آراء ومقالات

الرئيس “روحاني” والسياسة الإيرانية الجديدة

 

 

 

 

هل انتخاب الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني انتصار للحركة
الاصلاحية وتعبير عن رغبة ايرانية صادقة نحو التغيير، ام كما يرى بعض المحللين،
مجرد «خدعة مقتنة قام بها القائد الأعلى في ايران، ومرشد الثورة، محاولاً التخفيف
من ضغط العقوبات بتقديم وجه مبتسم الى العالم، فضلاً عن تمرير الوقت بالأساليب
الديموقراطية، مواصلاً في الوقت عينه النشاط النووي الايراني في الكواليس»؟
والجواب عن هذا السؤال.. يكمن في سؤال أشمل! هل يتوقع قادة الجمهورية الاسلامية ان
تتغير صورة ايران بشكل مقنع، بعد كل هذه السياسات الانغلاقية التي مورست، وبعد
تبني مجموعة من التوجهات المدمرة للمصالح الايرانية على الصعيد العربي والعالمي،
وبعد اضاعة فرص النهوض واللحاق بالأمم التجارية والصناعية والسياحية وغيرها؟
يقال ان الرئيس روحاني «اخذ وضع ايران الاقتصادي المزري في الاعتبار واستخلص
التغيير الضروري»، ويتساءل المراقبون: هل الاشارات الخضراء مضاءة على طريقة
المتعرج، وهل منح الصلاحيات الكافية للتغيير؟يقال مثلاً، كما تنشر الصحف، ان
«روحاني يراهن على السياحة لاحياء الاقتصاد»، وان الرئيس قد حدد هدفا واضحا هو
«مضاعفة عدد السياح الاجانب الذين يزورون ايران سنوياً خلال ولايته الرئاسية، وبلغ
عدد هؤلاء حوالي اربعة ملايين سائح خلال العام الماضي، في حين يسعى روحاني لجذب
حتى عشرة ملايين سائح الى الجمهورية الاسلامية».

كما ويضيف الرئيس الجديد، ان عدداً ضخماً كهذا من السياح يمكن ان
يوفر فرص عمل لاربعة ملايين ايراني، و«بذلك يمكننا ايجاد حل لمشكلة البطالة التي
نعانيها حالياً، حيث يصل عدد العاطلين عن العمل الى حوالي 3.5 مليون شخص»، كما
افاد روحاني (القبس 2013/7/18).

لقد كانت ايران عبر تاريخها مثل مصر وبلاد الشام وتركيا، من ابرز
مقاصد الرحالة والسياح، بشهادة كل هذه الكتب والمذكرات والرحلات الموثقة وتزخر
البلاد بامكانيات سياحية طبيعية، ثقافية، دينية، علاجية لا حصر لها، ولكن من
المسؤول عن «تجفيف منابع السياحة» في ايران؟ وكيف يمكن للسياحة ان تنطلق فيها، دون
السماح لشبات الفنادق الدولية ودون انفتاح اجتماعي ودون شفافية سياسية؟ وما فائدة
الترحيب بالسياح ان كانت زيارة ايران لأي غرض كان، مثيرة للشبهات في بعض الدول
وبخاصة الولايات المتحدة؟
خبراء ايرانيون في مجال السياحة يشتكون، رغم فرحتهم بالتوجهات الانفتاحية للرئيس
الجديد، قائلين: «لدينا امكانيات هائلة يمكن تقديمها للزوار الاجانب لكن هؤلاء لا
يأتون الينا بسبب التحديات الكثيرة القائمة، ثقافية كانت أم تشريعية، ولكي نتمكن
من جذب انتباهمم يجب علينا تحسين المزاجين السياسي والاجتماعي في البلاد»، كما
افاد «رمضان قولي نجاد» الذي ينظم مهرجانا صيفياً كبيراً في جزيرة كيش.

تصريحات الرئيس روحاني تؤكد رغبة ايرانية في الانفتاح على اول
جار.. وسابع جار! «أولوية حكومتي»، كما نقلت عنه صحيفة الشرق الأوسط. 2013/6/18،
«تعزيز العلاقات مع دول الجوار ودول الخليج الفارسي والبلدان العربية وهي اهمية
استراتيجية، وهم اشقاؤنا السعودية بلد شقيق ومجاور نقيم معه علاقات تاريخية
وثقافية وجغرافية.. آمل ان نقيم في ظل الحكومة المقبلة علاقات جيدة مع الدول
المجاورة خصوصاً السعودية».

الرئيس روحاني وعد الناخبين باتباع سياسة تنقذ اقتصاد البلاد وتحيي
قيم «التواصل البناء مع العالم من خلال الاعتدال»، وعلى الرغم من التقارير حول
زيادة التورط الايراني في القتال في سورية قال روحاني انه ضد التدخل الخارجي في
النزاع، وان «مشكلات سورية يحلها السوريون»، وقال: «اننا ضد الارهاب والحرب
الأهلية والتدخل في الشؤون الداخلية لسورية والدول الكبرى».
هل يستطيع الرئيس روحاني ان يقود وحده كل هذه التحولات؟ وهل يقف مرشد الثورة حقاً
.. الى جواره؟!

 

 

المصدر: جريدة الوطن الكويتية

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى