آراء ومقالات

تهديدات إيران تغيب عن قمة الدوحة

 

رغم الإشادة الواسعة من
قبل الجماهير العربية لقرارات قمة الدوحة، التي أنصفت الثورة السورية التي تواجه إهمالاً
واستغلالاً من قوى دولية وإقليمية حولت الأرض السورية إلى ساحة لتصفية حسابات مزمنة،
وإلى طاولة لعقد الصفقات والمقايضات خاصة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، إذ
كانت قرارات قمة الدوحة التي منحت بموجبها مقعد الجمهورية العربية السورية للائتلاف
الوطني السوري، ورفع علم الثورة السورية، والسماح للدول العربية بتقديم الدعم العسكري
للثوار، وزيادة المساندة السياسية للائتلاف الوطني السوري، وتكثيف أموال الإغاثة والمساعدة
للاجئين السوريين في دول الجوار، جميعها قرارات إيجابية حظيت بتقدير الشعوب العربية
لأنها أنصفت الثورة السورية.

 

هذه القرارات وإضافة إلى
قرار تكوين صندوق لدعم القدس وغيرها من القرارات لم تغيّب الحقيقة المؤلمة التي لمسها
المتابعون من عدم الاهتمام بالأخطار التي تثيرها التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية
الداخلية وبالذات في دول الجوار، من دول مجلس التعاون والعراق وسوريا ولبنان واليمن.

 

الأفعال الإيرانية التي
تجاوزت الحدود أكسبت النظام الحاكم في طهران وباستحقاق صفة العدو الأول للعرب في هذه
المرحلة الحرجة من تاريخهم المعاصر، وكان المفترض والمنتظر أن تبلور قمة الدوحة موقفاً
عربياً موحداً لمواجهة الأخطار الإيرانية التي لا يمكن السكوت عليها. وكان المأمول
أن تتوصل قمة الدوحة إلى صياغة موقف عربي موحد للضغط على إيران لوقف المواقف العدائية
الإيرانية التي تخرق الأمن العربي، إذ تعرف جميع الحكومات العربية أن شبكات التخريب
الإيرانية طالت جميع الدول العربية المجاورة والبعيدة نسبياً، فقد كُشف عن شبكات تجسس
إرهابية إيرانية في جميع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إضافة إلى أعمالها
المشينة في اليمن والعراق ولبنان، أما في سوريا، فالأسلحة والمقاتلون الإيرانيون يتدفقون
إلى الأراضي السورية مساندين نظام بشار الأسد الذي يقتل شعبه ويدمر مدنه ومساكنه.

 

تغيّب موقفٍ عربي موحد
وحازم من التدخلات الإيرانية في الشأن العربي من قبل قمة الدوحة يثير العديد من التساؤلات
والاستغراب خاصة وأن الجميع يدرك خطورة التدخلات الإيرانية وتمادي نظام طهران الذي
يفسر السكوت العربي بأنه تأييد وموافقة من أطراف عربية أو حتى انصياع للإرهاب والتخويف
الذي يمارسه نظام طهران ضد بعض الدول العربية التي لم تحرك ساكناً، رغم تعرض أمنها
لخطورة لم تعد خافية على أحد.

jaser@al-jazirah.com.sa

المصدر: صحيفة الجزيرة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى