آراء ومقالات

الخطر الإيراني.. تطورات وأبعاد جديدة (1-2) . المخطط الإيراني بعد النكسات الأربع

هزيمة ايران في البحرين نقطة تحول كبرى في مخططاتها

·       
لماذا تريد ايران تسليح المتمردين الحوثيين بصواريخ ارض جو؟

·       
مهام خطيرة جديدة للقوى العميلة لايران في الدول العربية

·       
خطة سليماني لتشكيل ميليشيات تضم 150 الف شيعي في سوريا

·       
ايران عرضت 10 مليار دولار على الاخوان لتسهيل اختراقها للساحة المصرية

 

شهدت
الأشهر القليلة الماضية، عددا من التطورات الجديدة تتتعلق بمخططات ايران في
المنطقة العربية تستحق رصدها والتوقف عندها. من البحرين، الى العراق، الى اليمن،
الى العراق، الى سوريا، الى مصر، شهدنا تطورات تشير الى مستويات جديدة للخطر
الايراني في المنطقة العربية.

سنحاول
رصد هذه التطورات، ثم سنناقش ما الذي تعنيه بالضبط، وماذا وراءها، ثم سنحاول ان
نضع هذه التحولات في اطار استراتيجية ايران تجاه الدول العربية في الفترة القادمة،
وخصوصا فيما بعد مرحلة سقوط نظام بشار السد.

***

 

تطورات
خطيرة

كما
ذكرت، شهدت الاشهر القليلة الماضية عدة تطورات خطيرة تتعلق بالدور الايراني في
المنطقة العربية عموما وباستراتيجيتها تجاه الدول العربية

 

من المهم ان نتوقف بداية
عند هذه التطورات باختصار، ثم سنتوقف بعد ذلك عند ما تعنيه بالضبط.

التطور الأول : يتعلق
بالبحرين

ونعني
بذلك ما اعلنته السلطات الامنية في البحرين قبل فترة عن اكتشاف وضبط اعضاء خلية
ارهابية تقف ايران وراءها مباشرة.

بحسب
المعلومات التي اعلنتها السلطات المسئولة، فان ايران قامت بتمويل افراد الخلية،
وتلقى اعضاؤها وكلهم من البحرينيين، تدريبات عسكرية في معسكرات تابعة للحرس الثوري
الايراني في ايران، وفي العراق.

وبحسب
ما تم الكشف عنه، فقد كانت ايران تخطط لنقل اسلحة الى اعضاء الشبكة الارهابية،
وانشاء ما اسمي ” جيش الامام “، والتخطيط لتنفيذ عمليات ارهابية كبيرة في
البلاد تستهدف منشآت حيوية وعمليات اغتيال.

بالطبع،
نعلم بان التدخل الايراني في شئون البحرين ودعمها للقوى الطائفية ليس بالأمر
الجديد. ونعلم ان هذه لم تكن هي المرة الاولى التي يتم فيها الكشف عن خطط ارهابية
ايرانية تستهدف البحرين.

لكن
الكشف عن هذه الشبكة الارهابية في اطار الادوار التخريبية الايرانية في البحرين
منذ ان بدأت الاحداث الطائفية قبل اكثر من عامين، يعتبر تصعيدا نوعيا لمخططات
استهداف البحرين، وتخطيطا للانتقال الى مرحلة غاية في الخطورة في دعم القوى
الطائفية.

 

التطور الثاني : يتعلق
بالعراق

معروف
بطبيعة الحال النفوذ الذي تتمتع به ايران في العراق وسيطرتها الفعلية على مقدرات
الحكومة الطائفية الموجودة.

لكن
التطور الجديد الذي طرأ في الاشهر القليلة الماضية تمثل في تقوية واعادة تسليح
الميليشيات الشيعية المرتبطة بايران مباشرة ووتدعيم صفوفها، وتحت الإشراف المباشر
والسيطرة الكاملة للحرس الثوري الايراني. وينطبق هذا بصفة خاصة على ميليشيات
” حزب الله العراق ” وما يسمى ب” عصائب اهل الحق” و” جيش
المختار”.

ووراء
هذا التطور، والحرص الايراني على تقوية هذه الميليشيات الشيعية ودعم صفوفها، اسباب
كثيرة تتعلق في جانب منها بالتطورات الداخلية في العراق، وفي جانب آخر بالتطورات
الاقليمية.

فيما
يتعلق بالتطورات الداخلية في العراق، من المفهوم ان ايران تريد من هذه الميليشيات
ان تلعب دورا محوريا في دعم النظام الطائفي الشيعي الموجود ومواجهة أي تهديدات
يتعرض لها، وتلعب دورا اساسيا في ارهاب اهل السنة في العراق، وخاصة في مواجهة
الانتفاضة السنية التي اندلعت منذ فترة.

ومؤخرا،
تحدث قادة سنة عن قيام هذه الميليشيات بدور ارهابي لأهل السنة بالهجوم على مساجد
سنية وتدميرها، وبالقيام بعمليات اغتنيالات للرموز السنسة.

اما
على الصعيد الاقليمي، فايران تريد من هذه الميليشيات ان تلعب دورا مباشرا في
تطورات سوريا بالذات كما سنرى بعد قليل.

 

التطور الثالث: يتعلق
باليمن

ايضا
معروف الدعم الذي تقدمه ايران للمتمردين الحوثيين في اليمن منذ سنوات طويلة،
وامدادهم بالاسلحة والمال، على نحو ما كشفت عنه السلطات اليمنية مرارا.

لكن
التطور الجديد هنا، وهو من اخطر التطورات على الاطلاق، تمثل في سفينة الاسلحة
الايرانية ” جيهان1″ التي ضبطتها السلطات اليمنية قبل فترة، والتي كانت
تحمل اكثر من 40 طنا من الاسلحة والمعدات العسكرية والمتفجرات، وكان من المخطط
تسلميها الى المتمردين الحوثيين.

ضبط
هذه السفينة الايرانية اثار فزعا ليس في اليمن فقط، ولكن على الصعيد العالمي، وتم
اعتباره تطورا في منتهى الخطورة، وذلك لأسباب كثيرة.

اول
سبب، هو تلك الكمية الرهيبة من الاسلحة الايرانية التي تحملها السفينة الى حركة
شيعية متمردة، وكم الدمار والخراب الذي كان من الممكن ان يترتب على استخدامها لو
تسلمها الحوثيون فعلا.

والسبب
الأخطر، ان هذه لألسلحة التي تحملها السفينة ضمت صواريخ ارض جو مضادة للطائرات.

الكل
اعتبر ان امداد ايران للتمردين الحوثيين بهذه الصواريخ بمثابة تصعيد نوعي، فهذه هي
المرة الاولى التي يتم فيها تزويد حركة شيعية متمردة موالية لايران بمثل هذه
الصواريخ والاسلحة النوعية، بعيدا عن قوة مثل حزب الله.

الكل
اعتبر ان المقصود بذلك ليس فقط التطورات الداخلية في اليمن، ولكن اساسا تهديد الأمن
الاقليمي في المنطقة واستهداف الدول المجاورة وخصوصا السعودية.

بعبارة
اخرى، تم اعتبار تزويد الحوثيين بهذه الصواريخ والاسلحة النوعية بمثابة محاولة
ايرانية لأن يتجاوز الخطر الحوثي اليمن الى المنطقة والدول المجاورة.

 

التطور الرابع: يتعلق
بسوريا

بات معروفا بالطبع انه منذ اليوم الأول لاندلاع الثورة السورية،
وايران تدعم النظام السوري في مواجهة الثورة بكل سبل الدعم المتصورة.

وبات معروفا ان ايران في دعمها هذا، لم تتردد في ان تقاتل مباشرة
بجانب قوات النظام السوري، بل وبحسب تقارير كثيرة، فان الحرس الثوري هو الذي يخطط
ويقود مباشرة كثير من معارك النظام التي تستهدف القضاء على الثورة وتستهدف مدنا
سورية عدة.

وايضا، بات معروفا على نطاق واسع ان حزب الله، وباعتباره امتدادا
لايران، يقاتل مباشرة بجانب النظام السوري.

لا
جديد في كل هذا.

التطور الجديد هنا هو ما تم الكشف عنه من مخطط ايراني استعدادا لمرحلة
ما بعد سقوط نظام بشارالأسد.

هذه الخطة كما اجمعت التقارير وضعها قاسم سليماني قائد فيلق القدس في
الحرس الثوري الايراني، وتمت مناقشتها في زيارة سرية قام بها السي د حسن نصر الله
الامين العام لحزب الله الى طهران، كما قام سليماني بزيارة الى سوريا في اواخر
فبراير واوائل مارس الماضي للإعداد لتنفيذ الخطة.

والخطة تتلخص في، تشكيل جيش ميليشيات طائفي يتكون من الشيعة
والعلويين، تدعمه قوات من ايران، والعراق، وحزب الله، ومشاركة رمزية من شيعة
خليجيين.

وبحسب الخطة، من المقرر ان يصل عدد هذه الميليشيات الى 150 الف مقاتل
على الاقل.

والقوات المشاركة في هذه الميليشيات هي بحسب الخطة اساسا قوات
ايرانية، ومن الميليشيات الموالية لايران في العراق، ومن حزب الله، وفي مرحلة
تالية تجنيد عناصر شيعية من دول لاخرى.

هذه الخطة الايرانية دخلت حيز التنفيذ بالفعل. ومن ملامح تنفيذها،
تشكيل ما اسمي ” لواء ابوالفضل العباس ” الذي يقاتل في سوريا مع
النظام،والذي يضم اساسا مقاتلين من ” حزب الله العراق ” و” عصائب
اهل الحق ” في العراق. ايضا، اعلن في ايران قبل ايام عن التخطيط لتشكيل
ميليشيات اخرى للقتال في سوريا تحت اسم ” الوية فدائيي السيدة زينب”.

كما ذكرت، تكوين هذه الميليشيات يأتي استعدادا لمرحلة ما بعد سقوط
نظام الاسد، وفي اطار مخطط محدد سنتحدث عنه لاحقا.

 

التطور
الخامس: يتعلق بمصر

معروف
هنا ان ايران استماتت بالمعنى الحرفي للكلمة كي تخترق مصر ويكون لها مواطيء اقدام
فيها.

ومحاولات
ايران هذه لها جوانب معلنة معروفة وجوانب اخرى غير معلنة وغير معروفة على نطاق
واسع.

اما
الجوانب المعروفة، فتتمثل في العروض الايرانية الكثيرة على النظام المصري ومحاولة
اقناعه بجدوى عقد تحالفات مع ايران للاستفادة من السياحة واوجه دعم اقتصادي اخرى.

اما
الجوانب غير المعروفة فتتنمثل في نجاح ايران من اختراق النخبة المصرية، بحيث اصبح
لها موالون في بعض اجهزة الاعلام وافي اوساط بعض القوى السياسية المصرية.

وقد
وصلت استماتة ايران في اختراق الساحة المصرية الى حد ماكشف عنه خيرت الشاطر نائب
المرشد العام للاخوان المسلمين، بحسب بعض التقارير. الشاطر كشف عن ان ايران عرضت
على الاخوان منح الحكومة 10 مليارات دولار في مقابل اعادة العلاقات وعقد تحالفات
مع ايران. لكن تم رفض العرض الايراني كما قال بسبب الرفض الشديد في المجتمع لها.

استماتة
ايران في اختراق مصر على هذا النحو له بالنسبة لها اهمية استثناءية خاصة، فهي
تعتبر ان نجاحها في هذا الاختراق سيعتبر قفزة كبرى لانجاح مخططاتها في المنطقة
عموما.

والتقارير
كثيرة جدا ومعروفة عن سعي ايران لنشر التشيع في مصر باللجوء الى كل الاغراءات
الممكنة. ونشر التشيع بالنبة لها ليس مسألة دينية اوطائفية،وانما يندرج في اطار
محاولة ايجاد قوة موالية لها مباشرة وتأتمر باوامرها في الاوساط المصرية.

***

 

ما
معنى هذه التطورات؟

ما
الذي تعنيه هذه التطورات التي تحدثنا عنها بالضبط؟.. ما الجديد الذي تحمله فيما
تيعلق بالاستراتيجية الايرانية تجاه المنطقة والمخططات الايرانية؟

اذا
تأملانا هذه التطورات مجتمعة، فسوف نكتشف انها تنطوي على تحولات نوعية الى حد
كبيرفيما يتعهلق باستراتيجية ايران ومخططاتها العملية. وبمقزرنتا
بصفة خاصة ان نرصد التحولات في مجالات ثلاثة:

ا – ان ايران في سبيل الدفاع عما تعتبره مصالحها في المنطقة،
والحيلولة دون انهيار هذه المصالح اصبحت مستعدة لن تتدخل عسكريا وبشكل مباشر في
سبيل ذلك.

هذا هو ما لم تتردد في ان تفعله في سوريا بالذات، اذ تقاتل قواتها
مباشرة الى جانب قوات النظام، بالاضافة بالطبع الى قوات القوى التابعة لها.

وهذا هو ما تفعله في العراق ايضا، اذ هي التي تقود مباشرة عبر الحرس
الثوري الميليشيات الشيعية الطائفية في العراق.

2 – من الملاحظ من تأمل هذه التطورات حدوث تطور نوعي في مستوى الدعم
الذي تقدمه للقوى او الميليشيات الموالية لها في بعض الدول العربية.

لاحظنا هذا في مستوى السلاح النوعي الذي تقدمه الى المتمردين الحوثيين
في اليمن.

ولاحظناه ايضا في حالة الشبكة الارهابية في البحرين، والتي كشفت
السلطات عن تخطيط ايراني لامداد افراد هذه الشبكة بالسلاح وتنظيم صفوفها لتنفيذ
مهام محددة.

3 – يرتبط بالجانب السابق ما اتضح من تخطيط ايراني لتصعيد الادوار
التي تقوم بها القوى الموالية لها في دولها في الداخل، وعلى الصعيد الاقليمي.

في الداخل، من الواضح ان هناك مخططا ايرانيا لتصعيد اعمال التخريب
وحتى العنف والارهاب التي تقوم بها القوى الموالية لها في مجتمعاتها، كما يتضح في
حالة الحوثيين في اليمن واتباع ايران في البحرين.

واقليميا، من الواضح ان ايران تخطط لتصعيد ادوار بعض القوى الموالية
لها كي يستهدفوا تهديد الامن الاقليمي وامن الدول المجاورة كما يتضح من نوعية
الاسلحة التي كانت تعتزم تقديمها للحوثيين.

كما تريد من بعض القوى التابعة لها ان تقاتل معها مباشرة دفاعا عن
المصالح الايرانية كما هو حادث بالنسبة لحزب الله في لبنان والميليشيات الشيعية في
العراق.

باختصار، كما نرى، تشير هذه التطورات في مجموعها، الى ان ايران قررت
فيما هو واضح ان تتحول الى مرحلة ممارسة الارهاب مباشرة في الدول العربية من اجل
مشروعها ومخططاتها، وتجنيد كل قوى وامكانيات القوى التابعة والموالية لها في الدول
العربية من اجل ذلك. بعبارة اخرى، لم تعد ايران تكتفي بمجرد الدعم العام لهذه
القوى الموالية او محاولة اختراق الساحة العربية بوسائل غير عنيفة.

لكن، ماذا وراء هذا التحول في التفكير الايراني؟

***

 

نكسات
ايران

يمكن القول ببساطة ان التحولات التي تكشف عنها هذه التطورات التي
تحدثنا عنها، وراءها النكسات التي منيت بها ايران ومني بها مشروعها التوسعي
العنصري في المنطقة العربية، ومنيت بها مخططاتها التي راهنت عليها واستثمرت فيها
كثيرا.

وبشكل اكثر تحديدا،منيت ايران في خلال العامين الماضيين باربع نكسات
كبرى هي على النحو التالي:

اولا: كانت النكسة الاولى والاكبر هي نكستها في البحرين، او بمعنى ادق
هزيمتها في البحرين.

وقد سبق وكتبنا عن هذه الهزيمة اكثر من مرة ولا حاجة لتكرار ما كتبناه
سابقا.

لكن الأمر باختصار ان ايران كانت قد راهنت على نجاح الانقلاب الطائفي
في البحرين في غمرة الثورات العربية، وكانت قد اعدت نفسها على اعتباران هذا النجاح
سيكون بمثابة البوابة الكبرى نحو تنفيذ باقي مخططاتها في الخليج العربي.

لكن ايران فوجئت بان كل ما استثمرته في دعم القوى الطائفية لم يأت باي
نتيجة.

ليس هذا فحسب، بل ان النتيجة كانت عكسية تماما. اذ لم تجن ايران في
نهاية المطاف ورغم كل ضجيج اعلامها، سوى انفضاح مشروعها الطائفي، وانكشاف طائفية
القوى الموالية لها في البحرين، واتضاح خطرهم وخطر ايران بالطبع على كل دول الخليج
العربية.

وليس من المبالغة القول ان هزمية ايران في البحرين كان نقطة تحول كبرى
في التفكير الايراني وفي تغيير مخططاتها العملية في المنطقة.

ثانيا : نكسة تبدد وهم الصحوة الاسلامية.

الذي حدث هنا كما نعلم، ان ايران بعد ان اندلعت الثورات والاحتجاجات
في عدد من الدول العربية، ونجاحها في تونس ومصر، حاولت ان تصور هذا التحول على
اعتبار انه يندرج في اطار ما اسمته “الصحوة الاسلامية” التي توهمت انها
مستلهمة من ايران.

بعبارة اخرى، تصورت ايران، وصدقت نفسها فيما يبدو، ان هذه التحولات في
الدول العربية، سوف تفتح امامها مجال النفوذ والاختراق واسعا في الدول الغربية،
بما سوف يسهل تماما تنفيذ مخططاتها.

لكن ايران فوجئت بانه في نهاية المطاف لم يأخذ احد في الدول العربية
المعنية مزاعمها هذه باي جدية، ولم يلتفت اليها احد اساسا، بل كانت موضعا للسخرية
والتندر.

ثالثا: وما جرى في مصر في مواجهة محاولات الاختراق الايراني كان
بالنسبة لها نكسة كبيرة ايضا.

فرغم كل محاولات ايران لتحقيق هذه الاختراق، فوجئت بالصد والرفض
الشعبي المصري العام، وفوجئت بانه بدلا من ان تنجح في اختراقها، اصبحت مخططاتها
ومحاولاتها لنشر التشيع وغير ذلك، هي موضع التركيز في مصر.

وفوجئت ايران بانه حتى الاخوان المسلون ومؤسسة الرئاسة المصرية لا
يستطيعان ان يمررا اي محاولة ايرانية لاختراق الساحة المصرية. ولدرجة ان حتى
الخطوة الصغيرة الوحيدة التي نجحوا فيها المتعلقة باتفاق السياحة الايراني في مصر،
لم تصمد ولو اسبوع واحد واضطرت السلطات المصرية لوقف هذه السياحة.

رابعا: وبالطبع، النكسة الاكبر تتمثل فيما يجري في سوريا واتضاح ان
رحيل نظام الاسد هو في نهاية المطاف امر حتمي طال الزمان ام قصر.

هذه نكبة كبرى بالنسبة لايران، فالنظام السوري كان عمادا لمشروعها
ومخططاتها في المنطقة العربية وخسارته كارثة كبرى.

وكما لاحظ تحليل نشرته مؤخرا مجلة “يو اس نيوز” الامريكية،
فان ايران لا تتحمل خسارة حليفها السوري. ذلك ان سقوط نظام الاسد يعني بالنسبة لها
مجموعة مترابطة من الكوارث.

خسارة نظام الاسد يعني اولا، ضربة قاصمة لمحاولات ايران مد نفوذها في
العالم العربي عموما. ويعني في نفس الوقت ان ايران لن تعود قادرة على دعم حزب
الله، وسيكون مصيره معلقا في الهواء.

كما يلاحظ هذا التحليل ان سقوط النظام السوري سوف يجعل اسرائيل اكثر
استعدادا ليس فقط لمهاجمة حزب الله، ولكن سيشجعها ايضا على مهاجمة منشآت ايران
النووية.

ولهذه الاسباب تحديدا، ترسم ايران خططها اليوم استعدادا لمرحلة ما بعد
سقوط الاسد.

***

اذن، كما نرى، فان التطورات التي تحدثنا عنها، وما وراءها، تشير الى
تحول في المخططات الايرانية، والى ابعاد جديدة للخطر الايراني، محورها، دور اكثر
عدوانية تقوم به ايران مباشرة في المنطقة، وادوار خطيرة جديدة تقوم بها القوى
العميلة لايران في الدول العربية سواء في داخل دولها، او على الصعيد الاقليمي.

القضية المهمة هنا، وبحسب محللين كثيرين، هي ان هذا كله يندرج في اطار
استراتيجية ايرانية جديدة في المنطقة العربية لمرحلة ما بعد سقوط نظام بشار الأسد.

وهذا ما سنتوقف عنده في المقال القادم باذن الله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى