الخاصرة العربية لإيران.. هل تتغيّر؟
تعيش طهران أصعب أيامها
فيما يتعلق ببدء تراجع نفوذها في المنطقة العربية من الشرق الأوسط، فهي على صعيد أراضيها
تواجه غضباً شعبياً من عرب الأحواز الذين يتطلعون للتحرر والاستقلال باعتباره إقليماً
مستقلاً قبل أقل من قرن.
وفي العراق بعد سيطرتها
عليه إثر الاحتلال الأمريكي، بدأت الأقاليم العربية ـ السنية هناك بالتطلع نحو الاستقلال
أو التمتع بحكم ذاتي، وهو ما يفسّر الثورة الشعبية الدائرة حالياً، ومن غير الواضح
ما ستؤول إليه الأمور لدى عرب العراق.
بالمقابل فإن النفوذ الإيراني
في المنامة من خلال بعض الجمعيات السياسية التي تقودها الوفاق مازال قائماً، ولكن ما
يميزه أنه يعيش في صراع محتدم، ومن المتوقع أن يتراجع بمرور الوقت لصالح مناهضة هذا
النفوذ الاستعماري الذي تحاول طهران باستمرار التنصل منه، في ظل انكشافه على المستويين
الإقليمي والدولي.
هذا النفوذ يمتد إلى خارج
البحرين، حيث يتجاوز المنامة ويمتد إلى بلدان مجلس التعاون الخليجي الأخرى، مثل المنطقة
الشرقية من السعودية، وكذلك الكويت. وهناك صراع ساخن نحو تقليم هذا النفوذ بلا رجعة
ليس من قبل الحكومات فحسب، وإنما حتى من مؤسسات المجتمع المدني والجماهير الشعبية بشكل
عام.
ننتقل إلى الشمال العربي،
حيث المعركة الأهم الآن، وهي سوريا ولبنان اللتان تعيشان حرباً مباشرة مع طهران بالمواجهة
مع حزب الله الإرهابي.
الأحواز، والعراق، وكل
من البحرين والكويت والسعودية، بالإضافة إلى لبنان وسوريا، تشهد اليوم معركة محاربة
النفوذ الإيراني لأنها من منظور طهران خواصرها العربية التي ينبغي الحفاظ عليها وتكريس
نفوذها فيها باستمرار وفقاً لمبدأ تصدير الثورة الذي أطلقه الخميني مطلع الثمانينات.
السؤال هنا: هل تتغيّر
خواصر إيران العربية؟
حالياً يبدو أن طهران ليست
مهتمة كثيراً بتغيير خواصرها العربية بعد أن استثمرت إمكانيات هائلة من أجل بسط نفوذها
وتأسيس خلايا في هذه المناطق. ولكن بمرور الوقت فإنه من المتوقع أن تضطر إيران إلى
فتح خواصر جديدة في المنطقة العربية من الشرق الأوسط، أما المناطق التي ستكون مستهدفة
فإن هناك عدة مناطق مرشحة لأن تشهد هذا الدور.
ولكن ما دور الدول العربية
التي تعيش اليوم معركة النفوذ مع طهران، هل ستكتفي بمحاربة هذا النفوذ على أراضيها
فقط؟ أم ستسعى لنقل المعركة إلى أراضي أخرى يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً في الصراع العربي
ـ الإيراني. مثل هذه الخطوة مهمة للغاية، لأن استمرار الإستراتيجية القديمة بمواجهة
النفوذ داخل الأراضي العربية قد يطول أمده، ولكن يكون مؤثراً على المديين المتوسط والطويل.
yfbink@alwatannews.net
نقلا عن صحيفة “الوطن”
البحرينية