آراء ومقالات

مراجعة سريعة للتغطية الإعلامية التي حظيت بها العملية الأخيرة للمقاومة الأحوازية



 

نفذت
كتائب الشهيد
 البطل محيي الدين ال ناصر الجناح العسكري لحركة النضال
العربي لتحرير الأحواز قبل اسبوعين عملية نوعية استهدفت من خلالها خطوط انابيب
الغاز التي تغذي مصانع البتروكيمياويات في مدينة معشور
.وأعلنت الحركة وجناحها العسكري إن الهدف من العملية التي
نفذت في اليوم الثاني من رئاسة روحاني هو “
توجيه
ضربة موجعة للعدو الفارسي المحتل واقتصاده المتهالك”، بالإضافة للرد على الاعتقالات
والإعدامات المستمرة ضد ابناء شعبنا وأيضا بسبب الدور العدائي والدموي للدولة
الفارسية
ومشاركتها في قتل
اشقائنا في سوريا والعراق من خلال
دعم
النظامين
الفاشيين هناك. كما
أكدت الحركة على عزمها التنسيق مع التنظيمات التابعة للشعوب غير الفارسية خصوصا في
بلوشستان وكردستان لتصعيد المقاومة ضد الاحتلال الفارسي.


التوقيت
الدقيق للعملية أي اليوم الثاني بعد أداء روحاني للقسم كرئيس للجمهورية والإختيار
الذكي للهدف، بالاضافة الى الأسباب والدوافع الواضحة والمشروعة التي اعلنتها
الحركة، جعلت من هذه العملية أن تحظى بتفاعل إعلامي واسع وغير مسبوق، لايزال مستمرا
حتى ال
آن من قبل وكالات إعلامية عربية وعالمية كالعربية ورويترز
وصوت أمريكا وفرانس 24 وصحف عربية وعالمية عديدة أخرى.


في
نفس الوقت وعلى الصعيد الأحوازي شهدت الساحة السياسية الأحوازية تفاعلا اعلاميا أفضل
بكثير من المرات السابقة مع أحداث وعمليات مشابهة، رغم التباين في وجهات النظر حول
العملية من قبل الجهات الأحوازية التي نشرت الخبر. هذا الأمر يدل على وجود تطور ملحوظ
في التعامل المنصف والموضوعي مع الأحداث على الساحة الأحوازية، رغم وجود بعض الحالات
القليلة التي تجاهلت أو طرحت اسئلة حول العملية وبكل تأكيد لديها اسبابها نتفهم
البعض منها ونحاول فهم ما تبقى منها.


لست
بصدد نقد أو تقييم الأسلوب الذي تم التعامل به مع هذا الحدث من قبل الجهات السياسية
الأحوازية المختلفة من خلال هذه المادة المتواضعة التي كتبتها على عجل، بقدر ما أريد
أن أذكر نقطة مهمة تم تجاهلها فيما يتعلق بهذه العملية. كما كتبت أنا وعدد من رفاقي
سابقا على صفحات الفيسبوك وغيرها من شبكات التواصل الاجتماعية إن العملية الأخيرة تعتبر
انجازا –تكتيكيا– لكل التنظيمات والتيارات السياسية الأحوازية، بل إنها
انجاز للقضية الأحوازية بأكملها وهذا هو التصور السائد بين أعضاء حركة النضال
العربي لتحرير الأحواز بشكل عام.

 

وهذا التصور يأتي لعدة اسباب، أهمها:

1.    
لم تتمكن الحركة من النجاح على المستوى الإعلامي والسياسي
والإعلامي والميداني لو لا التراكمات والتضحيات السابقة التي قدمتها شخصيات
وتنظيمات أحوازية مختلفة. على سبيل المثال الوعي الوطني والسياسي المتصاعد في
الداخل والذي هو نتاج تراكمات سابقة شارك بها الجميع، مماساهم في تمكين الحركة من
استقطاب المزيد من العناصر المؤهلة في الداخل والخارج، في نفس الوقت لو لا العمل
الإعلامي والسياسي المكثف للأحوازيين في السنوات الماضية وخروج القضية من التعتيم
الإعلامي لما أخذت هذه العملية هذا الإهتمام الإعلامي الكبير.

 

2.    
لم
يكن كلاما فارغا، عندما قلنا إن العملية التي نفذتها كتائب الشهيد محي الدين ال
ناصر هي إنجاز ونصر للقضية وكل التنظيمات والتيارات السياسية الأحوازية.فمن تابع
ويتابع التفاعل الإعلامي مع هذه العملية من قبل وكالات الأنباء العالمية خصوصا
التقرير الأخير لرويترز يكشف إنغالبية الحديثيدور حول الأحواز وأهمية القضية
الأحوازية ولم يتم التطرق إلى الحركة إلا بشكل عابر ومختصر
.


3.    
نوعية العملية واستهدافها لهدف مشروع قانونيا وعدم وجود
أي ضحايا مدنيين لهذه العملية يتيح الفرصة لغالبية التنظيمات السياسية الأحوازية
بمختلف توجهاتها أن تغتنم هذه العملية في تدعيم عملها السياسي
والاعلامي.

 

بناء
على كل هذه النقاط أعتقد أن القضية الأحوازية قد دخلت مرحلة جديدة خصوصا على
المستوى العربي والعالمي، وتزداد يوما بعد يوم أهميتها في الخارطة السياسية
للمنطقة والدور الذي يمكن أن تلعبه مستقبلا، بشرط أن ندرك هذه الأهمية ونركز على
تعزيز عملنا في الداخل والخارج بعيدا عن المهاترات والتنافس السلبي الذي يبعدنا عن
التفاعل المنصف والقراءة الموضوعية لما يحدث حولنا على الساحة الأحوازية أو ما
تنجزه تنظيماتنا االسياسية كافة.

 



 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى