إيران.. كما نراها ونعتقد
أحد المستشرقين الفرنسيين قال ذات يوم: “لولا الدولة الصفوية ـ إيران الحالية
ـ لكنّا نلهج بالقرآن الآن مثل الجزائريين”.
إيران الحالية.. تتشابه إلى حد كبير مع “إسرائيل”، من حيث النشأة
والعلاقة مع العرب المسلمين.
فالأولى “إيران” أسسها إسماعيل الصفوي في مطلع القرن الخامس عشر على
التطهير “الديني” و”العرقي”.. وكذلك الكيان الصهيوني تأسس على
ذات المنحي: التطهير الديني والعرقي.
إيران أسست علاقتها بالعرب بمنطق “ثأري” اعتقادًا بأن العرب المسلمين
الفاتحين أنهوا الوجود أو الحضارة الفارسية.. وكذلك تحتفظ إسرائيل بعلاقة ثأر مع العرب..
استنادًا إلى “التاريخ” واعتقادًا بأن العرب المسلمين طردوا اليهود من الجزيرة
العربية.
الوعي الإيراني إزاء العرب، يستند
إلى “منطق استعلائي”.. اعتقادًا بأن الفرس أعلى كعبًا وأكثر حضارة وتاريخ
من العرب.. وهي ذات النظر الاستعلائية التي تنظر بها إسرائيل إلى العالم العربي.. بوصفها
“الدولة الديمقراطية” الوحيدة وسط محيط عربي ديكتاتوري ومتخلف.
إيران دولة “دينية متطرفة”..
وإسرائيل “كيان ديني” شديد التطرف أيضًا.. الأولى دولة “أقلية شيعية”
وسط محيط “إسلامي سني” واسع.. وكذلك إسرائيل دولة “أقلية يهودية”
تحاط بعالم إسلامي ممتد من وسط شرق آسيا إلى شمال ووسط أفريقيا.
إيران دولة عدوانية تحتل أراضي عربية مثل الجزر الإماراتية الثلاث (أبو موسى،
طنب الصغري وطنب الكبرى” منذ أكثر من ربع قرن.. وتحتل أيضًا منطقة “الأحواز”
العربية، منذ أكثر من ثمانين عامًا.. وكذلك إسرائيل دولة عدوانية تحتل أراضي عربية
منذ أكثر من خمسين عامًا.
من جهة أخرى فإن إيران ترى أن مصر
هي دولة الخروج “المهدي” والانطلاق “تأسيس مشروع الدولة الشيعي العالمي”
ولذا فهي من وجهة النظر الإيرانية “دار كفر” ينبغي ردها إلى دينها لتهيئتها
قبل خروج المهدي.. وهذا الكلام ورد نصًا في كتاب “عصر الظهور” للشيخ على
الكوراني وهو أحد مراجع الشيعة الكبار ولا يزال حيًا يرزق.
وللحديث بقية لاحقًا إن شاء الله تعالى
almesryoonmahmod@gmail.com
المصدر: صحيفة المصريون