آراء ومقالات

من أميرة الى سميرة… أحوازيات في قاع البحار



نقلا عن موقع كارون الثقافي

واصل رجال الانقاذ في اندونيسيا البحث في المحيط الهادئ عن عشرات
الضحايا من طالبي اللجوء على مدى أربعة أيام بعد غرق قاربهم الصغير في المياه
الاندونيسية و الذي كان من المفترض أن يلتحق بسفينة أكبر في عرض البحر لإكمال
الرحلة إلى أستراليا.

بدأت هذه الرحلة صباح يوم
الثلاثاء 23/07/2013 من سواحل جايانتى، وهي بلدة ساحلية في سيانجور الاندونيسية
باتجاه استراليا حيث مقصد اللاجئين الاحوازيين و غيرهم.

و وصل أكثر من 189 من الناجين من
مجموع حوالي 204 لاجئ إلى بر الأمان و يقدر عدد الضحايا ب 15 ضحية بينهم طفل رضيع
و فتاة عمرها 10 سنوات و أمرأة احوازية عمرها 40 سنة كانت برفقة أبنها و شقيقها.

المرأة الاحوازية هي السيدة
سميرة عبدالله نواصر من مدينة الاحواز و كانت برفقة شقيقها و أبنها و توفيت سميرة
عبدالله اثر نوبة قلبية في الدقائق الأولى من حدوث الحادثة أدت هذه النوبة القلبية
إلى وقف قلبها بالكامل و تمسك شقيقها و أبنها لمدة تزيد عن أربعة ساعات بجثمانها
في وسط البحر الهائج حتى وصلت النجدة و تم انقاذهم.

 و تعتقد الشرطة
الاندونيسية ان القارب كان يقل حوالي 204 مهاجر من سري لانكا و إيران (معظمهم من
الاحواز ) و العراق و تضائلت فرص العثور على ناجيين آخرين بعد أربعة أيام من حدوث
الحادثة و أصبح المفقودين في عداد الموتى و من المحتمل أن يكون هناك احوازيين من
بين الضحايا.

لم تكن هذه أول حادثة يواجهها
الاحوازيون في رحلات اللجوء و الموت هذا، الرحلات التي التحق بها الاحوازيين بسبب
برامج التطهير العرقي و الظروف الصعبة المفروضة من قبل  سلطات الاحتلال
الايراني على ابناء الشعب العربي الاحوازي ، الشعب الذي يعتبر من اغنى شعوب العالم
و أفقرهم في آن واحد.

الأغنى من حيث الثروات الطبيعية مثل النفط والغاز و الاراضي
الزراعية و المياه و التروة الانسانية و لكن السلطات الايرانية لم تكتفي بنهب
ثروات هذا الشعب المظلوم و اضطهاد ابنائه بل خططت للتطهير العرقي طيلة العقود
الماضية و في العقدين الأخيرين أقدمت هذه السلطات على تنفيذ خطة المجرم اكبر
رفسنجاني و الهادفة إلى التغيير الديموغرافي و التي اعتمدها محمد خاتمي الرئيس
الإيراني الاصلاحي صاحب حوار الحضارات ، الخطة التي أنتهت بتهجير العرب و توطين أكثر من مليونين من الفرس و
اللور البختياريين في الاحواز الامر الذي دفع بالكثير من أبنا الاحواز أن يتركوا
الديار و يلتحقوا بسفن اللجوء و الموت في عرض البحار بأمل الحصول على العيش الكريم
الذي فقدوه في موطنهم الأصلي المحتل من قبل إيران.

و من الضحايا الاحوازيين في
رحلات اللجوء و الموت كانت بنت المحمرة السيدة أميرة سليماني(بني تميم) 37 عام و
أبنتها مدينا 8 سنوات و توفيّت اميرة و أبنتها مدينا بعد غرق السفينة التي كانت
تنقلهم من السواحل الاندونيسية الى استراليا في شهر دسامبر من عام 2011م و نجئ
حينها زوجها محمد حرداني بمعية ابنته الثانية موبيا البالغة من العمر 10 سنوات كما
توفي الطفل الاحوازي مصطفى خالد بيت لفته البالغ من العمر 3 سنوات اخيرا.

وفي السنوات الاخيرة كانت قضية
اللاجئين موضع خلاف ما بين إندونيسيا وأستراليا و في الأسبوع الماضي قررت
إندونيسيا أن توقف إصدار تأشيرات الدخول للإيرانيين و ذلك بسبب  القاء القبض
على العديد من الإيرانيين و بحوزتهم كميات من المخدرات و باستخدامهم  الاراضي
الإندونيسية كنقطة انطلاقة باتجاه أستراليا.

و تزامن هذا القرار الاندونيسي
مع اعلان الحكومة الاسترالية بإعادة توطين جميع اللاجئين الذين وصلوا حديثا إلى
اراضي استراليا في جزيرة بابوا في غينيا الجديدة.

 السبت 27/07/2013

 



اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى