آراء ومقالات

و اجتاحني حب كارون(الحلقة الخامسة)

  

 

بسم الله الرحمن الرحيم

بالمناسبة إنّ الأخ أبورحيم ، والذي كان معنا حين
التقينا بالشهيد ( جاسم علوان ) ، لم أعرفه من قبل ولم أعرف من هو وما هو واجبه
وعمله مع ( الحجي ) ، ولا أعرف إلى يومنا هذا هل هو على قيد الحياة أم لا ، فقط
إنّي عرفت بإنّ إسمه هذا هو الإسم الحركي الذي كان ( الحجي ) يناديه به في ذلك
اليوم الذي ذهبنا فيه نحن الأربعة إلى المقبرة التي تضم رفات القادة الشهداء
 ( محيي الدين آل ناصر
وعيسى المذخور ودهراب شميل
)
 وقرأنا معا سورة الفاتحة على أرواحهم الطاهرة وترحمنا عليهم،
وحينها قال الشهيد
  جاسم ،  وهو ينظر إلى القبور مخاطبا هؤلاء الشهداء الأبطال:


هنيئا لكم وهنيئا لمن سلك مسلككم وسار على
ما سرتم عليه، لأنكم أنتم بقيتم مدرسة تعلم الأجيال حب الوطن وروح التضحية
والفداء، وها نحن تلاميذكم على دربكم سائرون إن شاء الله
.

لقد صدق ( الشهيد جاسم
علوان ) ، هؤلاء الشهداء عليه ، ذلك حينما سار على درب أولئك الذين سبقوه في
التضحية حتى لحق بهم شهيدا بطلا يوم صاح:  لبيك يا وطن.


 استشهد الشهيد ( جاسم علوان ) عام 1980 هو وأربعة من رفاقه أثناء عملية إقتحام
السفارة الإيرانية في لندن وهم الشهداء:

توفيق إبراهيم، شايع حامد
السهر، عباس ميثم ومكي حنون، بعد أن شاء الله أن يُبقي سادسهم حيا وهو عميد الأسرى
الأحوازيين المناضل الشهيد الحي فوزي رفرف.


كان ( الحجي )، يقول لي
باستمرار:

تريّث عند أي قرار تريد
اتخاذه ، ولا تستعجل في تنفيذ أي شئ حتى تدرس نتائجه مسبقا لتعرف هل ستكون هذه
النتائج كما تريدها أنت أم لا. ان الشهيد ( الحجي ) ، كان قد تنبّأ بأن سلطات
الإحتلال الفارسي ستقوم بارتكاب مجزرة ضد الشعب العربي الأحوازي ، حيث حدثت بالفعل
، وهي مجزرة الأربعاء السوداء بتاريخ 29/5/1979 في مدينة المحمرة العربية.


كما ان الشهيد ( الحجي )
، كان دائم القول على اساس النقد الذاتي:

“عندنا أخطاء لابد
من أن نتجاوزها ، ولابد لنا من تقييم عملنا ونقد أخطائنا ومن ثم تلافيها في
المستقبل ، ويجب علينا تنظيم أنفسنا أكثر فأكثر قبل أن يستغل العدو جوانب من ضعفنا
، وعلينا أن نعرف مدى قدرتنا على المطاولة في حالة نشوب أي حرب من قبل عدونا ضدنا
، وأن لا نستهين بغيرنا ولا نركض خلف العواطف والسراب ، لأنّ هذا لن ينفعنا بشئ
وأني لأظن بأن العدو الفارسي المحتل سوف يرتكب حماقة ضدنا ، لأنه حاقد على العروبة
والعرب ولا يروق له أن يرانا مجتمعين بوحدة الكلمة، لإنه يعرف بأن هذا هو الذي
يقودنا لإنقاذ وطننا وتحريره ، أو يسمع أصواتنا المتعالية بالهتاف: – أننا عرب
ولسنا مستعربين – كما يحلو له أن يطلق علينا ذلك”.


  وكان يضيف:

” أنا متيقن من حدوث
ذلك، لأن العدو سيستفيد حتما من أخطائنا، والضعف الذي نحن عليه في سريّة عملنا
وخططنا، فالبعض منا سامحهم الله يستهينون بعدوهم , ويبرزون عضلاتهم دون حكمة امام
عدو مدجج بالحقد وبالسلاح ومستعدٌ لقتلنا بدم بارد، ولا يعرفون بأنّ هذا ما يريده
العدو منا، ويسعى للإطلاع على جميع أوراقنا “

.

وأروع ما سمعته مرة من
شهيدنا ( الحجي ) وهو يوجهنا هو:

” صحيح إنكم
منظّمُون في صفوف الحركة الجماهيرية العربية لتحرير الأحواز، وأنتم اليوم أبناؤها
رسميا، لكنكم يجب أن تدركوا بأنكم أبناء كل التنظيمات الأحوازية المناضلة، وأيما
تنظيم أحوازي ذو ثقة ومخلص في عمله يحتاجكم للوطن لا تترددوا في مد يد العون له بأي
عمل تتمكنون من القيام به “.

 

 وانطلاقا من هذا الايمان الراسخ الذي عُرف
به، وبعد تأسيس المنظمة السياسية للشعب العربي الأحوازي، حفّزنا بالقول:

 

“عليكم الذهاب
للإنضمام إلى أخوتكم والدخول معهم ومساعدتهم بما تتمكنون عليه ، لرفع راية النضال
الاحوازي عاليا ، فنحن شعب واحد  ولا تفرّقنا المسمَّيات الحزبية،
وعندما يكون هذا الشعب حاضرا في الساحة تذوب فيه كل التنظيمات والحركات وكل
الأسماء، ويتوحد الجميع ليكون صوتا واحدا يعبّر عن آمال وطموحات وإرادة هذا الشعب
في كل مكان “.

 

وقبل
الختام إليكم مقطع من أشعاري كنت قد نظمته للمظاهرات العارمة التي كان العرب
يسيرونها ضد سياسة نظام الاحتلال الفارسي.  

 

عرب احنه ونريد حگوگنا
الضاعت

  وثروتنا وأراضينا الغصب راحت

 

نرد اردود
ماضينا       ونوفي دموم اهالينا

العدموها وظلم طاحت

************************

نكتفي بهذا القدر والسلام
علیکم ورحمة الله وبرکاته

المصدر موقع صوت الأحواز

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى