آراء ومقالات

“دون كيخوتة” طهران وحرب طواحين الهواء




 عندما قرأت
رواية “دون كيخوطة” أو “دون كيخوته” كما تطلق بالإسبانية, أول
ما تجسد في ذهني شخصية خامنئي و عقلية النظام الايراني الذي يعتقد و يفعل تماما
كما يفعل “دون كيخوته”.

بطل رواية دون كيخوتة الشهيرة التي كتبها
الاديب الأسباني “ميغيل دي سيرفانتس سافيدرا” في بداية القرن السابع
عشر, يحارب أوهام غير موجودة ولكنه يراها وحده, أخطارا حقيقية ويتخيلها أعداء
وأشرار حقيقيين ويستعد لمواجهتهم. وأراد بحروبه تلك إصلاح الكون, فلهذا إستعان
بسلاحه المتآكل وحاول إصلاحه وجهز حصانه الهزيل وأختار له فلاح ساذج ليتبعه بامل
ان يعطيه احد الجزر عندما يحرر العالم بحروبه ضد الشياطين و الأشرار. فاول ما رأه
بعد خروجه من القرية هو طواحين الهواء, فظنها شياطين تحمس لمحاربتها ورماها برمحه
لكن رمحه علق بأذرعة الطواحين فرفعته بالهواء ودارت به في الفضاء ورمته أرضا فكسرت
عظامه.

فخامنئي ومن قبله الخميني أول ما استلم
السلطة ظن إنه المصلح والمدافع عن المستضعفين في العالم وهو في مواجهة الإستكبار
وشياطين العالم. وقام بتصدير الثورة التي سرقوها من الشعوب في إيران التي ناضلت من
أجل تحررها من النظام البهلوي السابق. وجنوده السذج هم التعبئة (البسيج) والحرس
الثوري (الباسداران) الذين يحاربون بطمع فتح العالم و السيطرة على كنوزه وان قتلوا
في تلك الحروب فمثواهم الجنة حسب تعليمات المعمم”دون كيخوتة طهران”
خامنئي.

“دون كيخوتة طهران” أعدم مئات
الآف بحجة انهم يحاربون الله و رسوله.! و تدخل وما زال بشؤون دول الجوار عبر إرسال
الاسلحة والارهابيين لمحاربة الشياطين بهدف نشر الاصلاح و الدين حسب ظنه.

بعد ما دمر “دون كيخوته طهران”,
البلاد والعباد و فشل بسياساته فشلا ذريعا في حربه ضد الشياطين والاشرار
في العالم, طلب المصالحة معهم عبر تكتيك أسماه “المرونة
البطولية”!. وتغطية على فشله الذريع في الاستمرار بنهجه السابق, وصف تغيير
سياسته تلك بصلح الحسن بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهما مع معاوية بن سفيان.

اذا كان دون كيخوته بحربه ضد طواحين
الهواء كسر عظامه بعد ما رفعته أذرعة الطواحين و رمته أرضا, فان خامنئي أو دون
كيخوت طهران لم تتكسر عظامه فحسب بل أوصل النظام الايراني برمته إلى الهاوية. و
نتيجة لسياساته وصل الفساد السياسي والاداري وحتى الاخلاقي للحد الذي لا يمكن
علاجه وأصبح سقوط النظام قضية محتومة. و الأدهى من كل هذا و ذاك و جراء سياسات
القتل والطهير العرقي بحق الشعوب غير الفارسية في إيران, جعل من المستحيل لاي نظام
مقبل في إيران يستطيع ان يحكم تلك الشعوب بخارطة إيران المصطنعة.

وفي الاخير إذا كان “دون كيخوتة
طهران” يتمكن عبر سياسة “المرونة البطولية” و بتجرع السم من إصلاح
علاقته أو ترميمها مع الشياطين حسب وصفهم, فمن الواضح جدا انه لا يمكن ان يصلح
علاقة طهران بالشعوب المحتلة من قبل ايران, وإن جاء بالف سياسة المرونة البطولية,
حيث الشعوب أتخذت قرارها بشكل جماعي و لا رجعة عنه حيث يساوي البقاء مع طهران الذل
والموت الحتمي معا. و العيش بعيدا عن طهران هو الحياة و السعادة و المستقبل الزاهر
للارض و الشعب و للآجيال المقبلة. فلا بديل عن عملية التحرير المقدسة التي تأتي
بالحياة الكريمة والتمتع بالحقوق القومية والانسانية.

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى