آراء ومقالات

الولي الإيراني الفقيه وهو يضرب طولياً وعرضياً

 

 حادثتان مهمتان كانتا الأبرز في مسلسل العربدة السياسية والأمنية
لنظام الولي الإيراني الفقيه وهو يشهد تراجعه ملوما محسورا بعد أن حشر نفسه في زاوية
الوقوف الفج والعلني ضد تطلعات الشعوب الحرة وممارسته للشعوذة السياسية و للإرهاب الفكري
ودخوله في الحرب المعلنة ضد الشعب السوري الذي تسفك الآلة الحربية العدوانية الفاشية
لنظام الفئة الباغية في الشام دماءه في ظل مباركة الولي الإيراني الفقيه , الحادثة
الأولى كانت تتمثل في قيام سلطات دولة الولي الفقيه بسجن وخطف وتغييب و إعتقال المفكر
العراقي الشيعي الإسلامي المجدد السيد أحمد القبنجي بسبب آرائه الفكرية المناهضة للنظام
الإيراني و تبشيره العلني بتلك الآراء بطريقة سلمية وحضارية أقضت مضاجع سدنة ودهاقنة
النظام الذي يعتمد أساسا على قاعدة تجهيل القاعدة الشعبية وحشو رؤوسها بالأفكار الخرافية
المعبرة عن حقيقة الفكر الصفوي المعادي للتشيع العلوي النقي الذي يمثل مدرسة أهل بيت
النبوة الكرام (رضوان الله عليهم) , فإعتقال السيد أحمد القبنجي كان بمثابة إعلان حرب
حقيقية على التيار الحداثي والمتنور والساعي إلى الوحدة الإسلامية الحقيقية ولرفض ونبذ
الفرقة والعداء والتربص , وهو المشروع الحداثي الذي يحمل لواءه السيد أحمد القبنجي
ويتعارض كليا مع تطلعات وأفكار وتوجهات نظام الولي الإيراني الفقيه المستبد والخارج
عن السياقات الفكرية والشرعية الحقيقية لأصول المذهب الإسلامي الشيعي , أما الحادثة
الأخرى والتي تعبر عن جوانب سياسية وأمنية فظة وواضحة فكانت في إطلاق نظام الولي الفقيه
لعناصره المتطرفة وللعصابات الطائفية الإستخبارية المرتبطة به لتعيث فسادا في الأرض
و تنشر رؤاها الخرافية والعدوانية والعدمية من خلال نشر الفوضى الإقليمية وخلط الأوراق
و توسيع مساحات الفتنة , كما فعل الخفاش الطائفي وزعيم عصابة “حزب خدا” الإيرانية
في العراق المدعو واثق البطاط الذي أطلق سلسلة من التصريحات الفظة و العدوانية والتهديدات
الطائفية المريضة مروجا للفتنة الكبرى وللحرب الطائفية القذرة ليس بين الشعب العراقي
فقط بل بين شعوب المنطقة أيضا , كتهديداته الفجة والمثيرة للسخرية لكل من السعودية
والكويت , و كشعاراته العلنية وسياسته التخريبية وإعترافه المباشر وغير المسبوق بأنه
يقلد الولي الإيراني الفقيه علي خامنئي وأنه أحد جنوده في خدمة مشروعه وفي ظل صمت الحكومة
العراقية وعجزها التام عن إيقافه عند حدوده خصوصا وأنه يقود عصابة من القتلة والمجرمين
أسماها “جيش المختار” تقوم بعمليات الخطف والقتل و التفجير وبدعم مباشر وصريح
من حرس الثورة الإرهابية وبتوجيهات واضحة ومباشرة من الولي الفقيه الذي لم يصدر منه
ابدا مايعبر عن رفض أو إستنكار لأفعاله وتقولاته و تبجحاته مما يؤكد الترابط الروحي
والمصيري بين الطرفين
.

الحكومة العراقية قد فشلت في الإختبارين , فهي حكومة مرضي عنها إيرانيا و تعمل
ضمن سياقات السياسة والمصالح الإيرانية  , فنوري
المالكي  وهو يطلق التصريحات الساخنة لم يستطع
حماية مواطن عراقي تعرض للخطف والسجن ولربما سيكون مصيره الإعدام وهو السيد احمد القبنجي
و أكتقى بالصمت الرهيب و المخجل من دون أن يتجرأ على رفع عينه وسبابته أمام السلطات
الإيرانية التي ألغت الحدود الفاصلة وباتت تتصرف في العراق وكأنه محافظة إيرانية تابعة
لها في فضيحة وطنية كبرى تحت قيادة حزب “الدعوة” العميل! كما أن الحكومة
العراقية بكل جيوشها الأمنية ومخابراتها وقوات ردعها قد فشلت في إعتقال “زعطوط”
طائفي مريض ومخبول ومحاسبته وفقا للمادة “4 إرهاب” وهو البطاط الذي يصول
ويجول عبر شاشات الفضائيات بينما تجهل الحكومة مكانه! رغم أن الحقيقة تقول ان إعتقال
وتوقيف فضلا عن عقاب البطاط يعتبر خطا إيرانيا أحمر لايجرؤ المالكي أبدا على تجاوز
عتباته و مواجهة غضب الولي الإيراني الفقيه والذي يعني في النهاية سحب بساط رئاسة الحكومة
العراقية لدورة مقبلة من تحت أقدامه وبما قد يؤدي أيضا إلى نتائج سوداوية أخرى يعلم
المالكي أسرارها بحكم علاقاته وإرتباطاته الداخلية الوثيقة بأروقة الولي الفقيه!! مايحصل
في العراق هو بمثابة تحد أمني وسياسي وحضاري كبير , فالولي الإيراني الفقيه قد تمدد
حتى تجاوز السيادة العراقية والمطلوب رأي الشعب العراقي, وإلى متى يرضى بهذا الذل والهوان
? وتلك هي المسألة
.

فهل سينهار العراق تحت سنابك خيول الصفوية الجديدة? أم أن لانتفاضة العراقيين
المشتعلة دوراً حاسماً في إنهاء المأساة الوطنية? لننتظر ونرى
.

كاتب عراقي

dawoodalbasri@hotmail.com

المصدر: جريدة السياسة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى