آراء ومقالات

الثورة السوريّة إلى أين؟

 

فجّر «أطفال درعا» الثورة السوريّة بهتاف «إجاك الدور يا
دكتور»، دون معرفة سابقة أن هتافهم هذا سيشغل العالم أجمع وسيحرّك الأسطول الروسي والسفن
الحربيّة الإيرانيّة نحو بلادهم. وخلافاً للتوقعات بقرب إنهاء القتال في سوريا والإعلان
عن التفاوض بين طرفي النزاع، تتسع رقعة الحرب، لتتجاوز الحدود السوريّة. وعوضاً عن
أن يقوم حامل لواء «المقاومة والممانعة» المزعومة والملقّب بـ«حزب الشيطان الإيراني
في لبنان» بفتح الجبهة الشماليّة على إسرائيل دفاعاً عن الشعب الفلسطيني المحاصر، فتح
الحزب الجبهة السوريّة الجنوبيّة الغربيّة لفك الحصار عن جزّار سوريا في دمشق. وجاء
هجوم الحزب مباشرة بعد تصريحات «مهدي طائب» رئيس «مقرّ عمّار الاستراتيجي» الإيراني
وإعطائه «أولويّة الدفاع عن سوريا عوضاً عن الأحواز» المحتلّة وتأكيده على «استعداد
ستين ألف باسيجي لخوض حرب المدن في سوريا. ويأتي مصرع الضابط الإيراني في لبنان «حسن
شاطري» المكلّف بالتنسيق لإرسال عناصر الحزب من لبنان إلى سوريا، دفاعاً عن صفاقة طهران
وإعلانها أن «سوريا تعد المحافظة 35 بالنسبة لإيران»!

وأرسلت روسيا أربع سفن محمّلة بالمساعدات العسكريّة لتلتحق
ببقيّة سفنها العسكريّة قرب السواحل السوريّة، وأعلنت وكالة «ريانوفستي» الروسيّة عن
«استعداد ثمانية آلاف روسي في سوريا للعودة إلى بلادهم» مؤكّدة «وجود ضعفيهم على الأراضي
السوريّة». ولا شك أن هذه التحرّكات تقابلها تحرّكات مماثلة لحلف «الناتو» لتساهم في
اتساع رقعة الحرب السوريّة، فجرّها «أطفال درعا» بمظاهراتهم العفويّة.

 

المصدر: صحيفة الشرق

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى