آراء ومقالات

عودة إيران والعراق لاتفاقيّة لكأس السُّمّ


عراق
اليوم ليس عراق الأمس الذي أرغم الخميني على تجرّع كأس السُّم لقبوله الإعلان عن
هزيمة بلاده بموافقته على قرار الأمم المتحدة رقم 598 لوقف إطلاق النار بين
البلدين بعد حرب دامية دامت ثماني سنوات. وأعلن مؤخراً سفير حكومة المالكي في
طهران مجيد الشيخ عن إمكانيّة تنفيذ البنود المعطّلة للاِتفاقيّة. ولا شك أن إعلان
سفير المالكي، سيصب في مصلحة الدولة الفارسيّة وربما جاء بإيعاز منها أصلاً! وفي
أولى القراءات الإيرانيّة لإعلان الشيخ، أكّدت طهران أن أهم البنود المعطلة من
الاتفاقيّة يتعلق باِعتبار العراق دولة معتدية ومطالبتها بغداد بدفع التعويضات
.
ولا ريب أن بغداد سجّلت
على طهران أكثر من 280 اعتداء مسلحا على أراضيها ومواطنيها وأرفقت بذلك مذكرات
وشكاوى إلى كل من الجمعيّة العامّة ومجلس الأمن ومجموعة دول عدم الانحياز ومنظمة
التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربيّة، إضافة إلى السفير الإيراني في بغداد
آنذاك قبيل اندلاع الحرب، بينما لم تسجّل طهران على بغداد أي اعتداء عليها، ما
يعني وضع إيران في موقع الدولة المعتدية وليس العكس. وإبان حرب الخليج الثانية عام
1991، أرسلت الحكومة العراقية أكثر من 120 طائرة مدنيّة إلى إيران لتأمينها من
القصف، إلا أن طهران خانت الأمانة، وأكدت مصادر إيرانيّة مؤخراً استخدام طهران
الطائرات العراقيّة في رحلاتها الداخليّة! فهل من غايات أخرى لسفير المالكي
بإعلانه المريب غير تقديم الخدمات الجليلة لطهران؟

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى