربيّة تحت شعار «الصحوة الإسلاميّة» المزعومة!

 

المصدر: صحيفة الشرق

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى