آراء ومقالات

ماذا يفعل المالكي في إيران؟


 

فتح «المالكي» أبواب العراق
على مصراعيها أمام الإيرانيين والأمريكان لإبرام الصفقات والتفاهمات حول تقسيم الأدوار
والنفوذ والمصالح، كما لَعبَ دور الوسيط وساعي البريد فيما بين الطرفين قبل توصّلهما
إلى الاتفاقيّة النوويّة. ولا تخرج زيارته لطهران الآن عن كونه ينتظر المكافأة الفارسيّة
لطاعته وتقديمه الخدمات الجليلة لإيران، توّجها بفتح المجال الجوّي والبرّي والبحري
العراقي أمام الحرس الثوري وفيلق القدس لنقل السلاح والقطعان المشاركة في قتل الشعب
السوري، وعوضاً عن بذل الجهود لوقف شلّال الدم في العراق ووضع حد للتفجيرات اليوميّة
والحد من انتشار الحرب الطائفيّة وإنهاء الخلاف المستفحل بينه وبين الأكراد، فإنّه
يتوجّه لطهران ليلتمس رضاها وتعاونها، رغم أن الأخيرة متورّطة إلى أبعد الحدود في كل
ما يحدث في العراق من كوارث
.


ومن المفارقات الكبرى
قول المالكي: «كلّاً من العراق وإيران يؤمنان بالاعتدال»! في حين أنّهما يتبّنيان مبدأ
الطائفيّة والإقصاء ومجابهة المعارضين والمقاومين بالقتل والإبادة ويعملان على إرضاء
فئة على حساب الفئات الأخرى. وربّما يدرك «المالكي» أن لا مكانة له في العراق بعد الانتخابات
المقبلة في حال عَدَم التدخّل الإيراني لصالح المرشّح الذي سيسير على خطاه بالانتماء
والولاء لطهران، لذلك فإن قضيّة الانتخابات، شكّلت صلب حديثه مع «خامنئي» و«روحاني»
لضمان استمرار عصابته في سدّة الحكم في بغداد، في حين أن الحراك السياسي والشعبي في
العراق يسير خلافاً لما تشتهيه السفن الإيرانيّة.


اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى